عشتارتيفي كوم/
رائد نيسان حنا / قضاء الشيخان
عاشت رعية كنيسة مار يوسف الكلدانية في قضاء الشيخان التابعة لأبرشية القوش الكلدانية ليلة إيمانية وروحانية دافئة مساء يوم الأربعاء الموافق 24 ديسمبر، حيث احتفل أبناء الكنيسة بقداس ليلة الميلاد المجيد. وقد شهدت الكنيسة توافد أعداد كبيرة من أبناء الرعية الذين اجتمعوا للمشاركة في هذه المناسبة المقدسة، وحضور الاخوات الراهبات الدومنيكان مستذكرين ميلاد السيد المسيح في مغارة بيت لحم.
كما سبقت هذه الأجواء الروحية المباركة جهودً مخلصة , حيث قامت شبيبة الكنيسة , بروح من الحماس والتفاني, بتحضير وتزيين الكنيسة وإعداد الترتيبات اللازمة والتدريبات الموسيقية لاستقبال عيد ميلاد المسيح المجيد, لتبدو الكنيسة في أبهى حلة تليق بهذه المناسبة السعيدة.
وسط أجواءٍ إيمانية غامرة بالفرح والخشوع، استُهلّ الاحتفال الروحي بزياحٍ مهيب شارك فيه الأب سليمان والشمامسة والجوق والأطفال التعليم المسيحي وجموع أبناء الرعية، حاملين أيقونة الميلاد المقدسة.
حيث انطلق الموكب من داخل حرم الكنيسة ليجوب باحتها الخارجية، صدحت الحناجر خلاله بالترانيم الروحية المبهجة.
وتُوِّج هذا الزياح بتقليد إيقاد شعلة العيد المقدسة، وسط الصلوات والأناشيد الخاصة التي أضفت بُعداً احتفالياً وبهجةً غامرة بهذه المناسبة المباركة.
وقد جسّدت هذه الطقوس النورانية، التي ترمز إلى نور المسيح المشرق في ظلمة العالم، أسمى معاني الوحدة والفرح بين المؤمنين، ممهدةً الطريق لبدء القداس الإلهي بقلوبٍ متهللة.
ترأس القداس الإلهي الاحتفالي الأب سليمان حنا، بمشاركة كريمة من عدد من الشمامسة الذين زينوا المذبح بملابسهم الطقسية البيضاء. وقد أضفت جوقة الكنيسة بأصواتها الملائكية مسحة من الجمال الروحي العميق، بترانيمها الميلادية العريقة التي مجدت الحدث العظيم.
أُقيمت القراءات الخاصة بالميلاد، حيث أداها بعض الشمامسة. تبع ذلك قراءة الأب سليمان من الإنجيل المقدس (الفصل الثاني من البشير لوقا) الذي يروي قصة الميلاد. بعد قراءة الإنجيل مباشرة، ألقى الأب سليمان عظة مؤثرة بهذه المناسبة المباركة، ركّز فيها على المعاني الجوهرية للميلاد، وفي وعظته التي تمحورت حول الميلاد المجيد, وجه رسالة روحية بليغة للمؤمنين محذراً من الانجراف وراء القشور الخارجية للعيد , واكد الأب سليمان في وعظته أن التحدي الأكبر الذي يواجهنا اليوم هو ألا نسمح للمظاهر والاحتفالات الخارجية بأن تفقدنا جوهر الميلاد الحقيقي , مشدداً على أن الزينة والأضواء رغم جمالها , لا يجب أن تحجب عنا صاحب العيد. ودعا الحاضرين إلى عيش الجوهر الحقيقي الذي يتجلى في المحبة , والتواضع, والتجدد الروحي . مؤكداً أن الميلاد هو دعوة دائمة لتجديد القلوب , وفي عبارة لافتة, قال الاب سليمان: أن ميلاد المسيح يعني بالدرجة الأولى ميلاد إنسان جديد فينا , وليس مجرد ميلاد مظاهر جديدة, وأضاف أن التغيير الحقيقي الذي يطلبه الطفل يسوع هو تغيير القلوب لتصبح مغارة دافئة تستقبل المحتاج والغريب, تماماً كما استقبلت المغارة المتواضعة مخلص العالم. واختتم كلمته بتوجيه التهنئة لأبناء رعيتة متمنياً لهم عيد الميلاد مليئاً بالبركات.
وعلى صعيد المشاركة الروحية, وبعد القرءات , شاركت إحدى عضوات الجوق بطُلبات خاصة لأجل الصلاة والاستجابة, حيث رفعت النوايا من أجل السلام العالم وخير الكنيسة وأبناء الرعية , سائلين الطفل المولود أن يستجيب لكل التضرعات
وخلال القداس، تجلت روح الشركة والمشاركة , حيث قام البعض بتقدمة الطقسية من أبناء الرعية , في لفتة تعكس عمق الانتماء والخدمة داخل الكنيسة
وفي ختام القداس الإلهي, توجه الأب سليمان بالتهنئة لأبناء الرعية, معرباً عن شكره وتقديره للشمامسة وعضوات الجوق عل جهودهم المبذولة .
عقب أنتهاء القداس الإلهي, انطلقت أجواء احتفالية الميلاد بافتتاح السوق الخيري, والذي استعرض باقة من المعروضات اليدوية والمأكولات الميلادية التقليدية التي أبدعتها أنامل الشبيبة بروح من العطاء والمحبة. وقد سادت الأجواء بهجة غامرة, توجتها مشاركة الشبيبة في تقديم مشهد تمثيلي تجسد فيه قصة الميلاد المجيد ,تضمنت مشهداً مؤثراً للمغارة المتواضعة
وقد لاقت أجواء الاحتفال تفاعلاً روحياً كبيراً في صفوف الحاضرين بتجمع أبناء الكنيسة في ساحتها، حيث سادت أجواء من المحبة والأخوة، تبادلوا فيها التهنئة بالعيد المجيد وأمنيات السلام ، مؤكدين على روح الوحدة والتضامن التي تميز رعية الكنيسة في قضاء الشيخان. |