قناة عشتار الفضائية
 

تعرف علي حكاية مدينة الموت في مصر وسر علاقتها بالحجاج والمسيحيين

 

عشتارتيفي كوم- الموجز/

 

تقع مقابر"البجوات" على بعد ستة كيلومترات من واحة الخارجة -التى أطلقها المصرى القديم هيبس ، على طريق القوافل الذي كان يربط بين مصر و السودان ، والمعروف باسم درب الأربعين، و البجوات كلمة لن تسمعها سوى في الوادي الجديد، يصف بها سكان المحافظة الأثر التاريخي الذي يرجع للقرن الثاني الميلادي، وهي "مدينة الموتى" والاسم الأصلي هو "القبوات" ، وهو الشكل الذي بُنيت عليه مقابر الجبانة، حيث تعلوها قباب مبنية من الطوب اللبن، وحُرِّفَت القاف إلى الجيم ونقلت الباء قبل الجيم عند سكان الواحات فأصبحت "البجاوات"، وهى مدينة صغيرة لدفن الموتى تركت سليمة لحوالي ألف ومائتي عام ،وتتمثل أهميتها البالغة في أنها ترجع لأوائل العصر المسيحي.

تاريخ البجوات:

يرجع تاريخ أقدم وثائق للمكان إلى الأسرة الثانية عشر، وقد توجه بعض الموظفين المصريين في ذلك الحين إلى هناك، وكانت الواحات بوجه عام والطرق المؤدية لها معروفة لدى سكان طيبة و أبيدوس .

وفي عصر تحتمس الثالث تم تنظيمها وتقسيمها إلى مجموعتين:- "المجموعة الجنوبية والمجموعة الشمالية" ولابد أن عاصمة الواحات الخارجة كانت على مقربة من معبد هيبس، وأن مكان الدفن القديم بالتلال التي توجد بها جبانة البجوات والتلال الأخرى القريبة منها.

 

ملاذ المسيحيين:

تعتبر مقابر البجوات الحالية أرض الدفن الرئيسية لمدينة الخارجة خلال قرون عديدة، ومزارات الدفن الموجودة بها تشير إلى احتمال أن استخدامها قد بدأ منذ منتصف القرن الثاني الميلادي، واستمر حتى القرن السابع الميلادي؛ حيث أن المسيحيين فروا من مختلف المدن إبان القرن الثالث الميلادي، خوفًا من اضطهاد الرومان، واختاروا الصحراء ليأمنوا ممارسة معتقداتهم الدينية بسلام.

أول من وصل إلى تلك المنطقة هما كبيرا القساوسة أثناثيوس و تاضروس فى نهاية القرن الثالث تقريبا، واختارا ربوة (تل مرتفع) وشيدا القباب فوقها، أما عن مقابر العصر البطلمي والأزمنة الأقدم، فربما توجد في أماكن مجاورة, وبالنسبة لفترة ما بعد القرن السابع، فقد اكتفى الأهالي بدفنات بسيطة.

 

تصميم البناء:

بنيت جميع المزارات من الطوب اللبن المصنوع من التراب العادي مع كمية صغيرة من التبن، وقد أخذ التراب المستخدم في صناعته من موقع قديم، لأنه يحتوي على قطع من الفخار، عدد المزارات (المقابر) بها 263مزارًا، في حالة ممتازة وكاملة الحفظ، تعددت الأشكال والأنماط المعمارية التى أنشأت بها ما بين حجرة غالبا أو حجرتين أو أكثر ما بين مربعه أو مستطيلة الشكل جميعها يعلوه القباب، يوجد مقابر تنتمي لطبقات اجتماعية أقل، فهناك عدد كبير من المقابر الأكثر بساطة، تركزت فقط على حفرة صغيرة مستطيلة على الأرض الصخرية، تشابه بوضوح تابوت مبنى من الحجر.

 

الايقونات وقصص الأنبياء:

أهم ما إشتهرت به تلك المزارات هى الموضوعات التى صورت على جدران وأسقف البعض منها بعد وضع طبقة الملاط الجيري عليها، والتى أخذت من الكتاب المقدس على غرار الأيقونات ومن أهمها:

- تصوير خروج سيدنا موسى وقومه من مصر هربًا من فرعون وجنوده ووجد ذلك المنظر فيما يسمى بمزارالخروج .

- تصوير آدم و حواء بعد طردهما من الجنة عاريان ويمسح كل منهما دموعه بيد، ويخفي سوءته باليد الأخرى.

- تصوير يعبر عن قصة سيدنا إبراهيم وذبح ابنه وفداء الله له بكبش من السماء .

- تصوير يعبر عن قصة سفينة سيدنا نوح عليه السلام.

- تصوير دانيال والأسود نرى فيه دانيال واقفًا تحيط برأسه هالة وصور أسدان على يمينه ويساره وتوجد فوق المنظر حروف اسمه.

- تصوير عدة طيور منها الطاووس والعنقاء كتعبير عن السلام.

 

المخربشات:

كتابات وخطوط سجلها زوار البجوات على جدران تلك المزارات أثناء مرورهم بها، يبلغ مجموعها حوالي63 مخربشة، أكثرها مكتوب باللغة العربية في القرون السادس والسابع والثامن عشر لحجاج المغرب العربي، الذين كانوا يستخدمون درب الأربعين للوصول إلى الأراضي المقدسة بالمملكة العربية السعودية ناحية ميناء عيذاب المطل على البحر الأحمر، وكانوا يكتبون داخل المزارات التى كسيت جيدا بالملاط (وهى طبقة أشبه بالجبس) أسمائهم حتى تخلد ذكراهم أو أبياتا شعرية أغلبها يعبر عن الموت وقليل منها غزل أومدح أو هجاء لأحد الأشخاص، كما كتبت بعض المخربشات باليونانية والقبطية، وتعطينا تلك المخربشات تاريخا عن نهاية إستخدام تلك المزارات.