قناة عشتار الفضائية
 

وفاة الأب منصور ليكونت الدومنيكي

 

عشتار تيفي كوم/

الأب منصور ليكونت، أو ابونا منصور كما عرفته الأوساط الكهنوتية والرهبانية وعامة الشعب في العراق (1925 - 2019).

توفي الأب منصورليكونت  Vincent Lecompte نهار الثلاثاء ٢ تموز 2019 في مدينة سان ديي في مقاطعة اللورين شرق فرنسا عن عمر ناهز ٩٤ عاما، وجرت مراسيم الدفن في دير للآباء الدومنيكان في نانسي يوم 5 تموز بحضور الرئيس الإقليمي والآباء الدومنيكان وثلاثة من أشقائه.

ولد الفقيد في مدينة روبي الفرنسية وهو الابن البكر لعائلة من عشرة إخوة وأخوات. ينتمي الى أسرة ميسورة اختصت بمصانع النسيج.

دخل الرهبنة الدومنيكية عام ١٩٤٤ مع حب خاص لروحانية القديس فرنسيي الآسيزي.

تقبل الرسامة الكهنوتية عام ١٩٥١ ثم سافر سنة ١٩٥٣، الى العراق ليقيم في دير الساعة في الموصل، وأخذ منذ البداية يدرّس في معهد مار يوحنا الحبيب الكهنوتي. اضطلع بمواد عدة كتدريس اللغة الفرنسية والكيمياء وعلم الاجتماع وتاريخ الخلاص...

في عام ١٩٧٠، ولدى عودة الأب عبد السلام حلوة من الدراسة، غادر الاب منصور الموصل ليتعيّن في دير الآباء الدومنيكان في بغداد.

في العاصمة تميّز بنشاطه الراعوي في خدمة الرعايا الكلدانية مقيما القداس حسب الطقس الكلداني ليساعد الكهنة وكذلك خدم راهبات التقدمة الدومنيكيات.

غادر بغداد في عام ١٩٨٠ على أثر توجيهات الرئيس الإقليمي جان رني بوشيه لتعهد الرسالة الدومنيكية إلى الآباء العراقيين ونظرا أيضا إلى مضايقات تجديد الإقامة آنذاك. 

بعد عودته من العراق تعيّن في دير ستراسبورغ ثم دير ناسي الى حين قضائه عدة سنوات في دار الكهنة المسنين.

عرف الاب منصور رجلا مؤمنا بدعوته الرهبانية وحبّه للخدمة. كان إيمانه عميقا يعبر عنه ببساطته المعهودة وحركات اعتدنا عليها وكأنها رقصة فرح بعفوية امام الله وامام أصدقائه.

كان يكن للعراق وللعراقيين، ولا سيما للكنيسة حبا جما لا يضاهيه فيه أحد. وفي سنوات شيخوخته كان يظهر احيانا مرارة بسبب مغادرته للعراق. حن على العراق وتألم وجرح في صميم لما أصاب هذا البلد من ويلات.

إلى الرهبنة الدومنيكية وأسرته وأصدقائه الكثيرين الموزعين في أنحاء العالم نقدّم التعازي وليتفقده الرب برحمته ويسكنه الملكوت.

 

+ المطران يوسف توما