قناة عشتار الفضائية
 

لمناسبة نشر الاعمال الموسوعية عن “المسألة الكلدانية والآشورية”:ممثل الكاردينال ساكو: وحدة الكنائس الشقيقة بين الأمنية والمبادرة

 

عشتارتيفي كوم- اعلام البطريركية الكلدانية/

روما – الخورأسقف نوئيل فرمان

 

نظم المعهد الحبري الشرقي ، مساء يوم الجمعة الموافق 9 نوفمبر 2019 ، حفلًا رسميًا احتفاءًا بإطلاق موسوعة “المسألة الكلدانية والآشورية” التي أنجزها مؤخرًا البروفسور البلجيكي الأب جورج هنري رويسن اليسوعي. وقد نالت هذه الموسوعة، قدرا بارزا من دعم الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان، إلى جانب مؤسسة (اوفر دوريان- عمل الشرق). وكان غبطته على رأس المدعوين الى هذه المناسبة، ولكن نظرًا لظروف العراق وانعكاساتها، تعذرت عليه الاستجابة إلى الدعوة ، وقد مثـّله، في هذا الحفل، الخورأسقف نوئيل فرمان، الذي كان سكرتيره الشخصي لغاية 31 تموز الماضي والذي سبق له، وان شهد بصحبة غبطته، المراحل النهائية من إعداد هذا الكتاب، في شباط 2019 الماضي.

لقد استمع جمهور الحضور من النخبة المهتمة بهذا الشأن، إلى محاضرات القاها متخصصون في الحقل التاريخي: الأب فينسينو روجييري، البروفسور جوزيف يعقوب والبروفسور أندريا ريكاردي، بحضور عميد المعهد الاب اليسوعي ديفيد إي. نازار. وكان في مقدمة المدعوين، نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري ، رئيس المجمع الحبري للكنائس الشرقية وصاحب امتياز المعهد المذكور. وقد استشهد، نيافته في كلمته، وكذلك المحاورون الآخرون، بجهود الكاردينال ساكو ودوره في سبيل أن تتحقق هذه الموسوعة.

وفيما يأتي الكلمة التي القاها المونسنيور نوئيل فرمان ممثلا لصاحب الغبطة ، في هذه المناسبة المجيدة ، التي اعتبرها المراقبون ، نقطة تحول تاريخية في رحلة الكلدان والاشوريين عبر العصر الحديث، حيث قاسوا، أمام أنظار الأسرة الدولية، شتّى الاضطهادات والإبادة الجماعية.

نص كلمة ممثل البطريرك ساكو:

صاحب  النيافة الكاردينال ليوناردو ساندري ، الآباء الأفاضل، السيدات والسادةالضيوف الكرام.

بتواضع أرى نفسي متشرفا بإلقاء هذه الكلمة المقتضبة، في هذه المناسبة التي تعدّ منعطفا غير مسبوق من نوعه، في مجال التوثيق التاريخي لهذا العمل الموسوعي بأربعة مجلدات عن المسألة الكلدانية والآشورية.

وفيما كنت أتهيأ للقدوم الى روما بهذه المناسبة لمجرد أن أكون بصحبة غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو ، ها أني هنا ، بصفتي ممثلا عنه. وذلك بسبب تطور العديد من الظروف في العراق والأهمية الحاسمة لوجوده في بعض الأنشطة فتعذرت مشاركته في هذا الاحتفال. ولهذا فإن غبطته يرسل لحضراتكم تحياته وتقديره، لكل ما شكلتموه، كل من جانبه وخصوصيته، من حضور وإسهام في هذه المناسبة المجيدة.

وهنا استرجع بالذاكرة القريبة، انه في 20 فبراير الماضي 2019 ، تهيأ لي أن أشهد زيارة الكاردينال ساكو إلى المعهد البابوي الشرقي وذلك للقاء الأب جورج هنري رويسن، حيث أبدى غبطته عددا من التوصيات بشأن اللمسات الأخيرة لهذا العمل الجبار، كما أشار إلى هذا، قبل قليل، حضرة مؤلف الموسوعة نفسه. وعلى وجه الخصوص طلب غبطته أن تكون الموسوعة موسومة بعنوان يحمل الاسمين المشتركين للقضية الكلدانية والآشورية. وفي التقرير الصحفي الذي كنا أرسلناه يومذاك من روما، تم التأكيد على على ذلك بالتناغم مع امنيات الوحدة لدى المسيحيين الكلدان والآشوريين.

بل وفي الآونة الأخيرة، وإذ بقيت أمنية الوحدة ترافقه، المح غبطته، في مقاله الأسبوعي لكل سبت ، وبما لا يخلو من الأسى، إلى فرصة وحدة كنسية تم للأسف تفويتها، لدى وفاة مثلث الرحمات مار دنخا الرابع، الجاثاليق البطريرك للكنيسة الرسولية الآشورية في الشرق. هذه الوحدة التي كانت ستتوج التواضع المقدس للمبادرات ذات الصلة من رعاة الكنائس الشقيقة الثلاث ذات التاريخ والجذور المشتركة ؛ خصوصا وأنه كان قد سبق ذلك بيان لاهوتي مشترك حول الإيمان العقائدي والأسرار المقدسة. في المقال المذكور، عبر صاحب الغبطة عن تمنياته بأن “يعي مسؤولو هذه الكنائس أهمية الوحدة للبقاء والتواصل ككنيسة جامعة رسولية” مؤكدا ان هذه الوحدة من شأنها ان “تحافظ على إرث كنيسة المشرق وتمنحها الحصانة تجاه التحدّيات ومخاطر التشتت والذوبان وفقدان الهوية”.

إنها لمناسبة إسداء الشكر أيضًا بسبب أن هذه الأعمال تحمي وتقيم ذكرى شهدائنا في العصر الحديث.هذا وأود أن أختتم كلمتي هذه بالإشادة بالكاتب الأب جورج هنري رويسن اليسوعي، لجهوده الجبارة في إنجاز هذه المجلدات، وذلك منذ عام 2016 وحتى يونيو 2019 ؛ واعبر عن مشاعر الامتنان أيضًا إلى أولئك الذين تعاونوا مع المؤلف الأب رويسن، من حيث التصميم والتحرير، وبنحو رائع، على يد الدكتور بيرولي Pirolli وشركته Valore Italiano.كما أسمح لنفسي بالتعبير عن إعجابي بالعمل الشغوف للمؤلف ، لدرجة أنه قضى يوم عيد ميلاده 12 اوكتوبر 2018 في أرشيف الفاتيكان لمراجعة التفاصيل الأخيرة في هذه الموسوعة.شكرا لكم جميعا على حسن استماعكم.