برعاية
وحضور الأستاذ كاوه محمود وزير الثقافة والشباب في حكومة إقليم كوردستان العراق،
افتتحت المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في الساعة الرابعة من عصر
الجمعة 21تشرين الاول2011 على قاعة جمعية الثقافة الكلدانية بعنكاوا، حلقتها
الدراسية الثانية حول دور السريان في الثقافة العراقية تحت اسم الأديب والروائي العراقي
(إدمون صبري)، بمشاركة عدد كبير من الأدباء والباحثين والمفكرين السريان وغيرهم من
مختلف أنحاء العراق وبحضور سيادة المطران جاك اسحق عميد كلية بابل للفلسفة
واللاهوت، والدكتور فاضل ثامر رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، وكاكه مه م
بوتاني رئيس اتحاد الأدباء الكورد، وعدد من الآباء الكهنة وعدد من المسؤولين
الحكوميين ورؤساء الدوائر الحكومية في عنكاوا وممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع
المدني ومجموعة من وسائل الاعلام والقنوات الفضائية.
استهل
الحفل بكلمة المطران جاك اسحق عميد كلية بابل الحبرية للفلسفة واللاهوت الذي أعرب
عن سعادته للمشاركة في هذه الحلقة الدراسية حول دور السريان في الثقافة العراقية/
دورة إدمون صبري وأضاف: "لبيت بكل فرح وسرور هذه الدعوة الكريمة لأسباب عديدة
منها الأهداف المشتركة التي تجمع المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية
والمؤسستين الثقافيتين اللتين أترأسهما وهما كلية بابل للفلسفة واللاهوت ودار
المشرق التي تقوم بنشر مجلتي بين النهرين التراثية الحضارية والتي تصدر منذ عام
1973 وحتى اليوم ومجلة نجم المشرق الثقافية الدينية الاجتماعية التي تصدر منذ عام
1995 وما زالت، فضلا عن الكتب التي تتناول حضارة وادي الرافدين، فبحثت مع الدكتور
سعدي سبل التعاون لتنشيط هذه المؤسسات من خلال إقامة ندوات ثقافية مشتركة وكذلك
التعاون على صعيد النشر الأمر الذي سيؤول بالخير والنفع على أبناء شعبنا في العراق
وفي بلدان الانتشار"، وأشاد سيادته بالدور الثقافي المهم الذي تلعبه المديرية
العامة من خلال نشاطاتها الواسعة رغم مرور فترة قصيرة على تأسيسها، إلا أنها حققت
انجازات هامة لها دور رائد في نشر الثقافة والفنون السريانية ولا ننسى متحفها
الغني بالمعروضات والأزياء التي تمثل تراث أبناء شعبنا في مناطقهم وقراهم وبلداتهم
المختلفة، كذلك تأسيس مكتبة الثقافة السريانية التي أصبحت غنية بأمهات الكتب
والمصادر النادرة التي اشترتها من مختلف دول العالم ففاق عددها الـ(4000) مطبوع
متخصص سيستفيد منها طلبتنا وباحثونا، وفي ختام كلمته وجه نداء لحكومة إقليم
كوردستان لتبذل جهوداً حثيثة لاستكمال ما يلزم لفتح قسم للغة السريانية في جامعة
صلاح الدين ومجمعاً للغة السريانية.
أعقبه الدكتور
كاوه محمود وزير الثقافة والشباب بكلمة أعرب في مستهلها عن سعادته أن يكون متواجدا
في الدورة الثانية لهذا الملتقى الذي تمنى له أن يمتاز بالديمومة فينعقد كل عام
وان لا يكون العنوان (دور السريان في الثقافة العراقية) بل دور السريان في ثقافات
المنطقة ككل فدورهم يمتد إلى إيران واسيا الوسطى وبلاد الشام والجزيرة العربية
والشرق الأوسط عموماً. وأضاف: "يسعدني هذا الحضور المتميز في هذا الملتقى
الذي يتواجد فيه مثقفون من كوردستان وكل أنحاء العراق وخارجه أيضا وانه لأمر مفرح أن
نستذكر في مثل هذه الملتقيات رموز الثقافة السريانية، وحسنا فعلت المديرية العامة
للثقافة والفنون السريانية حينما أسمتها دورة إدمون صبري".
وحول ما أشار
إليه المطران جاك اسحق عن افتتاح قسم للغة السريانية ومجمع علمي سرياني، فوجه أصحاب
العلاقة من السريان لإتمام استعداداتهم بانتظار اختمار الفكرة وتكامل العمل لترى
هذه المشاريع الثقافية المتميزة النور.
تفضل بعدها الأستاذ فاضل ثامر رئيس اتحاد الأدباء
والكتاب في العراق بكلمة أشاد فيها بدور هذه المؤسسة الفتية التي تنظم هكذا حلقات
دراسية بهذا العدد من البحوث وهذا العدد من المشاركين، وأضاف:" إنه لانجاز أهنئ
عليه المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية ووزارة الثقافة في حكومة إقليم
كوردستان، إذ يعقد هذا المؤتمر في ظرف سياسي دقيق جدا يتعرض فيه الشعب لمؤامرة
دقيقة تستهدف المكون السرياني (المسيحي) في العراق، قوى الظلام والعنف تحارب
المتنورين في المجتمع من أدباء وكتاب ومهندسين وأطباء، ومنهم المسيحيين كونهم جزء
عضوي في المجتمع، من اجل إشاعة ثقافة ظلامية".
وقال:"
لقد تخلينا عن الفاشية وأصبحنا نؤمن بأن الثقافة العراقية متعددة واللغة السريانية
جزء من الثقافة العراقية ويجب أن تدرّس إلى جانب اللغات الأخرى كالعربية والكوردية
والتركمانية والارمنية، وما يقدم في هذه الحلقة من بحوث ومحاضرات بما تحتويه من
مادة تؤكد على العمق التاريخي للسريان في العراق فهم السكان الأوائل لبلاد مابين
النهرين، وجزء عضوي من جينات وثقافة أي فرد عراقي ولن نتخلى عنهم".
فيما ألقى
الاستاذ كاكه مه م بوتاني رئيس اتحاد الأدباء الكورد كلمة الاتحاد التي أكد فيها
على إن السريان كانوا سباقين لتطوير الثقافة العربية في الماضي وقد حان الوقت
ليهتموا بثقافتهم، وأضاف :"نحن في كوردستان نقدم كل الدعم لتكون لهم مؤسسات
خاصة بهم وبثقافتهم إذ نرى السريان اليوم يعقدون اجتماعات وندوات في الفكر
والثقافة واللغة، حيث ولدت اللغة السريانية من اللغات الأصلية لـ(ميزوبوتاميا) من
قلب جغرافية المنطقة فتقدمت في حقب وتراجعت في أخرى، وارجوا أن يقوم المكون العربي
برد الجميل لهؤلاء السريان على ما قدموه للثقافة العربية".
وآخر الكلمات
كانت للسيدة اعتدال ادمون صبري التي قالت:" انه لشرف كبير وسعادة فائقة أن
تتكرم مشكورةً المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية بأن تعيد إلى الذاكرة
العراقية اسم إدمون صبري ليكون عنوان حلقتها الدراسية لهذه الدورة"، وأضافت:"
كأي مثقف مبدع كان إدمون صبري ضمير الشعب إذ أفنى حياته لصيقاً بالفقراء
والمسحوقين والهاربين من الظلم متحسسا آلامهم وحاملا همومهم ومن واقعهم البائس
المرير استمد مادته الأدبية شخوصاً وأحداثا، ولأجلهم سخر طاقاته الإبداعية فاضحا
ظلم الحاكم وجشع المالك، حتى صار عدواً غير معلن لكل أنظمة السوء"، وأشارت إلى
خصوصية كوردستان وشعبها في حياة إدمون صبري إذ وقف إلى جانب الثورة الكوردية وفضح
زيف ادعاء السلطات الشوفينية وكشف عن قسوتها بحق هذا الشعب المتطلع للحرية وحجم
المأساة التي تحيق به.
هذا وقد حضر
حفل الافتتاح الأستاذ بطرس نباتي مدير الثقافة والفنون السريانية / اربيل.
والأستاذ فاروق حنا مدير التراث والفنون الشعبية السريانية فضلا عن جمع من الأدباء
والمفكرين والباحثين والأكاديميين السريان والكورد والعرب.
ألقى
بعدها الشاعر موفق محمد قصيدة من الشعر الشعبي.
ثم بدأت
جلسات اليوم الأول بمحاضرة مفتوحة للدكتور سعدي المالح المدير العام للثقافة
والفنون السريانية بعنوان (الثقافة السريانية واقع وتحديات) قدمها الدكتور أمير
حراق أستاذ الدراسات السريانية بجامعة تورنتو بكندا، حيث ذكر الباحث بان الثقافة
السريانية هي امتداد طبيعي للثقافة السومرية والأكدية (البابلية - الآشورية)
والآرامية الوثنية، نظرا لما تركته حضارة العراق القديم من تأثير مباشر وبصمات على
هذه الثقافة في مجالات اللغة والأدب والموسيقى والعلوم والرسم والميثولوجيا
والطقوس وبقية صنوف المعرفة، على الرغم من ان الكثير من الروابط بين الثقافتين قد
ضاعت لأن السريان اتلفوا آدابهم الوثنية السابقة بعد دخولهم المسيحية إلا أن رواسب
وآثار تلك الثقافة لا تزال ملحوظة في الثقافة والعلوم والفنون المسيحية.
بعدها
تطرق المالح الى اللغة السريانية (الآرامية) وارتباطها الوثيق باللغة الأكدية
(البابلية - الآشورية) من حيث تشاركهما بالكثير من المفردات التي أصبحت اليوم جزءا
من قاموس السريانية بشقيها الغربي والشرقي، خاصة في اللهجات المحكية في قرى وبلدات
سهل نينوى وطور عبدين وذلك لتعايش اللغتين مع بعضهما نحو ألف سنة في الألف الأول
قبل الميلاد .
بعدها
عقد الباحث مقارنة بين مفردات من اللغة الأكدية وما يوازيها بالسريانية حيث اثبت
ان هناك تقارب كبير خاصة مع السريانية الشرقية، فضلا عن ذلك ثمة استمرارية حضارية
وثقافية بين الأكدية والآرامية مستحضرا عدة أمثلة على ذلك منها التشابه في أسماء
العلم حيث ان هناك صلة واضحة بين الأسماء الآشورية – البابلية، والأسماء السريانية
..
بعدها
تطرق الدكتور المالح إلى تفاصيل أخرى وختم بحثه بالقول :
لكن مع
كل هذا يبقى التحدي الأكبر الذي نواجهه هو تحدي الهجرة المكثفة من ديارنا ومواطننا
الأصلية الى الخارج وهي عملية قلع قسري لشعب أصيل من جذوره وتشتيته، عملية تؤدي
بنا شئنا أم ابنينا إلى فقداننا لوحدتنا القومية ولغتنا وحضارتنا وموروثنا الثقافي
وبالتالي هويتنا القومية، ومع الأسف يتم هذا في القرن الـ 21، قرن العولمة والتطور
العلمي وأمام أنظار العالم المتمدن .
وبعد
استراحة قصيرة تواصلت في الساعة السادسة مساء، الجلسة الاولى من جلسات الحلقة
الدراسية حول دور السريان في الثقافة العراقية بإدارة الدكتور سمير خوراني، ببحث
الناقد ياسين النصير الموسوم (إدمون صبري كاتب انتمى لمرحلته) ألقاه نيابة عنه الأستاذ
ماجد الحيدر قال فيه:
كنت في
الستينات، في بدايتها من أعوام 1962-1963 في خضم المشكلات السياسية مع الأيام
الأخيرة من نظام عبد الكريم قاسم ومع مقدمات انقلاب في 8 شباط 1963 الأسود، وكنت
مفصولا سياسيا، وبيتنا المتهاوي في البصرة، محلة السيمر، بسيط بمكوناته العادية
وبمعيشتنا اليومية التي لم تكن تكفي حتى لإطعام الأم الحامل بمولودنا الثاني، فقد
احتلفنا بمولودنا الأول في سجن شرطة القرنة، عندما كنت موقوفا سياسيا ولا أريد أن
أحتفل بالمولود الثاني في أي سجن آخر، وعلى سطح البيت المتهاوي في محلة السيمر، كنت
أشعل فانوسا نفطياً لأقرأ إدمون صبري، وحده، لا أدري لِمَ هذا الشغف بقراءته، وهو
الذي لم يرتفع بالحدث إلى مصاف المعرفة أو الأفكار الكبيرة، كان يقول في مسرحياته ما نقوله في محلاتنا
الشعبية: فقر،مرض، جوع، لا عمل، إهمال، وكان همه الفكري أن يكون رديفا ليوسف
العاني الذي وجدت مسرحياته طريقها للعرض بينما مسرحيات إدمون لن تعرض فبقيت نصوصه
أدبية تقرأ، وفي داخل تركيبتها الحوارية كانت بالفعل نصوصا للقراءة أكثر منها
للتمثيل وللعرض، هذه المزواجة بين الأدبية والدرامية مشكلة لا تخص أعمال أدمون
وحدها، بل تشمل كتابات عديدة لمؤلفين عراقيين طبعت ادب تلك الفترة المسرحية.
اعقبه
الناقد باقر جاسم محمد ببحث بعنوان:(قراءة ثانية في قصص إدمون صبري)، القاه نيابة عنه الأستاذ محمد ابو خضير الذي
تناول فيه تجربة ادمون صبري الادبية واضاف:( لقد احتلت تجربة أدمون صبري القصصية
فترة طويلة نسبياً استغرقت ما يقارب أربعة عقود إذ نشر أولى قصصه المعنونة (ماكو
جارة) في جريدة صوت الأحرار التي أصدرها لطفي بكر صدقي وذلك في العام 1948، وتوفي
في حادث سير بين الموصل وبغداد في العام 1978. و كان أدمون صبري أكثر كتاب مرحلة
البدايات الأولى للقصة العراقية غزارة إنتاج. إلا أن ضعف المستوى الفني لذلك
النتاج القصصي الغزير هو ما دفع الدكتور عبد الإله أحمد إلى عدم تخصيص مبحث خاص
لكاتبنا في كتابه (الأدب القصصي في العراق) إذ أنه أكتفى بالإشارة إليه في هامشين
فقط. كما لم يدرس الدكتور علي جواد الطاهر أيا ً من قصص أدمون صبري في كتابه (في
القصص العراقي المعاصر) الصادر في العام 1966 على الرغم من أن بعض ما تضمنه كتاب
الطاهر لم يكن يسمو فنياً على نتاج صبري. و مما لا شك فيه أن هذا الموقف قد ألحق
حيفاً بأدمون صبري إذ أن نتاجه القصصي يمثل تلك الحقبة التاريخية للقصة العراقية
بكل لها وما عليها. و لعل هذا الإهمال هو ما دفع كلا ً من فوزي كريم و مالك
المطلبي إلى وضع عبارة ذات دلالة مهمة هي (قاص عزله النقاد) لتكون عنواناً للقاء
الذي أجرياه مع أدمون صبري و قاما بنشره في العدد 254 من مجلة ألف باء الصادر في
11 تموز من العام 1973. و كان الشاعر فوزي كريم هو أول من تصدى لدراسة قصص إدمون
صبري كافة في مقدمته المهمة لكتاب (إدمون صبري: دراسة و مختارات) الصادر عن وزارة
الثقافة و الفنون في العام 1979. على أن فوزي كريم لم ينكر أن نتاج إدمون صبري
القصصي يعاني من الشحوب الفني الواضح إذ عبر عن ذلك صراحة في أكثر من موضع في
المقدمة. على سبيل المثال يذكر الآتي:
"هناك من القصص ما أجده على شيء من الضعف،
لكنه ضعف لا يتسع لبنية القصة عامة، بل هو ينوش هذا الجزء أو ذاك – و قد لازمت هذه
الصفة السلبية أدمون صبري طوال حياته – و لذلك لم أجد من اللائق أن اقتطع الهزال
في قصة ما و أقدمها مبتورة، كما لم أجرؤ على إلغاء القصة كاملة، فثبتها، لا
للمتذوق، بل للدارس".
تلاه
القاص والناقد حامد فاضل بالبحث المعنون (الصور المكانية في حديقة ادمون صبري)
استعرض فيه تجربة ادمون صبري من حيث اثارة حيرة النقدية العراقية واضاف:(يعتبر
القاص أدمون صبري حالة خاصة من حيث إثارته حيرة النقدية العراقية، فهو لم يحظ من النقاد بما يماثل غزارة إنتاجه وتنوعه مابين
القصة، الرواية، المسرحية إلا بعد انضمامه الى قافلة الخالدين من الأدباء الذين
تعودنا أن لا نشعر بأهمية ما ظلوا عاكفين عليه من إبداع، وأفنوا حياتهم في سبيل
تحريه، استشرافه، التبشير به، وترسيخه، فحدث أن احتفى البعض من النقاد بأدمون صبري
بعد مماته، وهو الذي كان طريدتهم، وعرضة لتهجمهم في حياته .. والذي يثير، التساؤل،
الدهشة، الاستغراب، أن الرجل كان واقعياً صورياً حد العظم، مخلصاً، وفياً، لواقعية القصص العراقي الأربعيني،
وظل سائراً طيلة مسيرته الإبداعية في السرد على اثر (ذو النون أيوب) الذي حظي طيلة
حياته باهتمام النقاد العراقيين الذين ما يزالون يعدون له متكأ في خيمة النقد
العراقي بعد مماته، بينما بقي نهج تجاهلهم لأدمون صبري على حاله، وهو الذي حدا به
يوماً الى إطلاق صرخة، المستغيث، المحتج (إنني أعيش حالة اللا سلب، واللا إيجاب.
إنني معزول، فلماذا لا يقولون كلمتهم الأخيرة فيّ ..).
فيما كان
البحث الاخير للناقد احمد ثامر جهاد الذي تناول فيه تحول قصة شجار الى فلم سعيد
افندي وأكد: (منذ بدايتها تعاطت السينما العراقية مع الأدب المحلي، وحاول عدد من
المخرجين العراقيين في سنوات مختلفة معالجة بعض النصوص الروائية والقصصية
والمسرحية على الشاشة وكانت مستويات نجاحها متفاوتة بحسب رؤية كل مخرج ومستوى
خبرته الفنية. ومن بين احدى المحاولات المبكرة للتعامل مع النص الادبي فيلم(سعيد
افندي) للمخرج كاميران حسني انتاج عام 1957 عن قصة(شجار) للكاتب ادمون صبري وسيناريو
كتبه المخرج نفسه وحوار الفنان يوسف العاني.
بالنظر
للموجات السينمائية العالمية التي كانت سائدة انذاك كان فيلم سعيد افندي متأثرا
الى حد كبير باسلوب الواقعية الايطالية الجديدة التي كان من ابرز سماتها التصوير
في الاماكن والاحياء الشعبية الحقيقية واظهار هموم الناس الفقراء ومعاناتهم
والتركيز على ابراز الامكنة الواقعية للاحداث والتقشف في الديكورات والازياء، فضلا
عن تقليل الاعتماد على الممثلين المحترفين وتوظيف مواهب الناس العاديين.
يمكن
القول ان التأثير الكبير الذي خلقته افلام الواقعية الايطالية لدى معظم المخرجين
العرب انذاك ترك بصمة واضحة على افلام تلك المرحلة وعد الطريقة الامثل للتعبير عن
معالجة هموم الواقع العربي الذي كان يكافح من اجل نيل استقلاله واستعادة هويته
وخلق حياة ذات شروط انسانية افضل. من هنا يمكن اعتبار محاولة المخرج كاميران حسني
لتحويل قصة ادمون صبري الى فيلم سينمائي استجابة لذاك الميل الذي خلقته الموجة
الايطالية التي يمكن لها التحقق في قصص وحكايات ذات منحى شديد الواقعية اكثر منها
محاولة لدخول مغامرة التعامل مع النص الأدبي على الشاشة السينمائية).
وقد أغنى
المشاركون الجلسة بمداخلاتهم القيمة وهم كل من: بشير حاجم، علي حسن الفواز، حسب
الله يحيى، جهاد مجيد، حسين رشيد، د. خليل شكري وبطرس نباتي.
وفي ختام
جلسات اليوم الأول عرض في الساعة الثامنة مساءً، فلم سعيد أفندي المأخوذ عن رواية (شجار)
لادمون صبري.
وجدير
بالذكر ان فعاليات اليوم الثاني من الحلقة الدراسية الثانية حول دور السريان في
الثقافة العراقية تتواصل في الساعة التاسعة من صباح يوم السبت 22/11/2011 على قاعة
فندق عنكاوا بالاس.