قناة عشتار الفضائية
 

هل بدأت "حرب تشكيل المستقبل" بين أمريكا والصين؟

 

عشتارتيفي كوم- بي بي سي/

 

علقت صحف عربية على الحرب التجارية الدائرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والتي كانت آخر حلقاتها هي قرار الرئيس الأمريكي بمنع تعامل الشركات الأمريكية مع شركة هواوي الصينية.

ويرى كُتّاب أن الخاسر في هذه الحرب هو الاقتصاد العالمي، بينما رأى آخرون أن الحرب التجارية بين البلدين هي "معركة المستقبل" وأنها حرب على "تشكيل المستقبل".

 

"انحسار المد الأمريكي"

يقول محمد بدر الدين زايد في "الحياة" اللندنية: "يأتي التصعيد الحالي في المواجهة الأمريكية-الصينية كتطور طبيعي ومتوقع متسق استراتيجيا مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورؤيته منذ حملته الانتخابية وما قبل توليه للحكم".

ويرى أن "ملفات التنافس والتصعيد بين البلدين ممتدة منذ سنوات، لكنها صعدت إلى المستوى الاستراتيجي مع إدارة ترامب".

ويشير زايد إلى أنه "من المحتمل أن تنجح محاولة عرقلة النمو الصيني لسنوات قليلة. لكن عنجهية السلوك الأمريكي في تحقيق هذا الهدف، قد تعجّل من صعود الصين في المدى المتوسط، وهو أمر لم يكن وارد الحدوث قبل عقود عدة".

ويرى أن "العقوبات على شركة هواوي قد تؤدي إلى مسارعة الصين بشكل غير مسبوق إلى امتلاك بدائل تكنولوجية، ربما تؤدي إلى اندلاع مواجهات من نوع جديد في مجالات التشويش الإلكتروني والتنافس التكنولوجي والعلمي الذي قد يرهق الطرفين معاً وربما العالم كذلك".

ويقول خالد الزبيدي في "الدستور" الأردنية إن بكين "تتسلح بحزم وعزيمة في الخلاف التجاري مع واشنطن، حيث تبادر بالرد سريعا على تمادي الإدارة الأمريكية بفرض رسوم جمركية للمنتجات الصينية التي اعتاد عليها واعتمدها المستهلك الأمريكي منذ عشرات السنوات".

ويرى الكاتب أن "الخاسر في هذه الحرب هو الاقتصاد العالمي ولاحقا الاقتصاد الأمريكي الذي بدأت عليه علامات الضعف، لذلك يرجح محللون أن تتخذ واشنطن قرارات نقدية لتحفيز الطلب في الاقتصاد الأمريكي ومن أهم هذه القرارات لجوء الاحتياطي الفيدرالي إلى تخفيض متكرر لهياكل الفائدة على الدولار قبل انتهاء العام الحالي".

ويضيف: "العربدة التي تمارسها الإدارة الأمريكية في اتجاهات الأرض الأربعة تشير إلى حالة انحسار المد الأمريكي في ظل نمو أمم ودول وحضارات قديمة متجددة، فالبلطجة الأمريكية والتهديد بالقوة لم يعد يجدي نفعا بعد أن أصبح توازن الرعب عالميا".

وفي "الشرق الأوسط" اللندنية، يقول مأمون فندي إن "معركة المستقبل هي تلك التي تدور بين شركة هواوي الصينية وشركات أمريكية مثل غوغل وآبل... واليوم ميدان الحرب العالمية الثالثة ليس المسرح الأوروبي للعمليات كما كان في الحرب الثانية، أو المسرح الآسيوي، بل مسرح هذه الحرب وميدانها هو فضاء التكنولوجيا الحديثة التي ترسم ملامح المستقبل".

ويؤكد الكاتب أن "الحرب التكنولوجية أو المنافسة التكنولوجية حتى الآن بين الصين وأمريكا هي حرب على تشكيل المستقبل؛ أيّ أنواع التكنولوجيا ستحكم؟ من المتفوق تكنولوجياً، وبالتالي اقتصادياً؟ وأيهما الدولة العظمى الأولى في العالم؟".

ويرى فندي أن "معركة هواوي وغوغل هي كذلك تجليات لأمور أعمق وخريطة جينية لمعركة تتشكل بين الصين والولايات المتحدة؛ فضاءاتها وميادينها الآن هي فضاءات التكنولوجيا".