قناة عشتار الفضائية
 

كوكا ﻛﻮﻻ ﺗﺤﺘﻔﻞ بمئوﻳﺘﻬﺎ ﺑﺴﺮﺩ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ


عشتار تيفي كوم - وكالات/

كوكا ﻛﻮﻻ ﺗﺤﺘﻔﻞ ﺑﺬﻛﺮﻯ ﻣﺌﻮﻳﺘﻬﺎ ﺑﺴﺮﺩ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﺩﺧﻞ ﺍﻟﻜﻮﻛﺎﻛﻮﻻ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ

ﺑﺮﻟﻴﻦ – ﻛﺎﻥ ﺩﺍﻭﻭﺩ ﻳﻨﻈﻒ ﺭﻛﻨﺎً ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺣﻴﻦ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻔﺎﺕ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻭﻣﻬﻤﻠﺔ، ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﻻﺣﻘﺎً ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ، ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﺍﻻﺑﻦ ﺗﺨﻄﻴﻄﺎﺕ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻗﺒﻞ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺟﺪﻭﻯ ﻭﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﺴﻮﻳﻖ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻟﻮﺿﻊ ﻋﺒﺎﺭﺓ “ ﺻﻨﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ” ﻋﻠﻰ ﺯﺟﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻜﻮﻛﺎﻛﻮﻻ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ .
ﻭﺣﻴﻦ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺷﺮﻛﺔ ﻛﻮﻛﺎﻛﻮﻻ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﻤﺌﻮﻳﺘﻬﺎ، ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﺗﺼﺎﺩﻑ ﻣﺌﻮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺫﺍﺗﻪ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ . ﻓﻠﻢ ﺗﺠﺪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺭﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻛﺄﻭﻝ ﺷﺨﺺ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻌﺒﺌﺔ ﻛﻮﻛﺎﻛﻮﻻ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ . ﺑﻌﺪ ﺣﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﻼﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺰﺍ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﻴﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1950 “ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﺳﺘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻘﻨﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻠﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ “.
ﻟﻜﻦ ﻋﻤﻞ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺑﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﺔ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺣﻞ ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ، ﺍﺑﻨﺎً ﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻃﺒﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ . ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺗﻮﻏّﻠﺖ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻪ ﺳﺘﺮﻯ ﻛﻴﻒ ﺍﻧﻌﻜﺴﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ، ﻛﻤﺜﻘﻒ ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻭﺇﺣﺴﺎﻥ ﻭﺻﺤﺎﻓﺔ ﻭﺗﺄﺭﻳﺦ .
ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻳﺔ
ﻭﻟﺪ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1914 ، ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺟﺪﻩ ﻋﺰﺭﺍ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺣﺎﺧﺎﻣﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺗﺎﺟﺮ ﻭﺭﻕ ﺑﺤﻜﻢ ﺻﻨﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﺴﺖ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻊ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ .1904 ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺗﺴﺘﻮﺭﺩ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻳﺪ، ﻟﺘﺼﺪﺭ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ، ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻴﺎ . ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﻣﻴﺮ ﺑﺼﺮﻱ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ “ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ” ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻮﺭﺍﻕ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ .2009
ﻭﺍﻟﺪ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻲ ﺇﻟﻴﺎﻫﻮ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺪﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1929 ﺟﺮﻳﺪﺓ “ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ” ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ، ﺛﻢ ﺃﺻﺪﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1936 “ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ” ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺪﻳﻦ ﺿﺨﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ . ﺑﻘﻲ ﺇﻟﻴﺎﻫﻮ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﻟﻢ ﻳﻐﺎﺩﺭﻩ ﺳﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ .1973
ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮﺓ، ﻗﺮّﺭ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ، ﻓﺴﺎﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﻟﻨﺪﻥ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻳﺎﻡ، ﻟﻴﺪﺭﺱ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﺑﺪﺀﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ .1930 ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻟﻴﻠﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ . ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﻤﻦ ﺳﻴﺼﺒﺢ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻭﺷﺮﻳﻜﻪ ﻻﺣﻘﺎً .
ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺃﺳﺲ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﺷﺮﻛﺔ “ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ ” ﺑﺎﻟﺘﺸﺎﺭﻙ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻭﺯﻣﻴﻞ ﺗﺪﺭﻳﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﺻﻔﻮﺕ . ﻟﻴﺒﺪﺃ ﻣﻐﺎﻣﺮﺗﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ، ﻭﺧﻼﻝ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﺳﻴﻠﺘﻘﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﺸﺎبة ﺑﺮﻳﻨﻴﻪ، ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮّﺟﺖ ﻣﻠﻜﺔ ﻟﺠﻤﺎﻝ ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ، ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ .1947 ﻟﻴﺘﺰﻭﺟﺎ ﻭﻳﻜﻤﻼ ﻣﻌﺎً ﺭﺣﻠﺔ ﺳﺘﻤﺘﺪ ﻃﻮﻳﻼً، ﻟﻜﻦّ ﺧﻄﺎﻫﻤﺎ ﺳﺘﺄﺧﺬﺍﻧﻬﻤﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮﺍﺕ .
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﻼﺩ ﺧﻴﺮ، ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻟﻜﻦ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﺮﻙ ﺃﺛﺮﺍً ﻷﻱّ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺑﻨﺎﺀ . ﺗﺤﻤّﻞ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻔﺮﻫﻮﺩ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺒﺮﺕ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﻋﻦ ﺃﺭﺿﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻘﻮﺍ ﺑﻬﺎ . ﻭﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻩ ﻣﻨﺘﻘﻼً ﻣﻦ ﻧﺠﺎﺡ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ . ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻴﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﺑﺎﻟﻤﺪ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﺷﺘﺪﺍﺩ ﺃﺗﻮﻥ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ .
ﻏﺎﺩﺭ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1964 ، ﺇﻟﻰ ﻟﻨﺪﻥ، ﻣﻀﺤﻴﺎً ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﻭﻣﻌﺎﻣﻞ ﻭﻣﻨﺸﺂﺕ، ﻟﺘﻘﻮﻡ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺑﻤﺼﺎﺩﺭﺗﻬﺎ ﻭﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﺪﺃ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺍﺕ .
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺘﺘﻮﻗﻒ ﺟﺬﻭﺗﻪ ﻓﻲ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ، ﺇﺫ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﻓﺘﺘﺢ ﻣﺠﻠﺘﻪ “ ﺳﻜﺮﺍﻳﺐ ” ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﻳﻬﻮﺩ ﺑﺎﺑﻞ، ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ .1971 ﻭﺗﺮﺃﺱ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ ﻣﺘﻮﺍﺻﻠﺔ، ﻭﺃﻟﺤﻘﻬﺎ ﺑﻤﺆﺳﺴﺔ “ ﺍﻟﻤﻨﻔﻴﻮﻥ ” ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﻣﺪّ ﺍﻟﻴﺪ ﺇﻟﻰ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ، ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ، ﺣﺮﺹ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺭﺿﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﺒﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺗﺠﻮﻳﻌﻪ، ﻗﺎﻡ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ، ﻭﻗﺪّﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺟﻨﻴﻪ ﺇﺳﺘﺮﻟﻴﻨﻲ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻟﻸﺳﺮ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﺔ . ﻭﺍﻟﻼﻓﺖ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﺍﺷﺘﺮﻁ ﺷﺮﻃﻴﻦ، ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻻّ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﻮ ﻟﻤﻦ ﻫﻲ ﻣﺮﺳﻠﺔ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺮﻉ ﺑﻬﺎ .
ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﺇﻟﻴﺰﺍﺑﻴﺚ ﺗﻤﻨﺢ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﺭﺗﺒﺔ ” ﺳﻴﺮ ” ﺇﻛﺮﺍﻣﺎ ﻟﻨﺸﺎﻃﻪ ﻭﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻷﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ، ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻮﺍﻛﺒﺘﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﻣﻘﺎﻻﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺭﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ .
ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﺣﺮﺹ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻈﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﻀﻮﺭﻩ ﻛﺮﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ، ﻭﻗﺪﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ . ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻭﺁﺧﺮﻫﺎ ﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ﻭﺭﺋﺎﺳﺘﻪ ﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻘﺴﻴﺲ ﺃﻧﺪﺭﻭ ﻭﺍﻳﺖ ‏( ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻹﻏﺎﺛﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ‏) ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ ﻋﻘﺪ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﻸﺩﻳﺎﻥ ﺍﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ، ﺗﺤﺖ ﺭﻋﺎﻳﺔ “ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﻟﻠﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ” ، ﻭﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎﺭ “ ﺇﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻋﺎﻟَﻢ ﻭﺍﺣﺪ . ﻧﻌﻤﻞ ﺳﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻼﻡ .”
ﻭﺧﻼﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻣﺌﺔ ﻭﻋﺎﻣﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً، ﻗﺪّﻡ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻓﺘﺒﺮﻉ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2005 ﺑﻤﻨﺤﺔ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﻤﻠﻴﻮﻥ ﺟﻨﻴﻪ ﺇﺳﺘﺮﻟﻴﻨﻲ ﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2006 ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﻡ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻜﺔ ﺇﻟﻴﺰﺍﺑﻴﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﻨﺤﺘﻪ ﻭﺳﺎﻡ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﻡ، ﻭﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻷﺭﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺱ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺭﺳﺎﻝ ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﻴﺎﺱ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﺎً ﻟﻠﻤﺪﻥ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ .
ﻭﻭﺛﻘﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺎﻳﻤﺰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﺒﺮﻉ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺟﻨﻴﻪ، ﻛﻤﻨﺢ ﻟﺰﻣﺎﻻﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﺘﻼﻣﻴﺬ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﺃﻣﺎ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﺨﺒﺖ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﺑﺪﻋﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺳﺎﻣﻲ ﻣﻮﺭﻩ، ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻓﺨﺮﻳﺎً ﻟﻬﺎ . ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﺃﺣﺪ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺠﺎﻟﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ .
ﻭﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻏﺮﺏ ﻛﻨﺴﻨﻐﺘﻮﻥ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﺩ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻬﻢ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ ﻳﻌﺪ ﺻﺮﺣﺎً ﻋﻠﻤﻴﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﺎً ﺛﻘﺎﻓﻴﺎً ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺠﻴﺪﻭﻥ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻬﻢ، ﻓﻴﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﻟﻴﺘﺨﻄﻮﺍ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ “ ﺃ .”
ﺍﻟﺤﺎﺧﺎﻡ ﻋﺰﺭﺍ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1910 ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﻫﻮ ﺟﺪ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻣﻴﺮ ﺑﺼﺮﻱ
ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﻣﺜﻠﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻣﺤﻈﻮﻇﺎً ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺮﺃﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﻓﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺜﻞ ﺑﻐﺪﺍﺩ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﻜﺲ ﻣﻨﻈﻮﺭﺍً ﺩﻳﻨﻴﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﺃﻭ ﻋﺮﻗﻴﺎً ﻣﺘﻌﺼﺒﺎً ﺃﻭ ﻃﺎﺋﻔﻴﺎً ﻣﺘﺸﺪﺩﺍً، ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺗﺄﻟﻘﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﻔﻨﻲ .
ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺃﻣﻞ ﺍﻟﺠﺒﻮﺭﻱ ﻛﺘﺒﺖ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ، ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺓ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ، ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﺓ ﺻﺒﻎ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺑﻬﻮﻳﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭﻃﺎﺋﻔﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺇﻥ “ ﺃﻭﻝ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺑﻮﻕ ﺑﻨﻲ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻫﻮ ﺑﻴﺖ ﺷﻤﺎﺱ ﻭﺍﻟﺪ ﻓﺎﻳﻠﻮﺕ ﺃﻡ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻳﻴﻦ، ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺪﻡ ﻇﻠﻤﺎ ﻭﺑﻨﻲ ﻓﻮﻕ ﺃﻃﻼﻝ ﺍﻏﺘﺼﺎﺑﻪ ﻓﻨﺪﻕ ﺑﺎﺑﻞ ﺍﻭ ﺑﺮﻭﻱ، ﻭﺃﻭﻝ ﻭﺯﻳﺮ ﻧﺰﻳﻪ ﻓﻀّﻞ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ، ﻭﺃﻏﻀﺐ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻋﻈﻤﻰ ﻫﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺻﻮﻥ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﺍﺑﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺴﺮﻕ ﺃﻭ ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻝ ﺣﺮﺍﻡ، ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﺳﺎﺳﻮﻥ ﺣﺴﻘﻴﻞ .”
ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺠﺒﻮﺭﻱ ﺗﻌﺪﺍﺩ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﻣﻦ ﺻﻨﺎﻉ ﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ “ ﺃﻭﻝ ﻧﺎﺩٍ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺣﻀﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻛﺎﻥ ﻟﺠﺪﺗﻨﺎ ﻟﻮﺭﺍ ﺧﻀﻮﺭﻱ . ﻭﺃﻭﻝ ﻗﺼﺮ ﺍﺳﺘﻀﺎﻑ ﺃﻭﻝ ﻣﻠﻚ ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ ﻫﻮ ﻗﺼﺮ ﺷﻌﺸﻮﻉ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ . ﻭﺃﻭﻝ ﻗﺼﺮ ﺍﺳﺘﻀﺎﻑ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻓﻲ ﻧﻜﺒﺔ ﻓﻴﻀﺎﻥ ﺩﺟﻠﺔ، ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻣﻨﺎﺣﻴﻢ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ . ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻠﺠﺄ ﻟﻸﻳﺘﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺃﺳﺴﻪ ﻭﺻﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻹﻋﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻛﺎﻥ ﻟﻤﻨﺎﺣﻴﻢ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻠﻢ ﺣﻔﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻟﻮ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻟﺒﻴﺘﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪﺕ ﻓﻴﻪ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻨﺘﺪﻯ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﺍﻟﻤﻬﺠﻮﺭ .
ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻠﻜﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﻳﻨﻴﻪ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﺍﺑﻨﺔ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻧﻌﻴﻢ ﺩﻧﻜﻮﺭ ﺍﺑﻦ ﺑﻐﺪﺍﺩ، ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻞ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ، ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻴﻦ ﺍﻷﺭﺍﻣﻞ ﻭﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺳﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺍﻋﻲ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ .”
ﺇﻥ ﻣﺎ ﺧﺴﺮﻩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﻌﺎً ﺑﺎﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻀﻠّﻠﺔ، ﻻ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ، ﺑﻞ ﻳﺘﻌﺪﺍﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺜّﻠﺖ ﻣﻌﻨﻰ ﻋﺮﻭﺑﺘﻬﻢ ﺍﻷًﺻﻴﻞ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻘﺒﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻀﻮﻱ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻓﻲ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ الكبير.