قناة عشتار الفضائية
 

بخديدا (قره قوش)

بلدة بخديدا (قره قوش)

 

إلى الجهة الشرقية من مدينة الموصل (مركز محافظة نينوى) وعلى بعد 30 كيلو متر من تلك المدينة تتربّع (قره قوش/ بخديدا) التي ينحدر أهاليها من العنصر الآرامي وقد تسلسلوا من هذا العنصر مرتبطين بذاك الماضي المجيد وقد استقبلوا في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين اقواما من إخواتهم السريان من اهالي مدينة تكريت بسبب  موجة النزوح التي اجتاحت تلك المنطقة نتيجة الغزوات والمنازعات هناك فامتزجوا بسكانها الأصليين مكّونين لوحة فسيفساء رائعة تعبّر عن مدى التلاحم والأخوة الحقة. وصفها ياقوت الحموي في معجم البلدان بقوله: "بخديدا: بضم الخاء المعجمة وفتح الدال وياء ساكنة ودال اُخرى مقصور: قرية كبيرة كالمدينة، من اعمال نينوى، في شرقي مدينة الموصل، والغالب على اهلها النصرانية".

بخديدا ما قبل المسيحية

يعتقد بعض الباحثين ان مدينة راسن التي ذكرت في الحوليات الآشورية تقع في بخديدا وقد  ذكرها المستشرق أوبير من خلال رحلاته الى بلاد ما بين النهرين حيث قال: "يرجح أن يكون موقع راسن، المدينة الآشورية التي شيدها الملك نمرود بين آشور وكالخو هو موقع بغديدي اليوم" وذكر الكاتب عبد المسيح بهنام إن احد سكان بخديدا عثر قرب دير ناقورتايا على ختم حجري اسطواني الشكل نقشت علي جوانبه صورة ملك آشوري يتعبد للشمس والإله ياي. كما اتخذ الملوك الآشوريون من منطقة بلاوات التي تقع 4 كم جنوب البلدة منتجعا لهم، حيث شهدت المنطقة عمليات تنقيب واسعة بقيادة الآثاري هرمزد رسام اسفرت عن العثور على قصور وقطع اثرية مهمة لا يزال معظمها حاليا منتشر في متاحف عالمية كالمتحف البريطاني ومتحف اللوفر.

تسميات البلدة

لبخديدا عدة أسماء فمن المؤرخين من يقول بانها بقايا آثار مدينة راسن ثاني المدن المبنية من قبل الملك الآشوري نمرود كما ذكرنا أعلاه، كذلك سميت بيث خديدا وهي لفظة فارسية تعني بيت الالهة حيث كانت هذه البلدة تدين بالمجوسية وفيها معابد كثيرة للنار والأوثان، كذلك تعرف بـ قره قوش وتعني الطائر الاسود باللغة التركية، ايضا قيل في معناها بان بخديدا لفظة آرامية محرفة عن لفظة (بيث ديتا) أي (بيت الحدأ’) وهو طائر اسود وهذا الاحتمال مرجح نظرا لما يسجله المؤرخون بان اللون الأسود كان المرجح لكلا الجنسين حتى الآونة الأخيرة، اما افضل ما ذكر عن بلدة بخديدا فهو "المعركة التي دارت بين الفرس والآشوريين عام 610 ق.م حصلت قرب بكديدو وبها اندحر الجيش الآشوري وهي مرادفة للفظة بيث كذوذي أي بيت الشباب باللغة الآرامية".

دخول المسيحية الى بخديدا

دخلت المسيحية إلى بخديدا في القرون الأولى، ولا يعرف تاريخ تنصر البلدة بشكل اكيد إلا انها اتبعت المذهب النسطوري على اثر مجمع افسس الى مجيء مار يوحنا الديلمي الذي تمكن من تحويل البلدة الى الارثوذكسية في نهاية القرن السابع. ويعتقد ان يوحنا الديلمي نفسه مدفون في دير مقورتايا على بعد ثلاثة كيلومترات من مركز البلدة.

ازداد عدد سكان البلدة بشكل كبير في القرنين العاشر والحادي عشر بعد هجرة العديد من السريان من وسط العراق، ومن اهم الهجرات كانت عندما رحل ما تبقى من مسيحيي تكريت التي كانت مركزا هاما للكنيسة السريانية الارثوذكسية واستقروا في بخديدا. وكان السبب الرئيسي لهذه الهجرة تدمير كنيسة مار احوداما فيها ما ادى الى انتقال المفريان الى الموصل، واصبحت البلدة خلال تلك الفترة مقرا للبطريركية السريانية في شمال العراق لفترات متقطعة حتى انتقال البطريرك الممثل لكنيسة انطاكيا الى الموصل نهائيا.

تمتليء حوليات البلدة في تلك الفترات بالعديد من الاخبار التي تحدثت عن غزوات القبائل المجاورة للبلدة ففي عام 1261 تعرض دير مقورتايا للحرق والنهب وقتل العديد من الرهبان فيه وفي عام 1324 قامت هذه القبائل بالهجوم على البلدة وحرق الكنائس الاربعة فيها وقتل جمع غفير من اهلها.

وإبان الحكم العثماني اصبحت بخديدا جزءا من ولاية الموصل واتسمت هذه الفترة بالهدوء النسبي حتى مجيء الافشاريون سنة 1743 بقيادة نادر شاه الذي نهب البلدة واحرق اربع من كنائسها، غير ان معظم سكانها تمكنوا من النجاة بعد ان تحصنوا داخل اسوار الموصل حيث ساهموا في الدفاع عن المدينة. وكمكافاة على صده لهجوم نادر شاه اهدى السلطان العثماني محمود الاول مبلغ 800 قرش لحاكم الموصل حسين باشا الجليلي لكي يشتري بلدة بخديدا بأكملها فلما علم الأهالي بالأمر قرروا هجرة البلدة، غير ان حسين باشا اعدل عن الأمر وقرر ان يكتفي بعشر مدخول الأهالي سنويا بدلا من ذلك. ولهذا السبب شهدت السنين التالية معركة قضائية شهيرة بين ايوب الجليلي احد احفاد حسين باشا الجليلي وسكان البلدة. حيث ادعى ايوب الجليلي احقيته باراضي البلدة استنادا على نظام الاقطاعية السائد انذاك، وتمكنت عائلة الجليلي من ربح القضية في 21 تشرين الثاني 1949، غير ان الأهالي استأنفوا الحكم فأعادت المحكمة العليا في بغداد البلدة لأهاليها في عام 1954 وثبتت محكمة اخرى الحكم نهائيا لصالح الاهالي.

كنائس بخديدا

في بخديدا سبعة كنائس يعود أقدمها الى تجديدات متأخرة في القرن الثاني عشر أو الثالث عشر، أما اول ذكر مسيحي مؤرخ في بخديدا فيعود إلى القرن السابع وهذه الكنائس هي:

1-    كنيسة الطاهرة القديمة

2-    كنيسة الطاهرة الكبرى

3-    كنيسة سركيس وباكوس

4-    كنيسة مار يعقوب المقطع

5-    كنيسة ما زينا

6-    كنيسة مار كوركيس

7-    كنيسة القديسة شموني

وبعد نحو سنين عاما من بناء آخر كنيسة في هذه البلدة المباركة والتي كانت الطاهرة الكبرى والتي ابتداء العمل بها في عام 1932م وكرست في عام 1948، تم وضع حجر الاساس لبناء كنيسة جديدة في بخديدا على اسم شفيعي البلدة الشهيدين مار بهنام واخته سارة، لتنتصب شامخة جنبا الى جنب مع باقي الكنائس صرحا ايمانيا جديدا والفضل يعود في بناء هذه الكنيسة لرابي سركيس آغاجان الذي دعم الكثير من المشاريع والانجازات في هذه البلدة والتي سنذكرها بالتفصيل في ادناه.

انجازات الاستاذ سركيس آغاجان في بلدة بخديدا 

·        بناء كنائس وأديرة:

1-    بناء كنيسة الشهيدين مار بهنام وأخته سارة

2-    بناء كنيسة مار كوركيس

3-    بناء كنيسة القيامة

4-    بناء الدير الكهنوتي

·        ترميم كنائس واديرة واعمارها بالكامل:

1-    كنيسة الطاهرة الكبرى

2-    كنيسة مار يعقوب المقطع

3-    كنيسة مار يوحنا المعمدان

4-    كنيسة مار سركيس وباكوس

5-    كنيسة مارت شموني

6-    دير مار بهنام الشهيد

7-    دير مار يوحنا الديلمي

8-    دير الراهبات الدومنيكيات

 

·        اعمار معابد للأخويات وقاعات في الكنائس:

1-    معبد أخوية مار عبد الاحد

2-    معبد أخوية القلب الاقدس (كنيسة الطاهرة القديمة)

3-    معبد أخوية مريم العذراء

4-    قاعة التعازي لجميعة مار يوسف الخيرية في كنيسة الطاهرة الكبرى

5-    قاعة التعازي لجمعية مار يوسف الخيرية في كنيسة مار يوحنا المعمدان

·        اقامة مشاريع خدمية:

1-    مشروع تطوير وتبطين وادي ناقرتايا

2-    مشروع بناء مجمع التآخي السكني والمتكون من (326) شقة

3-    مشروع بناء مدافن جديدة في مقبرة القيامة (54) مدفن

4-    مشروع بناية أذاعة صوت السلام (FM) وتجهيزها بالكوادر وكافة الاجهزة والمستلزمات

5-    مشروع بناء مقهى السلام للأنترنيت

6-    تطوير صالات في مستشفى الحمدانية وبناء الملحقات

7-    بناء غرف في دائرة كهرباء الحمدانية

8-    بناء غرف في دائرة بريد واتصالات الحمدانية

·        تجهيز مولدات كهربائية:

1-    مولدة سعة (250 KV) بعدد واحد

2-    مولدة سعة (170 KV) بعدد واحد

3-    مولدة سعة (150 KV) بعدد أربعة

4-    مولدة سعة (100 KV) بعدد ثمانية

5-    مولدة سعة (50 KV) بعدد سبعة

6-    مولدة سعة (25  KV) بعدد واحد

·        تجهيز سيارات خدمية: (36) سيارة مختلفة الانواع وكما يلي:

1-    باصات نقل (44) راكب، بعدد (18) باص حديثة لمشروع نقل الطلبة

2-    سيارة بيك آب حمل (12) سيارة

3-    سيارة كيا وهونداي بوكس (5) سيارات

4-    سيارة حمل 4 طن (1) سيارة