قناة عشتار الفضائية
 

ذكرى عيد الصليب، مفرقعات وكمامات وعدم عودة المسيحيين إلى الموصل

 

عشتارتيفي كوم- ايزيدي24/

 

لم يكن هذا العام كالأعوام السابقة في ذكرى عيد الصليب الذي يصادف الرابع عشر من ايلول من كل عام بعيد ارتفاع الصليب المقدس، حيث كان هذا العام مرتبطا بالغاء التجمعات والاحتفالات والمناسبات الدينية، كذلك إستمر تخوف الناس من أصوات المفرقعات التي تم اللعب بها من قبل المحتفلين في سهل نينوى، حيث نقد النشطاء المسيحيون هذه الظاهرة كونها كانت ظاهرة مقلقة.

واحتفلت كافة مدن وبلدات سهل نينوى الشمالي والجنوبي بعيد الصليب بإقامة قداديس وإشعال شعلة الصليب، كما وانّ هذا الاحتفال شمل بلدة باطنايا التي هدّمها داعش ولا زالت تعاني من أزالة اثار داعش.

ويرتبط هذا العيد بحادثة صلب وموت السيد المسيح على جبل الجلجلة. وبعد هذه الحادثة اختفت اثار الصليب الذي صلب عليه السيد المسيح، لان الرومان رموه في الحفرة الكبيرة التي كانت قريبة من جبل الجلجلة، واقاموا مكانه معبدا للاله الروماني فينوس ليمنعوا المسيحيين الاوائل من زيارة المكان وتكريم الصليب المقدس واستمر الوضع هكذا الى سنة 326 ميلادي، عندما حضرت القديسة هيلانة الامبراطورة والدة الامبراطور قسطنطين الكبير الى اورشليم للبحث عن خشبة الصليب المقدس، وعندما سألت عن الامر اخبروها بان الصليب مدفون بقرب المعبد فينوس الذي اقامه الامبراطور ادريانوس، فأمرت بحفر المكان فعثرت عليه ورفعت القديسة هيلانة الصليب المقدس على جبل الجلجلة وبنت فوقه كنيسة القيامة المعروفة الى يومنا هذا وفي سنة 614 ميلادي كان كسرى ملك الفرس قد اجتاح اورشليم واسر الوف المسيحيين ،ونقلهم الى بلاده،واخذ ذخيرة عود الصليب الكريم غنيمة،وبقيت في حوزته اربع عشرة سنة
عام 628 ميلادي استطاع الامبراطور البيزنطي هرقل الانتصار على الفرس،كانت اهم شروطه اطلاق المسيحين وارجاع ذخيرة خشبة الصليب المقدس وكان كسرى الملك قد مات ونصّب مكانه ابنه سيراوس فقبل هذا بالشروط واطلق الاسرى سالمين مع البطريرك زكريا بعد ان قضوا في الاسر 14 سنة،وسلم ذخيرة عود الصليب الى الامبراطور هرقل وكان ذلك سنة 628 ميلادي. فأتى بها هرقل الى القسطنطينية التي خرجت بكل ما فيها لاستقباله وتراتيل النصر والابتهاج ومنذ ذلك الوقت والكنيسة تحتفل بالرابع عشر من ايلول بعيد العثور الصليب المقدس على يد القديسة هيلانة واسترجاع خشبة الصليب المقدس من بلاد فارس على يد الامبراطور هرقل.

اما عن العادات الشعبية المقترنة بهذا العيد نذكر: اولا اشعال النار على قمم الجبال او اسطح الكنائس والمنازل او في الساحات العامة ، وترجع هذه العادة الى النار التي امرت القديسة هيلانة باشعالها من قمة جبل الى اخرى لكي توصل خبر وجدانها للصليب لابنها الامبراطور قسطنطين في القسطنطينية ، اذ كانت النار هي وسيلة التواصل السريع في ذلك الزمان عندما كانت وسائل المواصلات واتصالات بدائية وبطيئة.