قناة عشتار الفضائية
 

جوهرة الصحراء.. قطر تؤكد جاهزيتها لكأس العالم 2022 بافتتاح ملعب “المدينة التعليمية”

 

عشتارتيفي كوم- عربي بوست/

 

افتتح أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، استاد "المدينة التعليمية"، ثالث الملاعب المخصصة لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، بعد أن سبق ذلك افتتاح استاد خليفة الدولي، الذي اكتملت أعمال تطويره في 2017، واستاد الجنوب الذي أعلن عن جاهزيته العام الماضي كأول استاد جرى تشييده بالكامل لاستضافة مباريات المونديال.

ومن المقرر أن تعلن اللجنة العليا المنظمة لمونديال 2022، خلال العام الجاري عن اكتمال ملعبين آخرين، هما استاد الريان، واستاد البيت، إذ تجري في الوقت الحالي أعمال البناء بشكل متسارع فيهما.

 

جوهرة الصحراء

وأوضحت اللجنة العليا المنظمة لكأس العالم، أن استاد "المدينة التعليمية" يُعتبر جوهرة الصحراء في قطر، حيث تتزين واجهته بمثلثات تكوّن أشكالاً هندسية متشابكة تشبه الألماس، ويتغير لونها وفق زاوية سقوط أشعة الشمس عليها.

وأضافت: "يعكس تصميم الاستاد خصائص الألماس الذي يمتاز بجودته ومتانته ومرونته، وسيحظى الاستاد بمكانة خاصة لدى الجميع، سواء بفضل ما سيشهده من أحداث وفعاليات، أو ما سيحمله من قيمة في مستقبل الدولة".

وقالت اللجنة إن استاد المدينة التعليمية سيستضيف مباريات في بطولة كأس العالم قطر 2022 من دور المجموعات حتى ربع النهائي، وستبلغ طاقته الاستيعابية خلال البطولة 40 ألف مشجع، على أن يجري خفض عدد مقاعد الاستاد بعد انتهاء البطولة إلى 20 ألف مقعد، وذلك بعد تفكيك مقاعد المدرجات العلوية للتبرع بها لدول تفتقر إلى البنية التحتية الرياضية.

وأوضحت اللجنة أن الاستاد يقع في قلب مركز تعليمي وبحثي رائد في قطر، حيث تضم المدينة التعليمية مقر مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، إلى جانب عدد من الجامعات العالمية الرائدة، ومؤسسات معنية بالبحث والتطوير.

وإلى جانب استضافة المباريات خلال مونديال 2022، سيستفيد من استاد المدينة التعليمية مجتمع مؤسسة قطر، بما في ذلك الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

 

شهادة الاستدامة

وأكدت اللجنة العليا أن استاد المدينة التعليمية، أول استادات مونديال 2022 يُمنح شهادة في الاستدامة من فئة 5 نجوم، حيث حصل على شهادة نظام تقييم الاستدامة العالمي "جي ساس" من فئة الخمس نجوم في التصميم والبناء.

ويمتاز الاستاد بالعديد من المزايا التي تدعم الاستدامة، تشمل سهولة الانتقال إليه مباشرة عبر وسائل النقل العامة، واستخدام مواد داخلية تراعي صحة الناس وتحافظ على البيئة، والاستعانة بأنظمة إضاءة تعمل بتقنية "ال اي دي" الموفرة للطاقة، كما جرى استيراد 85% من مواد البناء من بلدان المنطقة، وتحتوي 29% من مواد البناء على مكونات أعيد تدويرها.

ويمتاز الاستاد كذلك بمستشعرات ثاني أكسيد الكربون في المساحات عالية الكثافة لضمان التهوية وجودة الهواء داخل الاستاد، إضافة إلى منظومة ري متطورة تضمن الحد الأدنى من استهلاك المياه في ري المساحات الخضراء.

ومن ضمن المزايا التي يتمتع بها الاستاد، انتقال المشجعين مباشرة للاستاد عبر مترو الدوحة، حيث يسهل الوصول إلى استاد المدينة التعليمية عبر الخط الأخضر في مترو الدوحة، وذلك من خلال محطة المدينة التعليمية التي لا تبعد سوى 500 متر عن الاستاد.

ويبلغ سعر تذكرة الرحلة الواحدة في مترو الدوحة 3 ريالات قطرية (0.82 دولارا أمريكياً)، في حين يبلغ سعر تذكرة استخدام المترو ليوم كامل 9 ريالات قطرية (2.47 دولارا أمريكياً).

 

قطر على أهبّة الاستعداد

وقال حسن الذوادي الأمين العام للجنة رئيس بطولة كأس العالم 2022 إن قطر تسعى لافتتاح ملعبين آخرين من ملاعب البطولة خلال العام الحالي.

وأضاف في تصريحات نشرتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث، إن الإعلان عن اكتمال ثالث ملاعب المونديال، يؤكد أن اللجنة تسير بثبات على طريق تنظيم أول نسخة من بطولة كأس العالم في الشرق الأوسط والعالم العربي.

وأشار الذوادي، إلى أن استكمال الأشغال بملعب المدينة التعليمية يعتبر رسالة أمل بأن العالم "ينتظره مستقبل أفضل، وأننا نقترب شيئاً فشيئاً من العودة للحياة الطبيعية، بما في ذلك مباريات كرة القدم والملاعب الممتلئة بالمشجعين" بعد انحسار جائحة كورونا.

وشدد الذوادي على أنه في ظل أزمة فيروس "كورونا المستجد"، اكتسب المونديال أهمية إضافية، وقال: "نؤمن بقدرة كرة القدم على توحيد الشعوب، وتتطلع قطر إلى مستقبل أكثر إشراقاً عقب انتهاء هذه الأزمة، وأن يجتمع الناس من مختلف أرجاء العالم في هذا الملعب وغيره من ملاعب البطولة في مهرجان عالمي يحتفي بكرة القدم خلال منافسات المونديال في 2022".

 

رسالة إنفانتينو

وفي رسالة مصوّرة بمناسبة افتتاح استاد "المدينة التعليمية"، قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو: "يشرّفنا الإشادة بأولئك الأفراد الرائعين الذين قدّموا الكثير من التضحيات خلال جهودهم الاستثنائية المتواصلة في مواجهة انتشار فيروس كورونا الجديد. لقد قدّم لنا هؤلاء الأبطال نموذجاً مبهراً يُحتذى به في الصمود والتغلّب على أصعب التحديات".

وأضاف إنفانتينو: "لا ينبغي أن ننسى أن صحّة الجميع تأتي دائماً على رأس الأولويات. وفي الوقت الذي تشهد فيه بعض مناطق العالم استشرافاً لمستقبل أفضل، يتوجّب علينا توخّي الحذر الشديد في أماكن أخرى من عالمنا، والتحلّي بالقوة والوحدة في سبيل تجاوز الأزمة الراهنة. وفي ظل هذه الظروف التي يشهدها العالم يبعث لنا استاد المدينة التعليمية برسالة تؤكد بأن كرة القدم ستعود من جديد، وبقدرٍ من الشغف والحماس أكثر من أي وقت مضى".