قناة عشتار الفضائية
 

لمحة عن دير مار ايليا الذي دمره داعش


عشتار تيفي كوم/

يعد دير مار ايليا الواقع بداخل منطقة معسكر الغزلاني جنوبي الموصل ضحية جديدة لتنظيم الدولة الإسلامية، الذي يدمر المواقع التراثية التي يعتبرها "تحث على الإلحاد".

وظل دير مار إيليا مكانا لصلاة وتعبد المسحيين طيلة 1400 عام.

وعلى مر السنين أضاءت أجيال من الرهبان الشموع في المحاريب، وصلوا فيه وتعبدوا عند مذبح الكنيسة.

ونحت الحرفان chi, rho من اللغة الي اليونانية، اللذان يمثلان الحرفين الأول والثاني من اسم السيد المسيح، بالقرب من مدخل الكنيسة.

بني دير القديس إيليا عام 590 ميلادية وقبل تدميره، كان الدير قد رمم جزئيا، وهو عبارة عن مبنى مساحته 27 ألف قدم مربع، مشيد بالحجر والطين يقف شامخا مثل القلعة، على تل جنوبي مدينة الموصل شمال العراق.

وعلى الرغم من أن السقف لم يكن موجودا إلى حد كبير، كان يحوي المبنى 27 غرفة بما فيها المحراب والمعبد.

قامت شركة ديجيتال غلوب للتصوير بالأقمار الصناعية بتصوير الموقع الذي يقع فيه الدير، وقارنت تلك الصور بصور قديمة للموقع ذاته بناء على طلب من وكالة أسوشيتد برس وبعد شهر من تلك الصور، أظهرت الصور الجديدة "أن هذه الحوائط الحجرية تم تدميرها تماما"، وذلك حسب ستيفن وود، الخبير في تحليل الصور والرئيس التنفيذي لشركة "أولسورس أناليسيس"، الذي حدد الفترة التي وقع فيها ذلك التدمير ما بين أغسطس/ آب وسبتمبر أيلول من عام 2014.

وأضاف ستيفن: "استخدمت جرافات ومعدات ثقيلة وربما متفجرات في تدمير تلك الجدران، وتحويلها إلى تراب أبيض ورمادي اللون. لقد دمروها تماما".

من ناحية أخرى، وفي مكتبه في المنفى بمدينة أربيل بالعراق حدًّق القس الكاثوليكي بولس ثابت حبيب، البالغ من العمر 39 عاما، بذهول للصور، التي تجسد الدير قبل وبعد تدميره.

وقال حبيب: "تاريخنا المسيحي في الموصل يتم تدميره بطريقة بربرية، نحن نعتبر ذلك بمثابة محاولة لطردنا من العراق، وإنهاء وجودنا على هذه الأرض".

وينضم دير مار إيليا إلى قائمة متنامية من نحو 100 موقع ديني وتاريخي، نهبت ودمرت على أيدي تنظيم الدولة، من بينها مساجد ومعابد وأضرحة وكنائس.

ودُمرت الآثار القديمة في مدن نينوى وتدمر والحضر، ونهبت المتاحف والمكتبات وأحرقت الكتب، وتم تدمير الأعمال الفنية أو تهريبها.

كان مسيحيو العراق يزورون الدير للاحتفال بعيد القديس إيليا واستخدمته القوات الأمريكية كقاعدة عسكرية، بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

وعملت القوات الأمريكية بالعراق على حماية واحترام هذا الدير، في مسعى متفائل في منطقة وفترة زمنية اتسمت بالعنف.

ويذكر ان الدير قد مر بمأساة عام 1743 حينما رفض نحو 150 من رهبانه التحول للإسلام، وأعدموا على يد قائد فارسي.

وفي عام 2003 تضرر الدير مرة أخرى، حينما انفجرت دبابة في معركة بالقرب من الدير، وأدى ذلك إلى تدمير إحد جدرانه.

وبعد ذلك بدأ قس ملحق بالجيش الأمريكي مبادرة لترميم الدير.

وقد عبر القس واسمه جيفري وورتون ، الذي أقام قداس بمذبح الدير، عن صدمته البالغة بخسارة هذا الدير وقال: "لماذا يعامل بعضنا البعض بهذه الطريقة؟ هذا أمر لا أفهمه. يجب أن نحزن على فقدان دير مار إيليا".