قناة عشتار الفضائية
 

حوار مع التشكيلية فداء سولاقا

لوحة وفنان

أجرى الحوار: ميرنا كريم

الفن أو الفنون هبة من الله ونتاج إبداعي إنساني وتعتبر لوناً من الثقافة الإنسانية لأنّها تعبير عن التعبيريه الذاتية وليس تعبيراً عن حاجة الإنسان لمتطلبات حياته رغم أنّ، بعض العلماء يعتبرون الفن ضرورة حياتية للإنسان كالماء والطعام. فهناك فنون مادية كالرسم والنحت والزخرفة وصنع الفخار والنسيج والطبخ . والفنون الغير مادية نجدها في الموسيقي والرقص والدراما والكتابة للقصص وروايتها . ويعتبر الفن نتاج إبداعي للإنسان حيث يشكلّ فيه المواد لتعبر عن فكره أو يترجم أحاسيسه وعواطفه من صور وأشكال يجسّدها في أعماله . وكان الرسم يتكون من أشكال الحيوانات وعلامات تجريدية رمزية فوق جدران الكهوف. وتعتبر هذه الأعمال من فن العصر الباليوثي. ومنذ آلاف السنين كان البشر يتحلون بالزينة والمجوهرات والأصباغ. وفي معظم المجتمعات القديمة الكبري كان الإنسان تعرف هويته من خلال الأشكال الفنية التعبيرية التي تدلّ عليه كما في نماذج ملابسه وطرزها و زخرفة الجسم وتزيينه وعادات الرقص. أو من الإحتفالية أو الرمزية الجماعية الإشاراتية التي كانت تتمثل في التوتم (مادة) الذي يدل علي قبيلته أو عشيرته . وكان التوتم يزخرف بالنقش ليروي قصة أسلافه أو تاريخهم .
وفي المجتمعات الصغيرة كانت الفنون تعبر عن حياتها أو ثقافتها. فكانت الإحتفالات والرقص يعبر عن سير أجدادهم وأساطيرهم حول الخلق أو مواعظ ودروس تثقيفية. وكثير من الشعوب كانت تتخذ من الفن وسيلة لنيل العون من العالم الروحاني في حياتهم. وفي المجتمعات الكبري كان الحكام يستأجرون الفنانيين للقيام باعمال تخدم بناءهم السياسيكما كان في بلاد الإنكا . فلقد كانت الطبقة الراقية تقبل علي الملابس والمجوهرات والمشغولات المعدنية الخاصة بزينتهم إبان القرنين 15م. و16 م. لتدل علي وضعهم الاجتماعي. بينما كانت الطبقة الدنيا تلبس الملابس الخشنة والرثة . وحاليا نجد أن الفنون تتبع في المجتمعات الكبري لغرض تجاري أو سياسي أو ديني أو تجاري وتخضع للحماية الفكرية.

إلتقت بها مجلّة ديانا فكان لنا معها هذا الحوار:

س1 هل لك أن تعرّفي نفسك بقرّاء المجلّة؟.

فداء سولاقا أيّوب بني بربر من مواليد 1981 حاصلة على شهادة البكالوريوس جامعة الموصل أكاديمية الفنون الجميلة 2003 تعيّنت مدرّسة التربية الفنية عام 2005 في القوش وحالياً مدرّسة في إعدادية سارة للبنات في قره قوش شاركت في عدّة معارض في قره قوش ومؤخّراً شاركت في معرض أربيل ودهوك أقمت معرضاً مدرسياً عام 2008 وحالياً مشغولة لإقامة معرض ثاني.

س2 لماذا إخترت مهنة تعليم الرسم؟.

لأنّها كانت ولا زالت هوايتي المفضّلة لديّ فقد إخترت أن أكون مدرّسة رسم وهذا كان طموحي منذ كنت صغيرة.

س3 ما هو الشيء الفجائي الذي غيّر مجرى حياتك من خلال إنطباعك الفني؟.

لم يكن شيئاً فجائياً وإنّما كان طموحاً وتحقّق هذا الطموح فعند دخولي الأكاديمية توسّعت معلوماتي وإزدادت أفكاري وإزداد الإنطباع الفني لديّ.

س4 هل لا زالت أعمالك الفنية والتحف موجودة في المدرسة أم شاركت بهما في مهرجان فني؟.

أعمالي التي قمت بها في المدرسة تبقى خاصة بالمدرسة بينما لوحاتي الخاصة يمكن أن أعرضها في أيّ معرض حتى لو كان مدرسياً.

س5 سبق وأن إلتقت بك مجموعة من الفضائيات أو وسائل الإعلام وتحدّثت عن خبرتك الفنية؟ وهل نشرت أعمالك في الصحف والمجلاّت؟.

*كلا لم تلتقي بي أيّ فضائية وأتمنّى أن يحدث ذلك في المستقبل ولكنّي قد نشرت بعض لوحاتي في جريدة نينوى الحرة، وجريدة بهرا.

س6 ما هي أهم عناوين أعمالك الفنية وبماذا تمتاز؟.

أعمالي الفنية تتميّز في الأغلب بالواقعية وتتنوّع بين عناوينها كلّ حسب موضوعها ولكونها واقعية ترتكز على شخصية ما تتميّز ببعض الملامح والملابس المتنوّعة والمختلفة منها الزي الشرقي والزي الغربي والمحلي...إلخ.

س7 أيّ نوع من الفن تمارسين الرمزي أم الطبيعي الواقعي السريالي التراجيدي الحرفي (الأعمال اليدوية) ؟.

أكثر ما أمارسه هو الفن الواقعي ويتداخل معه فن القسم السريالي. أمّا بالنسبة للأعمال الحرفية أو (اليدوية) فأمارسها في المدرسة لتعليم الطالبات.

س8 سبق وأن تأثّرت بأحد أساتذة الرسم الذين درّسوك وما هي أهم الإنطباعات التي قد إكتسبتها منهم؟.

لقد تأثرّتُ بعدد كبير من الأساتذة والذين لهم الفضل الأكبر في تقدّمي وكانت لديهم ملاحظات قيّمة وأرجو أن لا أنسى أحداً أذكر منهم" الأستاذ ماهر حربي درّسني الإنشاء التصويري (المشروع) والدكتور نزار لطيف في دراسة المنظور والدكتور عادل الصفّار في الألوان وهو حالياً عميد الأكاديمية وغيرهم ممّن لم أذكرهم تمنياتي لهم بالصحة الدائمة.

س9 هل أنت منتمية لنقابة الفنانين في الموصل أم لا زلت في بداية الطريق؟.

إنتميت لنقابة الفنانين في الموصل منذ عام 2006 (عضوة مشاركة).

س10 بعض الأحيان نرى لوحاتك على الصفحة الأخيرة لجريدة نينوى الحرّة فما هو أحسن عمل قمت به لحدّ الآن؟.

من أحسن الأعمال التي قمت بها حسب تصوّري هي لوحتي الأخيرة تعبّر عن فتى يتهيأّ لضرب الكرة فيها نوع من التحدّي للزمن وتكمن فيها قوّة التركيز في هذا الشخص كي يبلغ هدفه للوصول إلى النجاح أو الفوز. كما تعبّرُ أيضاً بأنّه على كلّ فنّان يرغب في الوصول إلى هدفه أو أي شخص طموح يبغي النجاح في أيّ مجال.

س11 هل لديك كتب شكر أو تقارير تثبت مشاركتك في المجال الفني؟.

نعم لقد حصلت على كتب شكر وتقارير من قبل المديرية العامة لتربية نينوى للجهود التي بذلتها عندما أقمتُ معرضاً فنّياً في المدرسة. أمّا بالنسبة للمعارض فهناك سجل تقييمات الزوّار بالإضافة إلى التقييم الشفوي الجماعي من قبل المشاركين.

س12 صفي لنا طموحك وأنت في هذا العمر وما هي أهم المعوّقات التي تعترضك؟.

لديّ طموح أن أكمّل دراستي ولكن هناك معوّقات كثيرة أهمّها الأوضاع الأمنية الغير المستقرّة وهي الأهم عندي هذا بالإضافة إلى المعوّقات المادية أيضاً...

س13 ربّما تفكّرين بعمل كبير أو لك رأي في المستقبل بعمل معرض فنّي حديث لك فماذا تقولين؟.

* غالباً تراودني هذه الفكرة وبعون الله في المستقبل سأقوم بها فهي بداية التوسّع ولها دوراً كبيراً في بناء شخصية الفنان المستقلة وإزدياد ثقته بنفسه للوصول إلى هدفه المنشود.

س14 هل لدى أحد أفراد عائلتك علماً بالفن قد شجّعك أو يولي لك إهتماماً كبيراً بفنّك؟.

* أفراد عائلتي لهم ولع في الفن ولكن لم يكن لدينا في العائلة فنّاناً تشكيلياً أو خريجاً من أكاديمية الفنون... ولكن لهم الفضل الكبير أيضاً في تشجيعي لدراسة الفن خصوصاً أختي الكبرى التي لم تتح لها الفرصة لتدرس الفن ودرسَ الفن من بعدي أخي الأصغر.

س15 صفي لنا الأدوات وأنواع الألوان التي تستخدميها في الرسم؟. وهل للملابس وألوانها شأن خاص لديك.

فرشاتي هي أداتي فبدونها لا أستطيع الرسم أما بالنسبة للألوان فإنّني أضعها حسب الموضوع الذي أرسمه وأغلب مواضيعي فإنّ ألوانها تكون هادئة. وهناك أداة أخرى أستخدمها في الرسم وهي الإبرة على الكاشي الفرفوري بعد وضع طلاء خفيف من صبغة وأقوم بقشط هذه الصبغة لتخرج لنا الموضوع المرسوم عليها بعد طبعه على الطلاء.

س16 ممكن لك أن تذكري لنا أسماء المعارض التي شاركت فيها وأهم الجوائز التي حصلت عليها من خلال لوحاتك؟.

بالنسبة للمعارض فقد كنتُ أشارك فيها منذ أن كنتُ طالبة ولحدّ الآن وقد شاركت في معارض ملتقى الميلاد المجيد وملتقى القيامة لربّنا يسوع المسيح جلّ إسمه. ومعرض نيسان أكيتو ومعرض تجديد كنيسة الطاهرة الكبرى 2005 ومؤخراً شاركتُ في معرض دهوك ليوم الشهيد الآشوري ومعرضاً في عنكاوا وأربيل بعنوان: معرض الفن التشكيلي برعاية دائرة الثقافة والفنون السريانية وقد حزت على هدايا كثيرة منها نقدية.

س17 برأيك هل هناك تشجيع كبير للفن في بغديدا وعن طريق أيّ مؤسّسة ممكن أن تذكريها لنا؟.

طبعاً هناك تشجيع في بغديدا فلولا مؤسّسة مركز دار مار بولس للخدمات الكنسية الذي هو المشجّع الأكبر لجعل الفنانين يستمرّون في التقدّم والإبداع ليس في الفن التشكيلي فقط وإنّما في كلّ المجالات فعن طريقه يبرز الإبداع والتقدم داخل وخارج بلدتنا العزيزة بغديدا ويجب أن لا ننسى دائماً وأبداً هذا الصر الكبير الذي يقدّم خدمات جليلة لكلّ الأجيال والذي يجعل منّا طموحين أكثر في بناء قدراتنا الفنية أكثر وهذا بالإضافة إلى بعض مؤسسات المجتمع المدني ومراكز تطوير المرأة ومركز السريان للثقافة والفنون والخدمات التي يقدّمها مجلس الأعيان للمنطقة والمبدعين.

س 18 سبق وأن رسمت أحد أفراد عائلتك فمن هو ولماذا؟.

* نعم كانت لي محاولة واحدة عندما كنتُ صبيّة وعمري آنذاك كان سبع عشرة سنة حيث رسمت والدي بقلم الفحم لأنّه كان المثل الأعلى بالنسبة لي.

س19 بماذا تنصحي هوّاة الرسم وأصاب الأعمال اليدوية في الوقت الحاضر؟.

نصيحتي لهم هي كل من لديه الموهية والقدرة والإمكانية في تنمية موهبته فليستمر في العمل وإن كانت هناك معوّقات فهي لن تستطيع إبطال ما يطمح ويحلم به الفنان بل يمكن أن تعمل على تجديده وتقويته على الصعوبات وإن حدث وفشل فعليه أن لا يستسلم له لأنّ الفشل هو سلّم يرتقيه الإنسان للوصول إلى النجاح.

س20 ما هي حكمتك المفضّلة؟.

أصعب لحظة... أن تنشطر إلى نصفين وتجد إنساناً يصافحك في لحظة وداع وأن تعلم أنّ طريق العودة مستحيل.

س21 كلمة أخيرة تودّينا ذكرها؟.

أشكر كل من ساهم وأتاح لي فرصة الكلام وتمنّياتي لهذه المجلّة التقدّم والإزدهار الدائم والتي دائماً تبحث في إكتشاف مواهب جديدة وشخصيات غير معروفة (خلف الستار) لها مواهب رائعة ويجب أن لا ننسى بلدنا العراق أتمنّى من الله عزّ وجل أن يخرج من غيمته السوداء وأن يتمّ برنامج الفصل السابع وأن تنتهي هذه الأوضاع المأساوية التي نمرّ بها وأن يحلّ الحب الأمن والسلام والحرية بين أبناء شعبنا وأتمنّى الخير لكلّ من يسعى إليه وأرجو أن لا أكونُ قد أثقلتُ عليك... الشكر للرب دائماً.

 

 

السيرة الذاتية

      الإسم الثلاثي واللقب: فداء سولاقا أيّوب بربر

المواليد ومكان الإقامة: 1981 / الحمدانية – قره قوش

التحصيل الدراسي: بكالوريوس أكاديمية الفنون الجميلة لسنة 2003

الحالة الإجتماعية: عزباء

المهنة: مدرّسة رسم

أهم المهرجانات التي شاركت فيها: مهرجان الإبداع السرياني في بغديدا، مهرجان آشور بانيبال، مهرجان الساحة والميدان الذي تقيمه المديرية العامة لتربية نينوى، مهرجان الشهيد الآشوري في دهوك، مهرجان عنكاوا في أربيل.

أهم الجوائز: حصلت على هدايا معنوية ونقدية.

عدد كتب الشكر: لي ثلاث كتب شكر من المديرية العامة لتربية نينوى.