قناة عشتار الفضائية
 

الكنيسة تتحدى كورونا وتذهب الى المسيحيين

 

عشتارتيفي كوم- ميدل ايست اونلاين/

 

أرخت أزمة كورونا بثقلها على احتفالات عيد الفصح حول العالم هذه السنة إذ فرغت الكنائس من المؤمنين، غير أن كهنة في أكثر من بلد ابتكروا طرقا جديدة لتحدي هذه القيود بغية الحفاظ على الأجواء الاحتفالية للمناسبة.
يعتمد القس البريطاني باتريك ألرتون مبدأ "إذا كان الناس غير قادرين على المجيء إلى الكنيسة، فلتذهب الكنيسة إليهم". وهو يجوب شوارع لندن حيث يحيي قداسا متنقلا مع الصلوات والترانيم خدمة للمسيحيين القابعين في الحجر المنزلي بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
ويختار هذا القس البالغ 41 عاما في كل يوم حيا مختلفا من العاصمة البريطانية لإحياء قداس مقتضب مع احترام التوصيات الصحية.
وفي إيطاليا، أكثر بلدان أوروبا تضررا بالوباء، أحيا الموسيقيون ستيفانو مونتاناري على الكمان وجانلويجي تروفيزي على الساكسوفون وجاني بيرغاميلي على البيانو، قداس الفصح في منطقة نيمبرو التي دفعت فاتورة باهظة جراء الوباء.
وقد أدى الموسيقيون الثلاثة المتحدرون من هذه المدينة التي تضم 12 ألف نسمة قرب بيرغامو المتضررة بشدة جراء الفيروس، أعمالا شهيرة بينها "وات ايه واندرفول وورلد" و"هللويا" لليونارد كوهين. هذا الحدث الذي نُقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي أقيم في كنيسة شبه مقفرة على مرأى كاهن الرعية أنتونيو غارنييري المتعافي أخيرا من فيروس كورونا.
أما في البرتغال، فقد جاب الكاهن نونو ويستوود شوارع رعيته في ضاحية لشبونة على متن سيارة صغيرة مكشوفة بيضاء من طراز "سمارت" واضعا كمامة طبية على الوجه. وتلا الصلوات عبر ميكروفون لإسماع صوته للمؤمنين على النوافذ.

وقد مشى الكاهن ببطء خلف تمثال لسيدة فاطيما موضوع على سقف السيارة في هذه المسيرة غير العادية التي أتاحت له "ملاقاة الناس مع احترام قواعد" التباعد الاجتماعي المعمول بها بسبب وباء كوفيد - 19.
وقال هذا الكاهن البالغ 48 عاما "شعرت بالحاجة لكي أقول للناس إنهم ليسوا وحدهم وليسوا متروكين، مع مدّهم الكلمة الطيبة والإيمان".
وتنقل الكاهن البرتغالي في شوارع المنطقة عبر سيارته المكشوفة الصغيرة مستعينا بميكروفون ومكبر للصوت لنقل صلواته والموسيقى الليتورجية.
ولم تقتصر هذه المشاهد على القارة الأوروبية بل شملت أيضا إفريقيا. ففي أنتاناناريفو عاصمة مدغشقر، أحيا الكاهن بدرو أوبيكا جزءا من قداس عيد الفصح من مؤخر سيارته.
وفي بلد يقبع سكان مدنه الثلاث الكبرى في الحجر المنزلي لتطويق تفشي الوباء، تحدى بعض المؤمنين في مدينة أكاماسوا القيود والتحقوا بالكاهن بدرو في مقلع للغرانيت الذي زاره البابا فرنسيس في أيلول/سبتمبر.
وقد سُمح لهؤلاء "المتمردين" على القواعد بحضور القداس مع ارتداء المعدات اللازمة شرط البقاء على مسافة ثلاثة أمتار بين الشخص والآخر.