قناة عشتار الفضائية
 

فصول لتعليم اللغة السريانية لأطفال مسيحيين بالعراق

عشتارتيفي كوم- الرافدين/

ظل استخدام اللغة السريانية في العراق مقصورا على الكنائس عشرات السنين لكن مدرسة في بغداد بدأت قبل بضع سنوات تنظيم فصول لتعليمها للأطفال.

السريانية مشتقة من الآرامية وظلت غير مكتوبة على مدى قرون قبل أن تصبح لغة الأدب والحكمة في بلاد ما بين النهرين.

أنشئت أول مدرسة في العراق لتعليم اللغة السريانية في العصر الحديث في عام 1994 بإقليم كردستان في شمال البلد. ثم أقر البرلمان تشريعا عام 2005 سمحت وزارة التعليم بموجبه للأقليات بتعليم لغاتها المختلفة لأبنائها في المدارس.

وقالت فريال شليمون معلمة اللغة السريانية بمدرسة الفرح في بغداد "حاليا أتاحت لنا الفرصة وزارة التربية قسم اللغة السريانية بتدريسها هذه السنوات الأخيرة. أنا حاليا أدرس في مدرسة الفرح الابتدائية. أدرسها بكل ثقة وأطفالنا أولادنا مقبلين. حتى أهاليهم.. أهالي الطلاب كلش إقبالهم بفرح يستقبلون هذه اللغة."

وذكر تلاميذ مسيحيون بمدرسة الفرح أنهم يريدون إتقان السريانية لإحياء لغة أسلافهم.

وقال تلميذ بالمدرسة يدعى متي سلمان "هذه اللغة السريانية لازم نتعلمها لأنها لغة أجدادنا وابائنا. وأنا جاي هنا وأتعلم القراءة والكتابة لازم نحافظ عليها لأن هذه لغة أجدادنا."

وبدأت مدرسة الفرح الابتدائية التي يديرها الأب يونان ألفريد تدريس اللغة السريانية للأطفال في عام 2007.

وقال الأب يونان ".نأخذ إ?جازة من وزارة التربية وفتحنا مدرسة ابتدائية بعد ?أ للأ?اطفال?. نأخذ إ?جازة لممارسة التدريس وسميناها مدرسة الفرح ودخلنا? اللغة السريانية لتدريس أبنائنا المسيحيين."

وما زال التوتر الطائفي قائما في العراق بعد ما يزيد على تسع سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة والذي أطاح بالرئيس الراحل صدام حسين.

وكانت الأقلية المسيحية التي يعيش معظم أبنائها في بغداد وكركوك ونينوى هدفا للعديد من الهجمات في السنوات الماضية. وينتمي معظم المسيحيين في العراق إلى طائفتي السريان والمكلدان الكاثوليك.

وكان عدد المسيحيين في العراق زهاء مليون و500 ألف شخص قبل عام 2003 لكن عددهم تراجع حاليا إلى ما يقدر بزهاء 600 ألف شخص.

ولم يجر في العراق إحصاء شامل لعدد السكان منذ عام 1987 لكن معظم التقديرات تشير إلى أن عدد سكان البلاد يبلغ زهاء 30 مليون نسمة.

ويقول زعماء الكنائس في العراق إن مئات الآلاف من المسيحيين غادروا لبلد أو انتقلوا للإقامة في بعض مناطق الشمال خلال الاضطرابات السياسية والعرقية.

وقال الأب يونان "في 2007? ?كانوا المسيحيين أكثر مما حالياً. تدري الهجرة لعبت دور كبير في قلة أبنائنا المسيحيين. في 2007 كان نصف المدرسة هم من المسيحيين. حاليا ثلث المسيحيين. إن شاء الله يبقى هذا المستوى لا يقل لأن الهجرة لا تزال مستمرة."

وذكر الأب يونان أن استمرار هجرة المسيحيين من العراق يهدد اللغة السريانية بالانثار.

وقال "احنا كثير نخاف من أنه ييجي يوم ما حد يكون من أبنائنا المسيحيين في هذه البلاد. وهذه مخاوفنا كبيرة لأنه بالتالي لما ما يتواجد ابناؤنا المسيحيين وبالتالي ماكو اللغة السريانية.. راح تندثر اللغة السريانية مثل ما عانت السنوات القديمة. جاء وقت ما كان يدرسون اللغة السريانية. هي تعتمد على الأبناء الذين يطلبوها أو يحبون يدرسوها وإن شاء الله ما يجي هذا اليوم اللي نشوف اللغة السريانية مندثرة."

? ?ورغم أن معظم أعمال العنف الطائفية التي شهدها العراق في أعقاب الغزو كانت بين الشيعة والسنة فقد تزايدت في السنوات الأخيرة الهجمات التي استهدفت المسيحيين.

ففي أكتوبر تشرين الأول عام 2010 قتل 52 شخصا بعضهم رهائن والآخرون من أفراد الشرطة عندما اختجز مسلحون تربطهم صلات بتنظيم القاعدة 100 رهينة داخل كاتدرائية سيدة النجاة بوسط بغداد. وأصيب 67 شخصا آخرين في تلك الواقعة.