قناة عشتار الفضائية
 

المطران جبرائيل كساب : الأساقفة الشباب علامة الحياة في الكنيسة ..والكنيسة الكلدانية تحتاج لمن يخدمها بنيّة صافية!

ماجد عزيزة - سيدني /

أعرفه منذ اكثر من ربع قرن ، راعيا لكنيسة القلب الأقدس الكلدانية في بغداد ، رجل صارم ورسول للسلام في المكان الذي يخدمه ، وهو وان احتفل بيوبيله الذهبي الكهنوتي ( 50 عاما) قبل حوالي السنة ، الا ان الناظر اليه ومن يجالسة يحس ان روحية الشباب لم تفارقه ، فما زال مفعما بالحيوية والنشاط رغم خطوط العمر التي تزين وجهه بوقار .. جلست قبالته وانا خلف ( الكاميرا) وهو قد استوى على كرسيه وراح يجيب على اسئلتي التي بدأتها بالتعرف على حياته الكهنوتية خلال (51) عاما ..

قال : فترة (51) عاما كانت فترة تذكير وتنشيط ، ذكرتني بكل رسالتي الكهنوتية ، خلال نصف قرن ، وهي تنشيط لرسالتي بأن أزيد وأضاعف خدمتي للرب من خلال الجماعة ومن خلال الخدمات الروحية وجميع النشاطات التي تؤول إلى بيت الله تعالى .أتذكر سنوات الدراسة الكهنوتية الأولى ، حيث دخلت معهد شمعون الصفا الكهنوتي في الموصل في منطقة المياسة عام 1952 ، وكنت حينها طالبا في الدراسة المتوسطة ، وبقيت في هذه الدراسة مدة (8) سنوات ، ثم انتقلنا إلى بغداد حيث رسمت كاهنا في كاتدرائية أم الأحزان ، وكانت أول رسامة كهنوتية بعد زمن طويل ، من قبل المثلث الرحمات البطريرك مار بولس الثاني شيخو . وكنا ثلاثة ( أنا والأب بولص خمي الموجود الآن في كاليفورنيا والمرحوم الأب يوحنان جولاغ ) وكانت الرسامة يوم الجمعة 9 حزيران عيد قلب يسوع الأقدس . كانت الدراسة في الموصل جدية وأفتخر بها كثيرا ، وكان معهد شمعون الصفا ( السمنير) آنذاك في عصره الذهبي ، وكان يدرسنا المثلث الرحمات البطريرك مار روفائيل الأول بيداويد والمثلث الرحمات المطران كوركيس كرمو والمثلث الرحمات المطران عمانؤيل ددي مطران الموصل والأب بولص بشي ، وآباء كهنة كثيرون كانوا يعطونا علم اللاهوت وغيره بغزارة ويحرضونا على أن نكتسب العلم ، لأن العلم والثقافة للكاهن هما الجناحان الضروريان المكملان للحياة الروحية .

وعن مسيرة خدمته الكهنوتية العملية خلال (51) عاما قال : منذ رسامتي الكهنوتية عينت في ( السمنير) نفسه وكنت أدرّس الفلسفة وأدير المعهد ، وخدمت في كنيسة القلب الأقدس ببغداد لمدة 30 عاما وكمطران خدمت في البصرة ، ثم هنا في استراليا ونيوزيلندا منذ ست سنوات . وأكد بأن الحياة في استراليا تختلف عن الحياة في العراق بظروفها وقوانينها والتزاماتها ،لكن والحمد لله ان الشعب هنا شعب مؤمن ومتعاون لأنه قادم من نفس المنطقة والبلد الذي كنت فيه ، اي أن اغلب ابناء الرعية من العراقيين أبناء بلدي ووطني ويتكلمون نفس لغتي وانا مرتاح منهم والحمد لله ..أما عن الأبرشية فقد تأسست بقرار من قداسة البابا بينيدكت السادس عشر يوم 21 تشرين الأول ، وانا تسلمت الأبرشية في 10 تشرين الثاني 2006 ، وحاولنا قدر الامكان رغم الصعوبات والتحديات ورغم بعض الأشياء التي لابد وأن تحدث في بداية كل عمل ، ومع هذا استطعنا أن نبني دارا للمطرانية وهي دار كبيرة ، واشترينا كنيسة في منطقة (ماندروود) هي كنيسة مار يوسف ، ونحن الآن في المراحل الأخيرة من بناء الكنيسة الجديدة ( كنيسة مريم العذراء سيدة الانتقال ) في سيدني ، كما اشترينا أرضا واسعة جدا في ملبورن لتضم إلى الكنيسة لبناء قاعة مجاورة لها ، كما وفقنا في استعمال كنيسة لاخوتنا اللاتين في منطقة كرينكبن ولنا كنيسة اخرى في اوكلاند . اي ان لنا ثلاث كنائس الان في ملبورن ، وايضا في نيوزيلندا وهي جزء من الابرشية وتحظى بخدمة ممتازة من الاب فوزي كورو حيث تم ترميم وتوسيع الكنيسة والحمد لله الامور تسير في طريقها المرسوم ، ولكن تبقى امنيتنا الاولى وهي امنية كبرى ان تكون لدينا ..(مدارس )!وفعلا نحن على اتصال مع المؤسسة الكاثوليكية في استراليا كي نفتتح مدرسة للطائفة والامور تسير بخطى ثابتة ، وقد حصلنا على قرض من الكنيسة الكاثوليكية في استراليا ونحن الآن نتباحث لاختيار الأرض ، وامامنا مجموعة اختيارات للشراء ، من بينها ارض مساحتها (8400 مترا مربعا) لبناء المدرسة عليها .

ولكن لدينا الآن مدرسة داخل كنيستنا للتعليم المسيحي فقط ، وتعليم اللغة الكلدانية لأكثر من 200 طالبا يتعلمون كل يوم سبت ، ونعمل جهدنا لتنسيط علاقة الأطفال بالكنيسة حيث هناك قداس بالانكليزية كل يوم أحد يحضره الاطفال والشباب .كما نقوم بتهيئة الأولاد للتناول الاول وباعداد كبيرة لم نكن نتوقعها فهذه السنة مثلا لدينا 234 تلميذا في سيدني واكثر من 200 تلميذا في ملبورن .

قلت لسيادته : ألم تتعب ؟ بعد سنواتك الكهنوتية الطويلة ، خاصة والأبرشية تمتد لمساحة واسعة في دولتين ؟

قال : لاتعب أو اجهاد في تقديم الخدمة ، لكن التعب يأتي من وجود مشاكل !!فالتعب لا يكون بسبب العمل ، لكن المشاكل تتعب الإنسان وتقلقه ، ونشكر الله اننا تمكنا من تجاوز المشاكل في بداية خدمتنا هنا ، وأقول لك أنه بعد ( نصف قرن) من الخدمة والخبرة ، فقد تعلمنا كيف نتجاوز الصعاب ونتغلب على المشاكل بالصمود والارادة الصلبة ، وبالاتكال على قوة الله تعالى ... مضيفا إلى ان العديد من الآباء الأفاضل يساعدوني في عملي فالحمد لله هناك ( 9) كهنة يشاركون في الخدمة معي لخدمة حوالي 60 ألف مؤمن في عموم استراليا ونيوزيلندا ، أربعة منهم في ملبورن وأربعة في سيدني وكاهن واحد في نيوزيلندا ، ونتعاون سوية في تمشية الخدمة الرسولية ، كما أن للعلمانيين دور رئيسي وكبير في الخدمة الروحية والحياتية الكنسية ، فهناك مجلس أبرشي من جميع الخورنات وفي كل كنيسة مجلس خورنة ولنا لجان عاملة عديدة منها للشباب وللكتاب المقدس وللشمامسة وسيدات الرحمة ، كما ان لدينا 4 شمامسة انجيليين يقومون بتوزيع القربان على المرضى ، وهناك تعاون كبير مع العلمانيين لأنهم اليد اليمنى للكنيسة .

وبالنسبة للاعلام ، أكد ان للابرشية نشاط اعلامي ما زال في بداياته ، فلدينا نشرة اسبوعية تصدرها الكنيسة باللغتين العربية والانكليزية ، كما نصدر مجلة فصلية منذ 4 سنوات هي مجلة نور المشرق وهي مجلة راقية وموزونة ، وسنفتتح قريبا موقعنا الألكتروني الذي أأمل ان يكون نقطة اتصال مهمة بيننا وبين الآخرين في استراليا والعالم أجمع .

قلت لسيادته : ماذا تحتاج الكنيسة الكلدانية حاليا ؟

أجاب : الكنيسة اولا تحتاج دائما لعون الله ونعمته ! فبدونهما لا يمكن أن تتواصل الكنيسة في تقديم الخدمة ، لكن هذا العون وهذه النعمة يأتيان من خلال المشاريع والخدمات ومن خلال التضحيات التي يقدمها رجال الكنيسة ، ونحن دائما بحاجة لمن يخدم الكنيسة بنية صافية وبزخم ايماني ، وبعض الأحيان بتضحيات ! والحمد لله فكنيستنا تقدم تضحيات مؤلمة لكنها مفخرة للكنيسة !

وعن تجديد شباب الكنيسة الكلدانية ، اكد ان الكنيسة الكلدانية خطت خطوة جبارة في اختيار الأساقفة الشباب وهي خطوة جريئة في أن تميل لاختيار الشباب كاساقفة ، حيث ننتظر منهم الكثير في تجديد شباب الكنيسة فالاساقفة الشباب يخلقون كنيسة شابة ، وهم علامة الحياة في الكنيسة ..وحملنا سيادته تحياته لكل ايناء الشعب العراقي وخاصة مسيحيي العراق في الداخل والخارج .