قناة عشتار الفضائية
 

سوريا: مسيحيو الشيخ مقصود بحلب.. تعايش رغم تهديدات سنوات الحرب

 

عشتارتيفي كوم- نورث برس/

 

تتميز منطقة الشيخ مقصود في حلب بأحيائها الثلاثة "الشرقي والغربي وجبل معروف"، في الجهة الشمالية من مدينة حلب، بالتنوع الديني لسكانها من مسلمين ومسيحيين وإيزديين تشاركوا معاً "قسوة الحرب" خلال السنوات السابقة.

 

ويسكن المسيحيون الحي الشرقي من الشيخ مقصود والذي كان معروفاً باسم "جبل السيدة" منذ تأسيسه في مطلع القرن التاسع عشر إبان الانتداب الفرنسي على سوريا، حيث كان غالبية سكان "الشيخ مقصود- شرقي" من الطائفة المسيحية التي شكلت تاريخياً "النواة السكانية" للحي.

 

وقالت ليلى خالد، وهي إدارية في منتدى حلب الثقافي في الحي، لـ "نورث برس"، إنها اعتادت منذ بدء إقامتها بالحي قبل /35/ عاماً على تعايش بين المسيحيين ومكونات الحي الأخرى.

 

وأكدت أن المسيحيين تعرضوا مثل البقية للاعتداءات والتهديدات على يد الفصائل المعارضة المسلحة عندما دخلت الحي في العام 2013.

 

"عندما دخلت الفصائل المسلحة الحي أنزلوا الصليب من على الكنيسة، إلا أن وحدات حماية الشعب أعادت رفعه من جديد في العام 2015 . كما شارك المسيحيون في الدفاع عن الحي ضد هجمات فصائل المعارضة المسلحة".

 

وأضافت خالد أنهم يحتفلون معاً بالأعياد حتى الآن، ويقوم المسيحيون أيضاً بمعايدتهم، مشيرة إلى أن المعاناة التي واجهوها معاً خلال الأزمة السورية رسخت أكثر روابط المحبة والأخوة بينهم.

 

ولفتت إلى ما حدث خلال شهر كانون الأول من عام 2015 حيث "صادف عيد ميلاد المسيح وعيد المولد النبوي الشريف وعيد الإيزديين في الأسبوع نفسه، فاحتفلنا في المكان نفسه".

 

وللمسيحيين مكتب خاص ضمن "ملتقى الأديان" الذي افتتح بالحي عام 2017 ، ويعرف بمكتب شؤون المسيحيين، ويُعنى بحل المشاكل عبر إجراء النقاشات التوعوية لزيادة الترابط الاجتماعي بين السكان.

 

وبدأت بعض العائلات النازحة بالعودة للحي تدريجياً مع استقرار الوضع الأمني، حيث يبلغ عددهم الآن /35/ عائلة، بالإضافة إلى أن العدد في تزايد بشكل شهري، بحسب ابراهيم جورج بلدي، المنسق بين الطائفة المسيحية ومجالس الأحياء في الحي.

 

ويقيم "بلدي" في الحي منذ عام 1992، إلاّ أنه نزح منه مع آخرين خلال الحرب، ثم عادوا إليه مجدداً العام الماضي.

 

وتوجد في الشيخ مقصود كنيسة واحدة هي"سيدة السعادة" والمعروفة لدى العامة بكنيسة "جبل سيدة"، إلى جانب وجود دير للراهبات تابع لها.

 

وقالت نيلي بردقجي (30 عاماً)، وهي مسيحية من سكان الحي، إنها لم تشعر بـ"عنصرية بين السكان ولا تفرقة على أساس ديني أو قومي منذ ولادتها في جبل السيدة".

 

وأضافت "بردقجي" أنها "تشتاق لصديقاتها من الكرد" اللواتي درسن المرحلة الإعدادية معاً في  مدرسة "المهيبة شيخ بندر" بالحي، لكن معظمهن افترقن بسبب الحرب حيث قل التواصل بعد هجرة الغالبية منهن إلى الخارج.