عشتارتيفي كوم/

  في مثل هذا اليوم قبل ستة أعوام تعرضت بلدات سهل نينوى الى ابشع و اشرس الهجمات من قبل الإرهابيين الدواعش و كانت نتيجتها تهجير شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من أرضه و أرض أجداده و إجباره على النزوح و التشتت في العالم  ، نستذكر هذه الذكرى و قلوبنا تعتصر ألماً جراء ما أصاب شعبنا من قتل و خطف و سبي و سرقة ونهب و تخريب للممتلكات الخاصة و العامة و الكنائس و الاديرة وكل ما يتعلق بحضارة شعب مسالم يحب الحياة والعيش بكرامة وأمان .

 كان يوما عصيباً ومؤلماً و نقطة تحول في تاريخ شعبنا و مصيره ووجوده في وطنه الأم ،شعبنا الذي هُجر من سهل نينوى التجأ الى أقليم كوردستان العراق الذي كان عوناً كبيراً لهم لتجاوز مأساتهم ولولا دور حكومة إقليم كوردستان ومؤسسات شعبنا كافة في الإقليم في تقديم المساعدة و القيام بالواجب الإنساني وإيواء الالاف من العوائل و تقديم مساعدات آنية  لكان عددنا اليوم أقل بكثير مما هو في الوطن  ، والى يومنا هذا يوجد مئات العوائل تعيش في الإقليم بأمان وحالهم حال مواطنو الإقليم و لكنهم يتطلعون للعودة  الآمنة الى مناطقهم و العيش بكرامة كما يحق لكل مواطن اصيل صاحب أرض و حضارة.  فبلداتهم تفتقر الى الامن و الأمان والخدمات و تتعرض مناطقهم بشكل ممنهج للتغير الديموغرافي من قبل جهات خارجة عن القانون.

  إن ما أصاب شعبنا هو محاولة لأبادته و قلعه من جذوره وكل هذه الجرائم ترتقي الى الإبادة الجماعية (الجينوسايد) لذلك نطالب الحكومة العراقية و حكومة إقليم كوردستان بالاعتراف ان ما تعرض له شعبنا على مر السنين منذ سقوط النظام و الى يومنا هذا اباده جماعية ضد شعب اصيل وهو احد مكونات العراق الاصلية وتحديد يوم 6 آب  من كل عام يوم جينوسايد الشعب الكلداني السرياني الاشوري اسوة بأخوتنا الايزيديين و كما نطالب الحكومة العراقية بالإسراع في أعمار بلدات سهل نينوى التي تعرضت للدمار و توفير الخدمات العامة وتوفير الامن ليتسنى على شعبنا العودة الى مناطقهم وأيضا على الحكومة العراقية والجهات المعنية بذل الجهد لمعرفة مصير المختطفات و المختطفين من أبناء شعبنا لدى داعش و معرفة مصيرهم وإيجاد حل شامل لمنطقة سهل نينوى بتطبيق المادة 140 من الدستور وتطبيع وعلاج التغيرات التي طرأت على التركيبة السكانية و ايضاً تفعيل قرار مجلس الوزراء العراقي لاستحداث محافظة نينوى تضم مكوناتها الاصلية.

 إن تعرضنا على مدى التاريخ لكافة الاعمال الاجرامية و اللا إنسانية لم تؤثر في رغبتنا في الحياة و التمسك بأرضنا وخلق الامل في نفوس أطفالنا و شبابنا في العمل من اجل البقاء لذلك فإننا على مسؤولية امام شعبنا  لتوحيد الخطاب السياسي وتوحيد الجهود و ترك الخلافات جنباً و فتح صفحة جديدة للعمل معاً وإنقاذ وجودنا وهويتنا من الضياع وإلا فلا داعِ لان نتذكر مآسي ومصائب شعبنا ان لم تُعلمنا درساً يصب في مصلحة شعبنا الذي ذاق الويلات على مر العصور.  

كلارا عوديشو

رئيسة كتلة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري

6/8/2020