قناة عشتار الفضائية
 

تللسقف (تسقوبا)


 

الموقع
بلدة عامرة تبعد عن مدينة الموصل حوالي 30 كيلومترا شمالا وعن بلدة باطنايا 7 كم ، ذكر باجر أن سكانها كانوا مائة وعشرة عوائل سنة 1852 م ، أما الأب مارتن فيقدرهم بألف وثمانمائة نسمة عام 1867 م . وتعتبر تللسقف من كبريات البلدات المسيحية في العراق بعد قره قوش وبرطلة وألقوش . لتللسقف شهرة خاصة بصناعة الفخار ، والأزيار (حباب الماء) بصفة خاصة فقد كانت المصدر الرئيسي لتزويد مدينة الموصل و قراها بهذه الحباب، وقد آلت هذه الصناعة الى الأندثار بسبب توجه أبناء البلدة الى أعمال عصرية أخرى إضافة الى إشتغالهم في الزراعة

اسم تللسقف

إسم ( تللسقف) أرامي متأصل من كلمتين ( تلا) و (سقيبا) أي بمعنى (التل المنتصب) إشارة الى تلها القريب منها ، وهو تل أثري ، لا يستبعد أن يضم آثارا يرجع عهدها الى زمن الأمبراطورية الأشورية ، وقد روي كلوديوس جيمس ريج عام 1820 م أن أهل تللسقف حفروا في هذا التل فعثروا على ضريح في داخله حجر ورد فيه إسم (تللسقف) ، وحينما أوغلوا في الحفر عثروا على حجارة ، ثم بلغوا مدفنا يضم أواني زجاجية ومصابيح ، تمكن ريج من إقتناء إنائين من الزجاج ، قال إنهما يشبهان الزجاج المكتشف في (قطيسفون) و (بابل).

 ويذكر العلامة كيوركيس عواد أن حفريات أخرى حدثت عام 1934 م ، تم على أثرها إكتشاف بقايا أبنية أثرية ، كما أجرى المنقب الفرنسي فكتور بلاس في أواسط القرن التاسع عشر حفريات في تل تللسقف ، غير أنه لم يفلح في العثور على أية آثار.

 وقد ذكر البلداني العربي ( ياقوت الحموي ) المتوفي عام 1229 م  في كتابه ( معجم البلدان ) ج 1 ص 863 قائلا : " تل أسقف : بلفظ واحد أساقفة النصارى ، قرية كبيرة من أعمال الموصل ، شرقي دجلتها "  

نكبات تعرضت لها البلدة

تعرضت تللسقف الى نكبات عديدة كان أبرزها المذبحة التي قام بها المغول عام 1236 م ، فقد جاء في قصيدة كلدانية للشاعر (كيوركيس وردا)  وصفا بليغا للمجازر التي أجروها في (كرمليس) و (أربل) و (تللسقف) و ( دير بيث قوقا) ، فقتلوا الآلاف من سكانها وأحرقوا الحقول والمساكن و دور العبادة وأبادوا الحضارة وشردوا الآلاف ولم يسلم منهم إلا من فر هاربا ناجيا بنفسه الى الجبال القصية ، ولم تسلم كنيسة مار يعقوب المقطع في تللسقف ، فقد دمرت بكاملها . وكذلك تعرضت (تللسقف) الى هجوم عساكر (بارياق) المغولي عام 1508 م مثلما تعرضت (تلكيف) و (إلقوش) و (دير الربان هرمزد) لنفس الهجوم ، كما قصدتها عساكر (نادر شاه الفارسي) أثناء حصارها لمدينة الموصل عام 1743 م ، فعملت فيها القتل والدمار والخراب مثلما حدث  في (كرمليس) و (باخديدا) و (برطلة) و (تلكيف) ومناطق عديدة في شرقي الموصل .

كنائسها ومزاراتها

في (تللسقف) كنيستان ، الأولى كنيسة مار يعقوب المقطع وهي أقدم كنائس البلدة لا يعرف على وجه الدقة تاريخ تأسيسها ، ولكن من المؤكد إنها كانت قائمة قبل القرن الثالث عشر الميلادي إبان مجزرة المغول عام 1236 م  ، وقد جاء ذكر هذه الكنيسة في مخطوطة كلدانية ضمن مجموعة كلوديوس جيمس ريج يعود تاريخها الى عام 1499 م ، أما الكنيسة الثانية فهي كنيسة مار كيوركيس التي هدمت عام 1955 م وبنيت مكانها كنيسة جديدة على الطراز اللاتيني . يقول المستشرق الفرنسي جان موريس فيي : " لقد زرت هذه الكنائس عام 1943 م ، أن كنيسة مار كيوركيس ذات الطابع القديم كان فيها ثلاثة هياكل ، وهي تخلو من كتابات أثرية" .

في شمال البلدة توجد أطلال بناية صغيرة مندثرة كانت مكرسة لمار (سهدونا) وعلى طريق (إلقوش) يقع مزار (مارت شموني) المقابية ، وقد جاء في فهرست برلين للمخطوطات من تحقيق المستشرق ساشو أن في تللسقف كنائس ومعابد مكرسة الى مار يعقوب ومار كيوركيس و أبنيماران و سهدونا وشموني وأولادها 

مواقعها الاثرية

أن أهم المواقع الأثرية في ( تللسقف) تقع شرقي البلدة حيث موقع دير (أبنيماران) – منطقة التل - والذي الآن هو مقبرة البلدة ، وفي وسط المقبرة يوجد بئر قديم مما يدل أن التل كان منطقة مسكونة قبل أن يتخذها سكان البلدة مقبرة لموتاهم ، وقد عثر أهل البلدة في هذا الموقع على حائط بإتجاه الشمال كان على ما يبدو جزءا من بناية الكنيسة . أن وجود المقبرة في هذا الموقع حال دون قيام تحريات أثرية للوقوف على حقيقة هذا الدير والبلدة معا ، وللدير يوم خاص يحتفلون به التللسقفيون هو اليوم الثاني لعيد الفصح من كل عام ، وقد جاء ذكر هذا الدير في كتاب (التاريخ السعردتي) لمؤلف مجهول، حققه المطران الشهيد أدي شير ضمن الباترولوجية الشرقية : " قرب تلا زقيبا – قرية تقع على بعد 5 ساعات الىشمال شرقي الموصل – بقايا دير ينسب الى أبنيماران رئيس دير الزعفران ... " ، غالبية المصادر تشير الى أن (أبنيماران) الكبير كان من (بيث كرماي) – كركوك الحالية – هو مؤسس دير الزعفران ، ولا نعرف على وجه الدقة أن كان (أبنيماران) الكبير هو الذي أسس ديرا آخر في (تللسقف) أم أن راهبا آخر يحمل نفس الأسم قد أنشأ ديره في (تللسقف) ، فإن كان المقصود هو ( ابنيماران الكبير) فيكون تاريخ تأسيس الدير هو القرن السابع الميلادي ، غير أن الأكثر إحتمالا أن الدير قد أسسه (الربان أبنيماران ) الذي عاش في النصف الأول من القرن العاشر الميلادي والذي جاء ذكره في سيرة ( يوسف بوسنايا ) المتوفي في أيلول عام 979 م ، كما أشار الى ذلك البحاثة (شابو) ، إذ يقول في ملاحظته : " أن الربان أبنيماران كان له صومعة في مرتفعات (جدرون) والتي تبدوا من سياق السيرة ، أن هذه المرتفعات كانت قريبة من إلقوش ودير الربان هرمزد .. " ، وبإعتقادي أن مرتفعات جدرون ليست إلا المرتفعات المسمات بالكنود والتي تقع ما بين إلقوش  وتللسقف ، إلا ان (إدوارد ساخو) له رأي آخر ، إذ يقول بأنه تم العثور على لوحة أثرية في كنيسة تللسقف تدل على أن الدير قد بني أو قد أعيد بناءه سنة 1403 م وبنفقات أهالي (تلكيف) ، ولكن هذه اللوحة قد إختفت ولا وجود لها .

مخطوطات في تللسقف

في كنيسة (تللسقف) مجموعة مخطوطات قام الأب الدكتور بطرس حداد بفهرستها وتتكون من 26 مخطوطة كلدانية أقدمها يرجع تاريخها الى عام 1698 م وهو كتاب (الحذرة) ، وفي خزانة الأبرشية الكلدانية في كركوك ، مخطوطة كلدانية عنوانها ( السيرة الحسنة – شبير دوبارا ) كتبها الشماس إبراهيم بن بدعا التللسقفي عام 1583 م ، ومخطوطة أخرى كتبها القس إبراهيم بن ماريسان التللسقفي عنوانها ( مار يوحنان التللسقفي ) وللقس إبراهيم بن ماربينا ثلاثة مخطوطات في خزانة دير السيدة يرجع تواريخها الى الأعوام 1793 و 1794 و 1796 م ، وفي خزانة برلين ثلاث مخطوطات كلدانية كتبت في (تللسقف) في القرن التاسع عشر (كتالوك ساخو – برلين 1899 ، ص 215 ، 216 و 352) وهناك كتاب (أصول الأعتراف) كتبه عوديشو بن هداية من (باطنايا) بطلب خاص من القس عسكر بن عوديش التللسقفي عام 1702 م

انجازات الاستاذ سركيس آغاجان في تللسقف

·         البناء:

1- بناء 55 دارا للعوائل النازحة الى البلدة

2- بناء مكتب وقاعة محاضرات لكنيسة مار كوركيس

3- بناء اربع محلات خدمية في المجمع

4- بناء قنطرة صندوقية مع تبليط الشارع المؤدي الى ثانوية تللسقف للبنين

5- بناء غرفة للمولدة في المجمع مع كافة ملحقاتها

·         الشراء:

1- شراء اراضي زراعية للبناء

2- شراء دار لمقر اللجنة في تللسقف

3- شراء (7) كوسترات لنقل طلبة الجامعة

4- شراء ساحبات عدد 2 للبلدية في تللسقف

5- شراء سيارة لخدمات اللجنة والمنطقة

6- شراء (250) رحلة لطلاب الابتدائية

7- شراء مولدة كهربائية سعة (43 KV) لمقر اللجنة في تللسقف

8- شراء مولدة كهربائية سعة (200KV) لمجمع النور

9- شراء مولدة (150 KV) لكنيسة مار كوركيس

·         الخدمات

1- ايصال شبكة الماء الصافي من القرية الى مجمع النور

2- ايصال شبكة الكهرباء الوطنية بكافة ملحقاتها من القرية الى داخل المجمع مع نصب محولة كهربائية سعة (400 KV).

3- تبليط الشوارع بالكونكريت داخل المجمع بطول (600م) وبعرض (8م)

4- تبليط شارع بالكونكريت بطول (550م) وبعرض (8م) من المجمع الى القرية

5- نصب محولات كهربائية (عدد 3) مع كافة ملحقاتها في تللسقف

6- ايصال الكهرباء الوطنية من المحولة الرئيسية في تللسقف الى بدالة تللسقف مع نصب محولة جديدة

7- نصب بدالة سعة (2100) خط في بريد واتصالات تللسقف مع شراء مولدة كهربائية لها

 


المصادر:

-  كنيسة المشرق في سهل نينوى ، حبيب حنونا ، ساندياكو 1992، ص 112 – 116

- تللسقف عبر التاريخ،سلمان داود مرقس، مقال، مجلة هيزل، العدد الثالث لعام 2007، ص 98-102

- مكتب شؤون المسيحيين/ عنكاوا