قناة عشتار الفضائية
 

"نيجيرفان البارزاني يجري إصلاحات هامة في كوردستان العراق"

 

عشتارتيفي كوم- رووداو/

 

بعد سنوات من الفوضى وغياب الاستقرار والوضع الاقتصادي الصعب الناتج عن ظهور داعش في سوريا والعراق، ومشاكل الاستقلال مع الحكومة الاتحادية العراقية، كثف رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان البارزاني، جهوده الرامية لإجراء إصلاحات في الإقليم ذي الحكم الذاتي في شمال العراق.

تولى الرئيس نيجيرفان البارزاني مهام منصبه في حزيران 2019، وعمل قبل ذلك رئيساً للوزراء وقاد كوردستان العراق حتى تجاوز الفترات الملأى بالمشاكل والتعقيدات.

بفضل هذا أصبح نيجيرفان البارزاني أكبر مسؤول في حكومة إقليم كوردستان، وأنهى التوترات المتصاعدة مع بغداد، والتي نجمت عن الاستفتاء على الاستقلال في 2017.

كادت مواجهات عسكرية كبرى تحصل بين قوات بيشمركة كوردستان والجيش العراقي المدعوم بمختلف المجاميع المسلحة، لكن رئيس الوزراء آنذاك (نيجيرفان البارزاني) اختار طريق الحوار والمصالحة لتفادي أزمة من ذلك النوع.

في الأخير، نجحت دبلوماسية نيجيرفان البارزاني وقلصت الحكومة الاتحادية العراقية والقوى الإقليمية الأخرى من الحصار الاقتصادي الذي فرضته على الإقليم الكوردي ذي الحكم الذاتي، ثم رفعته.

والآن، يتطلع الرئيس نيجيرفان البارزاني إلى تحويل انتصاره إلى أساس، واستخدام تجربته السياسية في تطوير كوردستان العراق والتقدم به إلى الأمام. خاصة وأن رئيس إقليم كوردستان ملتزم بتحسين علاقات كوردستان العراق مع الجيران والمجتمع الدولي عموماً.

يقول المكتب الإعلامي لرئيس إقليم كوردستان: "يسعى رئيسنا الجديد لبناء علاقات وثيقة مع جميع الأطراف في كوردستان العراق وشركائنا في العالم".

وبصفته قائداً عاماً للقوات المسلحة في إقليم كوردستان، يريد الرئيس نيجيرفان البارزاني توحيد قوات البيشمركة وإجراء إصلاحات فيها، بعد أن كان لقوات البيشمركة دور رئيس في تحرير مناطق واسعة ومدن رئيسة من قبضة داعش.

وأضاف مكتب رئيس إقليم كوردستان: "توحيد وتطوير البيشمركة من بين الأهداف المهمة لرئيس إقليم كوردستان، فللبيشمركة أهميتها بالنسبة إلى تأمين كوردستان العراق والمنطقة، وقد برزت هذه الأهمية في الحرب ضد داعش. هناك حاجة للمزيد من العمل لتعزيز القدرات القتالية للبيشمركة ولتحقيق ذلك نتطلع إلى العمل عن قرب مع شركائنا".

وأضاف المكتب الإعلامي لرئيس إقليم كوردستان: "رؤية الرئيس نيجيرفان البارزاني تتمثل في بناء مجتمع يعمه السلام، متطور، عصري ومنفتح، وقد استلهم هذا من قيمه الشخصية وإيمانه بالتعددية في الحياة السياسية، وبالتعايش بين المكونات الدينية والعرقية في إقليم كوردستان".

وفي خطوة لتحقيق هذه الرؤية، سيعمل الرئيس نيجيرفان البارزاني على كتابة أول دستور لكوردستان العراق، في الوقت الذي يواصل فيه متابعة أداء الحكومة والبرلمان.

قبل أن يواجه كوردستان العراق تلك التعقيدات – ومن بينها تراجع أسعار النفط في أسواق النفط العالمية، وظهور داعش في الشرق الأوسط، ومشكلة الميزانية مع بغداد – شهد إقليم كوردستان نمواً كبيراً في الاقتصاد والكثير من التقدم، وكان ذلك عندما كان نيجيرفان البارزاني رئيساً للوزراء.

فمثلاً، تشير بيانات حكومة إقليم كوردستان إلى أن النسبة المقدرة للبطالة في 1992 كانت 60%، لكن تلك النسبة تراجعت قبل 2014 إلى 7.1% ولتحقيق ذلك تمت الإفادة من مصادر الطاقة في كوردستان العراق والتقدم العام في اقتصاد إقليم كوردستان. لكن تلك المشاكل والتعقيدات آنفة الذكر أدت إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى 13.5% في 2015. ثم استطاع نيجيرفان البارزاني في 2018 من خفض تلك النسبة من جديد إلى 9% وزاد في خفضها في 2019، قبل أن يتولى الرئاسة.

في مجال التعليم، كانت نسبة المتعلمين 66% في العام 2000 لكنها ارتفعت في 2016 إلى 86% حيث استفاد مئات الآلاف من مبادرة نيجيرفان البارزاني لتسهيل عملية التعلم لمواطنيه.

وحسب وزارة التخطيط، كان عدد المعاهد في كوردستان العراق في 1992 ثلاثة معاهد فقط مع جامعة واحدة، لكن وقبل 2016 صار عدد المعاهد 24 معهداً وعدد الجامعات الحكومية 15 جامعة إضافة إلى 15 جامعة أهلية.

ويلاحظ نفس الشيء في القطاع الصحي، حيث كان عدد المستشفيات الحكومية في مطلع هذا القرن 26 مستشفى، بلغ عددها قبل 2017 وبفضل الجهود الكبيرة لحكومة إقليم كوردستان برئاسة نيجيرفان البارزاني 76 مستشفى حكومي و45 مؤسسة صحية خاصة و967 عيادة عامة.

بعد انتخابه مؤخراً رئيساً لإقليم كوردستان، ألقى نيجيرفان البارزاني في 10 حزيران كلمته لمناسبة مباشرته مهامه، اعتبر فيها "استمرار الديمقراطية" في كوردستان العراق مكسباً رئيساً وتطرق باهتمام إلى التضحيات التي قدمها الشعب لإبعاد داعش عن إقليم كوردستان والمناطق العراقية القريبة من إقليم كوردستان.

علاوة على ذلك، أشار نيجيرفان البارزاني إلى أهمية مشاركة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مع البيشمركة في الحرب ضد داعش وشكرهم على مساعدة حكومة إقليم كوردستان في ضمان "الأمل في الحياة، والسلام والحرية في إقليم كوردستان".

إعداد: هيئة تحرير موقع "إنترناشنال بزنس تايمز" الأمريكي.