قناة عشتار الفضائية
 

قصة مسيحيين راحا ضحية أنفال البارزانيين بسبب ارتدائهما الشماغ الأحمر

 

عشتار تيفي كوم – رووداو/

يبلغ كوركيس يوحنا من العمر 82 عاماً وهو أحد الناجين من أنفال البارزانيين، يرتدي الزي الكوردي البارزاني ويرسم إشارة الصليب بيده على جسده.
 
ينحدر كوركيس من بيديال وهي قرية المسيحيين في منطقة بارزان وكحال بقية قرى بارزان، تم ترحيل سكان بيديال إلى مجمع ديانا عام 1978.

في ذلك الوقت كانت القرية تضم 50 منزلاً لكن ثماني عوائل تعيش فيها الآن.

اثنان من سكان القرية كانا من ضحايا حملة الأنفال بسبب زيِّهما والشماغ الأحمر الذي عرف به البارزانيون، وهما شقيق كوركيس وابن عمه.

وقال كوركيس يوحنا لشبكة رووداو الإعلامية، وهو أحد الناجين من الأنفال: حينما اقتادوا أخي قالوا له ضع على رأسك شماغاً باللون الأزرق وارمِ الشماغ الأحمر حتى نتراجع عن أخذك، لكنه رفض قائلا: كيف لي أن أتخلى عن هذا الشماغ الذي يمثل رمزاً لنا نحن البارزانيين، يا ليتني كنت معهم، لأنهم خالدون، لم يخضعوا للمحاكمة على أي تهمة، بل وُضِعوا في القفص وأخِذوا كطائر الحجل ولم يعودوا.

إنها صورة المسيحيين اللذين راحا ضحية الأنفال في النصب التذكاري لضحايا أنفال البارزانيين، عوديشو يوحنا وخوشابه يوحنا حيث اقتيدا في 10 آب 1983 من ناحية ديانا حينما كانا يبلغان من العمر 28 عاماً وتمت إبادتهما. 

وأوضح مدير مؤسسة الشهداء والمؤنفلين البارزانيين ريبوار رمضان أنه كان للمسيحيين مصير مشترك مع البارزانيين حيث تم ترحيل 50 عائلة مسيحية عام 1978 إلى ديانا بعد سلب كل ممتلكاتهم ومواشيهم وهذا ما تعرض له البارزانيون أيضاً، أي أنهم عانوا مما عانى منه البارزانيون.

يحمل الذكرى الوحيدة المتبقية له من والده، كان جوليان خوشابة يبلغ من العمر 10 سنوات فقط حينما راح والده ضحية حملات الانفال، هو الآن وحيد، فقد توفيت والدته وشقيقته بجلطة قلبية بعدما تعرض له والده، وهو يتذكر لحظة اقتياد أبيه. 

وقال خوشابه في تصريح لرووداو: أتذكر أنهم حاصروا المجمع في إحدى الليالي، وفي الصباح أخذ نظام البعث كل من يضع الشماغ الأحمر من البارزانيين، أتذكر أنهم قالوا لوالدي: أنت مسيحي آشوري ارمِ هذا الشماغ، لكنه قال: الشماغ يمثل شرفي ولن أرميه، ولن أتخلى عن عشيرتي، لقد اعتقلوهم وأخذوهم.


كان جد جوليان حِرفياً في قرية بيديال ويصنع المدافع لثورة البارزانيين وكان هارباً من الحكومة العراقية ثم أصبح أحد بيشمركة جمهورية كوردستان.

ويستدرك خوشابه حديثه قائلاً: كان جدي يصنع المدافع عام 1943، وكان يلقب بـ"سورو" حاولت الحكومة اعتقاله عدة مرات لكنه هرب، وفي 1945 ذهب إلى إيران وأصبح بيشمركة في جمهورية مهاباد.

من مجموع 8 آلاف مؤنفل بارزاني تم حتى الآن العثور على رفات 596 منهم فقط. 

تبين الصور من هم ضحايا الأنفال لكن القبور لا تُظهِر من هم أصحابها، فحينما يأتي الأقارب ويبتهلون لفقيدهم بالرحمة قد يقرأ مسلم الفاتحة على قبر مسيحي وبالعكس حينما يأتي المسيحيون ويضعون الزهور على قبر أحبائهم قد يعود القبر لشخص مسلم.