سعادة المستشارة انجيلا
ميركيل الموقرة
تحية احترام وتقدير
بداية يطيب لي
ان اعبر عن
شكري وتقديري للقائمين
على المؤتمر وللدعوة
الكريمة للمشاركة بهذا
المؤتمر من اجل
النهوض بهذا التنوع
الجميل الذي يعيش بين
ظهراني الشعب الالماني
الطيب من جميع
شعوب ودول العالم ، وهذا ان دل
على شيء يدل
على مدى ثقافة
ورقي هذا الشعب
المعطاء ، هذا
الشعب الذي ينشد من
اجل بناء عالم
يسوده المحبة والانسانية
والتقدم وبهذه المناسبة نقدم
له جزيل الشكر
والامتنان لما يقدمه
من اجل عملية الانفتاح
والاندماج مع ثقافات
الشعوب
سعادة المستشارة ميركل
الموقرة
انني وفي هذه
المناسبة العظيمة للقاء
معكم ، اسمحوا لي ان
انقل لكم تحيات
شعبنا المسيحي في
العراق
الذي يفترش الارض
ويلتحف السماء في
الحدائق والأماكن العامة
بعد ان تم تشريده
من مناطق سكناه بعد
سقوط الموصل في
10
حزيران 2014. انقل تحيات شعبنا
المسيحي وهم ينتظرون
منكم كحكومة وشعبا ان
تساعدوا هذا الشعب
الاعزل الذي عانى
ويعاني من القتل
والتهجير طوال تاريخه
المعاصر ، وأود
ان اضع امام
انظاركم بعض
الافكار والملاحظات والمقترحات
والحلول والتي قد تساهم في
ترسيخ وجود شعبنا
المسيحي (الكلداني السرياني
الاشوري) في الوطن
عسى ان تنال
عنايتكم واهتمامكم .
سعادة المستشارة الموقرة
لقد تعرض
أبناء شعبنا المسيحي
في
العراق منذ تأسيس
الدولة العراقية عام
1921
ولغاية اليوم الى
نكبات واضطهادات ومظالم
وعمليات التهجير القسري
ولكن ما حدث
في مدينة الموصل
وبلدات سهل نينوى
هذه المرة كان
أكثر قساوة وأشد
ظلما وإذلالا وانتهاكا
لكل المفاهيم والقيم
الإنسانية في ظل
فراغ سياسي خطير
وعجز وفشل الحكومة
العراقية وانسحاب مفاجىء
لقوات البيشمركة حيث
اقدمت عصابات داعش
الارهابية الاجرامية وحلفائها
على اقتراف جرائم
تطهيرعرقي وديني ضد
ابناء شعبنا الاصيل
المسالم الذي يقطن
في ارضه التاريخية
منذ سبعة الاف
سنة
.. انها رسالة طافحة
بالحقد والعنصرية ضد
ابناء شعبنا العراقي
بكل مكوناته للقضاء على
التنوع القومي والديني
والثقافي في المنطقة.
سعادة
المستشارة .
ان نزيف الهجرة
بين صفوف ابناء
شعبنا في الوطن
بعد سنة 2003 مخيفا
جدا ، حيث
كان عدد نفوسنا
قبل العام 2003 اكثر من مليون
ونصف مواطن واليوم
اقل من 400 الفا اي أن
نسبة الهجرة بلغت
قرابة 70% ،واحيطكم علما انه
بعد سقوط الموصل
بيد تنظيم الدولة
الاسلامية في العراق
وسوريا (داعش) هُجر
فيها حوالي 150 الف مسيحي
الى محافظات اقليم
كوردستان ومن ثم
هاجر ما يقارب
30
الفاً لحد الآن
الى خارج
العراق بحثا عن
الامان بسبب فقدان
الثقة وهاجس الخوف
من المستقبل .
ان تطور
الموقف الدولي ايجابيا
في التصدي لعصابات
داعش الارهابية والقرار
الحكيم لحكومة المانيا
والبرلمان الالماني هو
محل اعتزاز وتقدير
لنا
، وبهذه المناسبة
نسجل شكرنا وعميق
امتناننا
لسعيكم ومساندتكم لقوات البيشمركة
والجيش العراقي في
مواجهة الأرهاب الدولي
المتمثل بما يسمى
بالدولة الاسلامية في
العراق وسوريا
سعادة المستشارة السيدة
ميركل
هناك تحد كبير
يواجه شعبنا المسيحي
، فمناطقه في
سهل نينوى تعاني من
الأهمال المتعمد وتعصف
بمناطقه الكثير من
المشاكل المعقدة والمتراكمة
والمتداخلة منذ العام
2003
وفي مقدمتها التهميش
والاقصاء السياسي لشعبنا
واستمرار مخطط التغيير
الديمغرافي لمناطقه ونزيف
الهجرة وتفشي ظاهرة
البطالة والفقر ونقص
الخدمات وقلة المشاريع
الاستثمارية وقلة التخصيصات
المالية وغيرها .
ان التعويل
على الحلول الامنية
والعسكرية سوف لاتحل
مشاكل شعبنا ،
فمناطقنا في سهل
نينوى
منذ 2003 وحتى 10 حزيران 2014 كانت
تحت السيطرة الامنية
لقوات البيشمركة وهذه
القوات لم تستطع
حل مشاكل المنطقة
الاقتصادية والسياسية والأدارية
والاجتماعية المعقدة رغم
دورها الايجابي في
حماية المنطقة امنيا،
لذلك نطالبكم ويطالبكم
شعبنا بمساعدته من
خلال :-
1- ضرورة
اصدار قرار من
مجلس الأمن الدولي
لتوفير منطقة حماية
دولية لمنطقة سهل
نينوى وسنجار بعد
تحريرها كضمان
لعودة المهجرين من
أبناء شعبنا الى
مدنهم وقراهم .
2- اتخاذ
قرار دولي فوري
بشأن الإغاثة الإنسانية
الفورية الى جانب
المساعدات القليلة التي
وصلت من هيئة
الامم المتحدة والمنظمات
الانسانية العالمية للمهجرين
المسيحيين والايزيدين النازحين
من مدينة الموصل
ومنطقتي سهل نينوى
وسنجار الى إقليم
كوردستان.
3- ضرورة
اصدار قرار دولي
باعتبار مناطق سهل
نينوى وسنجار مناطق
منكوبة وما يستلزم
ذلك من التزامات
للتعويض عن جميع
الخسائر المادية والمعنوية..
4- تشريع
قرار دولي باعتبار
الجرائم التي ارتكبها
جماعات داعش الارهابية
بحق المسيحيين والأيزيديين
جرائم ابادة جماعية .
سعادة المستشارة
كما تعلمون ، أن منطقة
سهل نينوى التي
تتعايش بها الاقليات
من الايزديين والشبك
وابناء شعبنا المسيحي
هي من المناطق
المتنازع
عليها بين حكومتي
العراق الاتحادي واقليم
كوردستان، لذلك
نرى الحلول
الواقعية
والسليمة تتلخص بما
يلي
أ- في حالة
حصول قرار بضم
هذه المنطقة الى
اقليم كوردستان بموجب
المادة 140 من الدستور
العراقي أوجرى اتفاق
سياسي بين الطرفين،
فمن الأنسب ان
يتم ربط مناطق
شعبنا في سهل
نينوى ببقية مناطق
شعبنا في كوردستان
العراق لكي يتم
تنفيذ ما ورد بالمادة
35
من مسودة دستور
اقليم كوردستان العراق
الذي يقضي بمنح
شعبنا في مناطق
تواجده بمنطقة الحكم
الذاتي .
ب - أما في
حال بقاء منطقة
سهل نينوى تحت
سلطة الحكومة العراقية
الاتحادية كما هو
الوضع الحالي، فمن الضروري
تنفيذ المقترح اعلاه
اي مشروع الحكم
الذاتي على ان
يكون ارتباطه بالحكومة
الاتحادية.
ج- واذا
تعذر تنفيذ ذلك
نرى ضرورة
تفعيل ما أقره
مجلس الوزراء العراقي
في استحداث محافظة
في سهل نينوى
لجميع المكونات القومية
والدينية في المنطقة
من الاخوة الشبك
والايزديين وشعبنا المسيحي ..
وفي حالة عدم إمكانية
تنفيذ أي من
المقترحات أعلاه والتي
هي مطالب شعبنا،
فأن مصير ومستقبل
ووجود شعبنا في
العراق سيكون مهدداً
بالزوال والتلاشي والانقراض
خلال السنوات القادمة .
لذا نطالبكم بأسم
الأنسانية لحماية الاقليات
والشعوب الاصيلة من
الزوال ومنها شعبنا
المسيحي ابناء سومر
و آشور وبابل
، نطالبكم بالتدخل
في حماية شعبنا
ودعم مطالبه المشروعة
وعدم تهجيره والحفاظ
على لغته لآرامية التي
تحدث بها السيد
يسوع المسيح ( له المجد)د)
اخيرا تقبلوا أحر
تحياتنا ووفقكم الله
في العمل من
اجل خدمة الانسانية
وترسيخ قيم السلام
والمحبة والتعايش السلمي
بين الشعوب في
الارض المعمورة
كامل زوزو
ممثل المجلس الشعبي
الكلداني السرياني الآشوري
في المانيا
العنوان
Berlin,22.10.2014