عشتارتيفي كوم- الحرة/
يخشى سكان مدينة ووهان الصينية، بؤرة تفشي فيروس كورونا المستجد، من حدوث موجة ثانية للفيروس بعد رصد حالات جديدة مؤخرا رغم عودة الحياة إلى طبيعتها منذ أسابيع.
ويخضع سكان المدينة البالغ عددهم نحو 11 مليونا حاليا لفحص جماعي للفيروس، بحسب وسائل إعلام محلية ودولية.
ووقف سكان المدينة في طوابير حرصوا فيها على التباعد الاجتماعي لإجراء الفحوصات بعد أن دشنت سلطات المدينة حملة لإجراء اختبارات تعتمد على الحمض النووي على جميع السكان، ونصبت مواقع فحص متنقلة في مواقف السيارات والحدائق والمجمعات السكنية.
ويأتي ذلك بعدما أعلنت المدينة يومي الأحد والاثنين الماضيين رصد ست إصابات جديدة، وهي الأولى في المدينة منذ أكثر من شهر.
وإلى جانب ووهان، كانت قد ظهرت حالات أخرى في الأسابيع الماضية في مقاطعتي جيلين وهيلونغجيانغ الشماليتين الشرقيتين قرب روسيا.
وكانت الصين قد عزلت ووهان في 23 يناير الماضي، بعد أن ظهر الوباء بها في أواخر العام الماضي، ثم رفعت إجراءات العزل في 8 أبريل بعد الانخفاض الكبير في حالات العدوى.
وبعد رصد المرض من جديد، أفاد سكان لرويترز بأن السلطات سلمت إشعارات بحملة فحص للمنازل وأرسلت استبيانات عبر العاملين في الخدمة الاجتماعية سعيا لمعلومات عن الفحوص التي خضع لها المواطنون وما إذا كانوا ينتمون لمجموعات تعتبر أكثر عرضة للخطر.
وتتألف المجموعات الرئيسية من حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا والحالات غير المصحوبة بأعراض والمخالطين لها عن قرب والمصابين بالحمى والعاملين في المدارس والقطاع الطبي ووسائل النقل والبنوك والمتاجر الكبيرة والحكومة والعائدين من خارج البلاد أو من يعتزمون مغادرة ووهان للعمل.
وجاء في تقرير لوكالة فرانس برس حول الحملة أن الرجال والنساء والأطفال وكبار السن يخضعون للفحص من قبل عاملين صحيين يرتدون ملابس واقية بيضاء من الرأس إلى القدمين.
وقال أحد سكان المدينة للوكالة إنه تم فحصه قبل 10 أيام بالفعل ويرحب بفحصه مرة أخرى نظرا لتاريخ ووهان ولأنها أكثر المناطق تضررا في الصين.
لكن امرأة أخرى عبرت عن قلقلها إزاء إجراءات الوقاية خلال الفحص، وقالت لفرانس برس إن الناس قريبة من بعضها البعض، وإنها شاهدت عاملا صحيا أخذ العديد من العينات لكنه لم يغسل يديه.
ويبلغ إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في الصين نحو 83 ألفا، بينها 50339 في ووهان. فيما قضى نحو 3800 شخص في هذه المدينة، وهي نسبة تبلغ حوالي 80 المئة من إجمالي الوفيات في الصين.
وأودى الفيروس بحياة ما يزيد عن 300 ألف شخص في العالم، أكثر من 80 في المئة منهم في أوروبا والولايات المتحدة، وذلك منذ ظهوره في ديسمبر، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس الخميس استنادا إلى مصادر رسمية.
وبعد انتقال الفيروس من الصين إلى العالم، اتهمت واشنطن بكين بمحاولة التغطية على المرض وقت ظهوره وطمس أدلة على أصل المرض.
وأكدت مسؤولة في منظمة الصحة العالمية لفرانس برس الخميس أن من شأن تحديد منشأ الفيروس أن يساعد في التوصل إلى الكيفية التي "غزا" الوباء من خلالها البشرية بهذه السرعة.
|