قناة عشتار الفضائية
 

رومـتا


بعد ان تغادر نقطة السيطرة التي تقودك الى خارج حدود بلدية دهوك باتجاه زاويته تكون قد دخلت الى منطقة تسر النفس وتفتح الروح كثيرا. فعلى جانبي الطريق تشاهد الاشجار التي لا تفارق الاخضرار والجبال الشماء على امتداد الطريق، وبعد ان تصل الى منعطف الطريق تكون قد اقتربت كثيرا من قرية رومثا.

بعد احداث عام 2003 واضطراب الاوضاع الأمنية في الكثير من المدن العراقية اتجهت الكثير من العوائل التي كانت تقطن مدينتي بغداد والموصل وغيرها، للسكن في المناطق التي يتوفر فيها الأمن والاستقرار في سهل نينوى او في اقليم كوردستان. وهكذا استقر عدد من العوائل المسيحية التي تعود في اصولها الى منطقة عقرة في محافظة دهوك. وبعد الحملة التي قامت بها الهيئة العليا لشؤون المسيحيين في دهوك بدعم وتوجيه الاستاذ سركيس آغاجان لبناء القرى المسيحية بدأ عدد من ابناء هذه العوائل بالبحث عن مكان مناسب لبناء قرية لهم. وفي البداية قصدوا قرى: شيوز وبابلو وباكيرا، إلا انهم لم يحصلو على موافقة أهاليها، وفي نهاية المطاف حصلوا على موافقة احد الرجال الذي يملك أراضي زراعية في هذه المنطقة لبناء قرية نموذجية عليها وبعد استحصال الموافقة بدأت اللجنة العليا لشؤون المسيحيين في دهوك وفي شهر ايار من عام 2007 ببناء 30 دارا حديثا بدعم وتوجيه الاستاذ سركيس آغاجان وبعد اكتمال البناء بدأت العوائل بالانتقال الى المكان الجديد تباعاً ولقد سمى أبناء القرية قريتهم الجديدة (رومثا) التي تعني في اللغة السريانية المكان العالي او المرتفع وذلك لوقوعها في مكان مرتفع بين قمة جبلين. بعد بضعة اشهر من بناء القرية واستقرار الأوضاع فيها اوعز الاستاذ سركيس آغاجان ببناء كنيسة وقاعة متعددة الأغراض للقرية وقامت اللجنة العليا لشؤون المسيحيين بتنفيذ الأيعاز وانهت بناء القاعة قبل الكنيسة وقد استغلت لغرض إقامة القداديس والخدمات الكنسية الاخرى لحين الانتهاء من بناء الكنيسة.

تقع الكنيسة على سفح الجبل من الجهة الشمالية وتبلغ مساحتها 91.44 متر مربع مع جناحين داخليين في منطقة المذبح أحدهما للشمامسة والآخر لجوق الكنيسة، الكنيسة مبنية على طراز الكنائس الشرقية وهي تتكون من ثلاثة أقواس في واجهة الهيكل القوس الرئيسي في الوسط مع قوس صغير في كل جانب. وبعد الانتهاء من بنائها تم تأثيثها بكافة المستلزمات الضروية واطلق عليها اسم كنيسة مار يوسف. وقد قامت اللجنة العليا لشؤون المسيحيين وبتوجيه الاستاذ سركيس آغاجان بأيصال المياه الى القرية بعد اقامة مشاريع للمياه لها وتم تزويدها بالكهرباء وبمولدة خاصة للقرية.