قناة عشتار الفضائية
 

برطلي

 برطلي

تربض برطلي على هضبة تطل منها على برية فسيحة الأرجاء، يمتد البصر منها على مدى شاسع، ومنظر فتان في ذلك السهل الواسع الجميل، سهل نينوى الحضاري. وهي بلدة كبيرة، من اعمال نينوى، شرقي الموصل، تبعد عنها مسافة عشرين كيلومترا.

إن موقع برطلي كان مأهولاً منذ القديم، وكانت في غابر الأزمان بلدة ذات شأن، تمتد إلى مسافات وتنطبق بذلك كثرة التلال المحيطة بها، قال عنها ياقوت الحموي في معجم البلدان المجلد (2) "برطلي بفتح الباء وضمّ الطاء وتشديد اللام وفتحها بالعصر والإمالة، قرية كالمدينة في شرقي الموصل من اعمال نينوى. كثيرة الخيرات والأسواق والبيع والشراء، يبلغ دخلها كل سنة عشرين الف دينار حمراء. والغالب على اهلها النصرانية. وفيها جامع للمسلمين، وأقوام للعبادة والزهد، ولهم بقول وخسّ جيد يضرب به المثل، وشربهم من الآبار". وجاء في كتاب منية الأدباء في تاريخ الموصل الحدباء لمؤلفه أمين العمري ما نصّه: "وزروعهم الحنطة والشعير، وهي تبعد ست ساعات عن الموصل، وتسمّى أيضاً باتلي. وهي مركز ناحية الحمدانية (صارت مركزاً لناحية الحمدانية في الاربعينات بانتقال المركز إليها من قره قوش عام 1941)، تقع عن يمين الطريق التي تصل بين الموصل واربيل، وقد توسّعت عماراتها وزاد عدد نفوسها، وهي الآن أهلها نصارى".

اسم برطلي

لقد تعرّض اسم القرية لتفسيرات شتى، وإن غالبية الاختصاصيين في أصول الكلمات يفسّرونه بـ "مكان الظلّ" أي مكان الأشجار، بإبدال الظاء بالطاء كالنبطيين، أي ان الكلمة نبطية، وإن آخرين مع ياقوت الحموي يرون فيه أن الاسم مشتق من الآرامية –بيت رطولي- اي المصنع الذي تصنع فيه الأوزان (رطل). ثم ان آخرين يدعون أنه آتٍ من "برطليو" اي "ابن الطفل" ويرى فيه آخرون أنه موضوع الطلّ (الندى)... وغيرها من الآراء.

وفي الواقع إننا نجد منذ القرنين السادس والسابع موقع آخر باسم بيت برطلي او بيت طرلايي، قرية معروفة تحت الجبل. كما ان ماروثا الميافرقيني الذي يتكلم عن المدارس التي أسست في برطلي لدراسة الطقسيات على غرار مدارس النساطرة التي كانت تُعجب الناس "بالألحان والنغام الحلوة" يسمّي القرية باسم بيت طرلاي، أو بيت طلالي.

مصائب في برطلي

وقع في برطلي الخراب ثلاث مرات:

سنة 1738م حين أرسل ملك العجم بقيادة وزيره نركس خان ودمّر القرى المجاورة للموصل.

وسنة 1743م حين زحف طهماسب (نادر شاه) على قرى الموصل، إذ خرّبها بعد فتحه كركوك واربيل.

والسنوات 1756 و 1757 و 1758م حين انتاب القرية جوع عظيم بسبب كثرة الجراد واحتباس الغيث وسقوط البرد بحجم بيض الدجاج، حتى أكل الناس الخرنوب والكعوب ولحوم الحمير والبغال... فرحل السكان الى كركوك ومدن ايران لجلب الحبوب. وفي الطريق سلب عدد كبير منهم. وقد مات بسبب المجاعة الشديدة خلق كثير من برطلي.

وقد انتقل الى برطلي في القرن الثالث عشر على الأغلب:

سريان من تكريت، وباسخرايا (تقع في لحف جبل مار دانيال على بعد عشرة كيلو مترات عن برطلي)، وسميل (تقع على الطريق بين دهوك وزاخو)، وقوب (كانت مأهولة بالسريان حتى اواخر التاسع عشر حيث رسم المطران الياس الثاني قدسو لكنيستها القس سليمان سنة 1889 وهو آخر كهنتها)، وباشبيتا (كانت تبعد عن برطلي اربعة كيلومترات)، وجباره (دمرها اليزيديون سنة 1220 وقتلوا رجالها وسبوا نساءها وأطفالها)، المتشردين.

كنائس برطلي

اعتنق سكان برطلي المسيحية في صدر القرن الرابع الميلادي، والذي يشهد بذلك شهداؤها الأربعون في الربع الاخير من القرن الرابع الميلادي وفيها عدد من الكنائس بين القديمة والجديدة:

1- كنيسة مار احودامه الكبرى

يرد ذكر هذه الكنيسة في تاريخ كنيسة المشرق. أقام فيها هيكلاً عظيماً المفريان أغناطيوس الثاني لعازر، وشاد فيها أبنية أخرى مهمّة حوالي سنة 1153، وأقام فيها مدة. وحوالي سنة 1312 بنى فيها قلاية مفريانية كبرى المفريان غريغوريوس يعقوب، وتوفّي فيها المفريان غريغوريوس برصوم الصفي شقيق ابن العبري وأقام فيها المفريان متى حنو البرطلي زهاء سنتين ثم عاد اليها مرة اخرى بعد سنة 1317.

إن هذه الكنيسة الجليلة خرّبت بعد هذا التاريخ بمدّة طويلة، على اثر الاضطرابات القاسيّة، التي إصطلحت بنارها هذه البلاد في القرن الرابع عشر، وكانت موجودة الى أواخر هذا القرن، بدليل حجرة تذكارية وجدت في خرائبها سنة 1933، وقد كتب فيها بالسريانية ما ترجمته "غادر هذه الحياة الشقية الى عالم الأفراح الشماس ميخائيل في شباط سنة 1697 يونانية الموافقة 1386 ميلادية.

2- كنيسة القديسة شموني

هي كنيسة قديمة، شيدت على الأرجح بعد هدم كنيسة مار آحودامه، بتاريخ مجهول، لأن لا يوجد لها ذكر في التاريخ الكنسي لابن العبري، وجلّ ما يُعرف عنها أنها جدّدت للمرّة الاولى مع كنيسة مار كوركيس سنة 1807 ونقضت كلها وبنيت من جديد في سنة 1869، في عهد البطريرك مار اغناطيوس يعقوب الثاني، ومار قولس دنحا، اسقف دير مار متى، بعد ان دامت اثنتين وستين سنة.

نجد حول الباب الملوكي لمذبحها الكبير تاريخ تجديدها الأخير، وهذه خلاصة ما جاء فيه: "في سنة 1869 بنيت هذه الكنيسة بهمة الشعب الكريم الساكن في قرية برطلي، اجتمعوا كلّهم بإيمان واحد، وتشاوروا فاتفقوا على إقامتها وجلبوا الحجارة المنحوتة، ومواد البناء على العجلات والخير والبغال، وكانوا يجمعونها في موضع البناء، بين التراتيل والزغاريد، فليخلصهم الرب من كل محنة وضيق. كان ذلك في أيام رئاسة ابينا السامي المقام المغبوط البطريرك يعقوب الثاني، من قلعة المرأة المجاورة لدير الزعفران الكرسي الرسولي في ناحية ماردين. وفي أيام رئاسة مار قورلس الأسقف دنحا الجالس على كرسي دير ما متى بجبل الفاف في المشرق. اللهم، لك ألوف ألوف وربوات من التسابيح لأنك عضدت عبيدك لبناء هذه البيعة".

ولابد من ذكر الاب المرحوم الخوري الياس شعيا الذي أهتمى بهذه الكنيسة وأغناها بالأملاك الزراعية والمشاريع العمرانية وأقام مدرسة ومستوصفا بجانبها.

3- كنيسة مار كوركيس القديمة

هذه الكنيسة متروكة اليوم وقد وقعت من حصة السريان الكاثوليك في برطلي، لدى تقسيم الكنائس بين الطائفتين. لها ثلاثة هياكل وتنفتح جانبيا الى فناء شمالي. وفي الزاوية الشرقية لهذا الفناء بامتداد بيت المقدس يوجد مكان "بيت الشهداء" حيث نقرأ تاريخ سنة 1850. إن البناية الحالية تمثل كنيسة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وحسب رأي البطريرك البحاثة مار أغناطيوس أفرام الاول برصوم قد يمكن أنه وجد في برطلي سابقاً دير للقديس جرجس، كان قائما سنة 1701 ومن المحتمل ان تظهر هذه الكنيسة مكانه.

4- كنيسة مار كوركيس الجديدة

في السابع من تشريه الاول سنة 1934 وضع الحجر الأول لهذه الكنيسة على اسم مار كوركيس الشهيد باحتفال كبير. وقد شرع بالعمل في شهر ايار 1935 بنقل الحلان من جبل باعذرا وفي 26 آب 1935 بدأ العمل بالعمارة والبناء وقد قام المطران جرجس دلال في سنة 1938 بجد واجتهاد في اكمال الكنيسة وفي شهري آب وأيلول سنة 1939، كملت النواقص وقد تم تكريسها باحتفال كبير يوم الاحد الواقع في 24 أيلول سنة 1939.

5- كنيسة العذراء

إن هذه الكنيسة جديدة انتهى العمل فيها سنة 1890 في زمن الاسقف قورلس الياس قدسو مطران دير مار متى وتذكرها المخطوطات منذ القرن الخامس عشر وتؤكد وجود هذه الكنيسة.


6- كنيسة السيدة

إن هذه الكنيسة هدمت ولم يبقى منها إلا الخراب واكتمل هدمها عام 1934، لكي يستعمل حجرها في بناء كنيسة مار كوركيس الجديدة وتخطيطها لم يعد واضحاً. ومن الثابت والواضح ايضا ان كل نوع من آثار الكتابة قد اختفى مع معالمها.

انجازات الاستاذ سركيس آغاجان في برطلي

1-  بناء مطرانية السريان الأرثوذكس

2- بناء المجمعين السكنيين (المحبة والحياة) المؤلفة من (216) شقة سكنية مع ايصال خدمات الماء والكهرباء اليها

3- ترميم وتجهيز ثلاثة كنائس بكافة المستلزمات الضرورية وهي:

أ‌-    كنيسة مارت شموني

ب‌-  كنيسة مار كوركيس

ت‌-  كنيسة العذراء

4- ترميم دير الراهبات

5- تكملة بناء المركز الثقافي لكنيسة السريان الارثوذكس

6- تطوير وتأثيث المركز الثقافي لكنيسة السريان الكاثوليك

7- بناء شقة في كنيسة العذراء

8- مشروع بناء المقبرة

9- بناء قاعة للأنترنيت وتزويدها بمنظومة انترنيت وتجهيزها بالاجهزة اللازمة

10- شراء ثلاثة دور للهيئة والنادي الرياضي

11- شراء دار لمجلس السريان وتأثيثه كاملاً

12- شراء سيارات نوع باص لنقل طلبة الجامعة عدد (12)

13- بناء وتأثيث المركز الثقافي لطائفة الارمن

14- تطوير بناء روضة بيت الطفل وتجهيزها بالاثاث واللوازم التربوية اللازمة مع سيارة لنقل الأطفال

15- شراء أراضي قطعة (9.5 دونم، 4.5 دونم، 1.5 دونم) واستغلالها للاغراض الزراعية وقطع سكنية عدد (6)

16- بناء غرفة كمحطة للأنترنيت في المركز الثقافي

17- مشروع ردم الخنادق في الأراضي الزراعية في برطلة

18- حفر آبار في المدارس والمركز الصحي عدد (6)

19- تجهيز كشافتي مار متى ومار كوركيس بالتجهيزات الكاملة

20- تجهيز برطلة بالمولدات الكهربائية اللازمة للكنائس والمؤسسات الأخرى عدد (7)

21- شراء سيارات عدد (15) لمراكز ومؤسسات مختلفة ولأغراض متعددة

22- تجهيز فرقة شلومو واساف بالتجهيزات اللازمة

23- طبع كتب للمراحل الاول والخامس والسادس الابتدائي بحدد (300) نسخة لكل منها

24- تجهيز المدارس ببعض الآثاث والتجهيزات اللازمة

25- طبع مجلة الحقيقة الفصلية

26- طبع كتابي الكنوز المكون من جزئين بعدد (800) نسخة لكل جزء

27- تكريم معلمي المدارس التقوية

28- مشروع الخيم للتعازي مع كافة مستلزماته

29- معالجة شبكة الماء في حي العذراء وحي السلام