قناة عشتار الفضائية
 

سؤال وجواب عن سبب اختلاف تاريخ احتفال المسيحيين بعيد القيامة

 

عشتار تيفي كوم - اعلام البطريركية الكلدانية/

سؤال: ما هو السبب في اختلاف تاريخ احتفال المسيحيين بعيد القيامة ولماذا لا يتفقون على تاريخ موحد؟

السيد نوري زرا من مدينة بو – فرنسا

الجواب: البطريرك لويس روفائيل ساكو

 عيد الفصح – القيامة هو أحد الأعياد المسيحية العظمى، لأن قيامة المسيح هي مركز ايمان المسيحيين. يأتي هذا العيد مكلِلاً صومهم الكبير (40 – 50 يوما). وقد إعتاد المسيحيون الأوائل الاحتفال بعيد القيامة مع الفصح اليهودي ثم انفصلوا عنه  باكراً، لتثبيت خصوصيتهم.

 يُحتفل  بعيد القيامة بحسب التقويم القمري لذا ليس له تاريخ  ثابت كعيد الميلاد. وتختلف الكنائس الشرقية الارثوذكسية عن الكنائس الغربية  الكاثوليكية والبروتستانتية في تاريخ احتفالها به. إذ يتحدد عيد القيامة لدى الكنائس الغربية  التي تعتمد التقويم الغريغوري بين يومي 22 اذار و25 نيسان، بينما  لدى الكنائس الشرقية  التي تعتمد التقويم اليولياني  يكون بين 4 نيسان و8  أيار.

 وقد حصلت محاولات عدة منذ القديم لتوحيد تاريخ هذا العيد، لكنها باءت بالفشل بسبب تمسك كل طرف بموقفه. وفي السنوات الأخيرة قام البابوات بمحاولات حوار مع  البطاركة الشرقيين من اجل  ايجاد تاريخ  معين يوحد هذا الاحتفال. ووجدوا في الاحد الثاني من نيسان حلاً مقبولاً يُرضي جميع الأطراف،  لكنه لم  يحصل أي تقدم ملموس في هذا الاتجاه الى اليوم، رغم مبادرة بعض الدول في الشرق الأوسط الى توحيد عيد القيامة، كما الحال في كل من الأردن ومصر.

 بالنسبة للعراق، يحتفل بهذا العيد كل  الكنائس الكاثوليكية والانجيلية وكنيسة المشرق الاشورية والارمن الأرثوذكس، أي 90% من المسيحيين وبقي السريان الأرثوذكس والكنيسة الشرقية القديمة والروم الأرثوذكس  والاقباط يتبعون التقويم اليولياني! إنه من المحزن اننا إحتفلنا في نفس الأحد من هذا العام بعيد القيامة وآخرون إحتفلوا بعيد السعانين.

 حاولتُ في بداية اعتلائي السدة البطريركية ان اوَحّد تاريخاً للاحتفال بهذا العيد،  لكن لم اتوفق بسبب إصرار البعض، والذين لم يقوموا باي مبادرة ولم يقدموا بديلا .. لكنني استغرب من تبني ونشر  بعض وسائل الاعلام هذه الأيام ما كنتُ قد دعوتُ اليه قبل خمس سنوات.

 تحديد التاريخ هو اتفاق بين الكنائس، ونحن الكلدان منفتحون على اية طروحات توحد  أعياد المسيحيين وأتمنى من الذين يتباكون على التوحيد ويرفضون الاختلاف وينتقدون الكلدان ان يبادروا هم بتوحيد صف المسيحيين.