قناة عشتار الفضائية
 

دهي


عند التقاء جبلين صخريين متينا وخابور وفي حضن واد أخضر تقع قرية دهي ببيوتها وكنيستها البيضاء على مبعدة نحو 40 كيلومترا شمال شرق دهوك.

ولِدَهي تاريخ عريق قد يرجع إلى ما قبل المسيحية، إذ ثمة آثار قديمة تشير إلى ذلك . وكانت دهي أيضا في العهود المسيحية الأولى مركزا للكنائس والأديرة والرهبان، وما تزال آثار تلك الكنائس والأديرة باقية في أطراف القرية ككنيسة مار قيوما ومارت شموني ومار كيوركيس. أما الصوامع فتجدها منتشرة بكثرة في جبل متين.

وأهم ما تتميز به القرية اليوم بساتين الزيتون الوفيرة إلى جانب الكروم وبساتين التفاح. وهي تقريبا القرية الوحيدة في المنطقة التي تمتهن زراعة الزيتون.

وعلى ما يبدو كانت دهي بلدة عامرة كثيرة السكان في السنوات الغابرة ربما لموقعها الخلاب ومناخها الجميل لأنها  على خلاف قرى المنطقة تحظى بطقس معتدل وكمية قلية من الثلوج شتاء. ومن الدلائل على ذلك وجود خرائب لتسع مطاحن حجرية في البلدة على امتداد الوادي يعتقد السكان أنها كانت تزود المنطقة كلها بالدقيق.

وكانت دهي ما تزال تتمتع بحظوة واهتمام بالغين حتى النصف الأول من القرن العشرين، حيث كان عدد بيوت القرية يزيد عن ثمانين بيتا،  وكانت تضم مراكز صحية وثقافية ودينية. وشيد فيها المبشرون الأمريكان مدرسة كبيرة من ثلاث طوابق لتعليم اللغة السريانية واللغات والعلوم الأخرى. وكانت هذه المدرسة قائمة حتى نهاية سنوات الخمسينات.

بلغ تعدادها (292) نسمة حسب إحصاء عام (1957) , سكنت القرية (100) عائلة في (44) دار سكنية مبنية من الحجر البازي وبلغ عدد أفرادها ( 615) شخصا قبل عام 1961

وتعرضت دهي كغيرها من قرى المنطقة إلى الهدم والتخريب ؛ فمنذ عام 1961 أحرقت وسويت بالأرض أربع مرات كان آخرها في عام 1988 .

وقد اعاد اليها الحياة الاستاذ سركيس آغاجان بعد ان شملها بحملة اعمار قرى ابناء شعبنا حيث قامت اللجنة العليا لشؤون المسيحيين في دهوك بدعم وتوجيه منه ببناء 56 داراً جديدا في القرية وربطة القرية بشبكة مياه بالاضافة الى تزويدها بمولدتين للكهرباء.