قناة عشتار الفضائية
 

تسبب تعفن الدماغ.. مقترح برلماني بمصر لتقنين الألعاب الإلكترونية

 

عشتارتيفي كوم- العربية نت/

 

عادت قضية تأثير الألعاب الإلكترونية على الأطفال في مصر إلى صدارة الاهتمام، وسط مخاوف متزايدة من انعكاساتها السلبية على سلوكياتهم وصحتهم النفسية، وما قد تسببه بعض الألعاب من محتوى غير ملائم أو أفكار دخيلة تؤثر على منظومة القيم والأخلاق لديهم.

وتقدمت الدكتورة ولاء هرماس رضوان، عضو مجلس الشيوخ، باقتراح إلى كل من رئيس الوزراء ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بشأن تقييد أوضاع منصة الألعاب الإلكترونية "Roblox" بهدف حماية القيم الأخلاقية والتربوية للأطفال والنشء، وتقليل المخاطر النفسية والسلوكية المرتبطة باستخدام المنصة، إلى جانب تقنين عمل منصات الألعاب الإلكترونية بشكل عام.

وبرزت تساؤلات عديدة حول مدى إمكانية تقنين هذه الألعاب من خلال تشريعات وضوابط واضحة تضمن الاستخدام الآمن لها، وتحد من مخاطرها المحتملة، كما برزت أيضا تساؤلات حول حجم وتأثير هذه الألعاب على الأطفال، سواء على سلوكياتهم اليومية أو صحتهم النفسية والاجتماعية.

وقالت الدكتورة ولاء هرماس رضوان عضو مجلس الشيوخ، لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" إن المذكرة المقدمة لمجلس الشيوخ جاءت استنادا إلى نص المادة 113 من اللائحة الداخلية للمجلس، وطبقا للمادة 133 من الدستور، والتي تمنح أعضاء المجلس الحق في تقديم مقترحات لرؤساء السلطات المختصة لمناقشة القضايا ذات البعد المجتمعي المباشر.

وأضافت أن منصة "روبلوكس" أثارت مؤخرا مخاوف مجتمعية متزايدة، نظرا لانتشار استخدامها بين الأطفال وصغار السن في المجتمع المصري، وما قد يترتب على ذلك من آثار نفسية واجتماعية وتربوية تستدعي الدراسة والتقييم المتخصص.

وأوضحت أن هذه المنصات لا تقتصر على الجانب الترفيهي فقط، بل تتضمن عناصر اللعب التفاعلي والتواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للمستخدمين لإنشاء المحتوى بأنفسهم، وهو ما قد يعرض الأطفال لمحتويات غير مناسبة أو سلوكيات تؤثر على تربيتهم وقيمهم.

وأكدت أن الهدف من الاقتراح هو وضع ضوابط واضحة تحمي الأطفال، وتعزز الرقابة على المنصات الإلكترونية، بما يضمن التوازن بين الترفيه الرقمي والفوائد التعليمية والتربوية، مع الحفاظ على قيم المجتمع وأخلاقياته.

وتضمنت المذكرة -حسب البرلمانية المصرية- توصيات بتقنين أوضاع جميع منصات اللعب الإلكترونية التي يستخدمها الأطفال، بحيث تكون تحت إشراف تشريعي وتنظيمي يراعي مصلحة الأسرة والمجتمع، بما يعزز سلامة الأطفال ويُمكّن الدولة من متابعة المحتوى الرقمي المقدم لهم بشكل فعال.

وأشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار الحرص على حماية النشء من المخاطر الرقمية، ومواكبة التطورات السريعة في مجال الألعاب الإلكترونية والمنصات الرقمية، بما يتوافق مع التطور التكنولوجي واحتياجات المجتمع المصري.

وحول التأثيرات النفسية لتلك الألعاب على الأطفال، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، إن الألعاب الإلكترونية تسهم بشكل ملحوظ في إلحاق أضرار نفسية وسلوكية بالأطفال، مشيرا إلى أن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى ما وصفه بتدمير "قدرات الأطفال الذهنية".

وأضاف أن مؤتمراً دولياً عُقد بـ"جامعة أكسفورد" أكد أن عام 2025 يُعد "عام التعفن الدماغي" نتيجة الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية بين الأطفال والمراهقين.

وأوضح فرويز أن هذا الاستخدام المفرط يؤدي إلى العصبية الزائدة، وتلف بعض الخلايا العصبية بالمخ، فضلًا عن تأثيره السلبي على مستوى التركيز والانتباه، وهو ما ينعكس بدوره على ضعف التحصيل الدراسي لدى الأطفال.

وأشار إلى أن جزءاً كبيراً من الجرائم المنتشرة حالياً يعود في أحد أسبابها الرئيسية إلى حالة العصبية المفرطة الناتجة عن الاستخدام غير المنضبط لهذه الوسائل الرقمية، موضحاً أن تشغيل المخ والعين والأصابع في وقت واحد لفترات طويلة يسبب إجهادًا شديدًا للخلايا العصبية، ويؤثر بصورة أكبر على الأطفال مقارنة بغيرهم.

وأكد استشاري الطب النفسي على أهمية دور الأسرة، خاصة الأمهات، في توفير بدائل صحية للأطفال، مثل ممارسة السباحة أو التنس أو تعلم أي مهارات رياضية أو فنية أخرى، بما يسهم في إبعادهم عن الإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية، وتحقيق توازن نفسي وسلوكي أفضل، بما يضمن نموهم الصحي وتحصيلهم الدراسي السليم.