قناة عشتار الفضائية
 

رسالة من البابا فرنسيس والبابا الفخري بندكتس إلى مسيحيّي لبنان

 

عشتار تيفي كوم – اليتيا/

يوم أعلن البابا بندكتس السادس عشر استقالته المفاجأة، تفاجأ العالم، حتى إنّ الكرادلة تفاجأوا أيضاً. البابا الألماني رفيق درب يوحنا بولس الثاني، حامل إرث بطرس، رئيس الكنيسة الكاثوليكية، دفعه الروح القدس إلى الاستقالة، وهو الواثق أنّ الروح سيختار الشخص المناسب لقيادة الكنيسة فكان البابا فرنسيس.

مرّت أسابيع، انتخب بعدها الكرادلة البابا فرنسيس، راهب يسوعي متواضع يحبّ الفقراء، يحمل في قلبه لبنان كما حمله الباباوات من قبله. المهم، أنّ البابا بندكتس وعندما شعر أنّ صحّته لن تسمح له بقيادة الكنيسة بالشكل المناسب، قرّر الاستقالة وتسخير ما تبقّى من حياته للنسك والصلاة والكتابة.

البابا فرنسيس بدوره يشدّد على أنّ الانسان أعظم من المناصب، وهو خادم للكنيسة وليس رئيساً، يعمل من أجل الفقراء والمستضعفين.

في لبنان، يعرف المسيحيون بطاركة تشبّثوا بالتواضع والخدمة، منهم البطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير الذي استقال ولجأ إلى الكتابة والصلاة، وتاريخ موارنة قنوبين شاهد على رهبان هربوا من الرئاسة وبأمر الطاعة الجماعية والمطارنة الذين انتخبوهم، عادوا ليخدموا الشعب كبطاركة تاركين الحقل ورعاية الأبقار.

هذه هي المسيحية، رسالة تواضع وخدمة، ومن يريد أن يحمل اسم يسوع على الهويّة، عليه أن يحمل رسالته في قلبه.

“تعلمون أنّ الذين يُعتبرون رؤساءَ الأمم يسودونها، وعظماء الشعوب يتسلّطون عليهم. أمّا أنتم فليس الأمرُ بينكم هكذا. بل من أرادَ أن يكونَ فيكم عظيماً، فليكن لكم خادماً” (مر10: 43). “إبن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم، بل ليَخدم ويبذل نفسه فداءً عن كثيرين”(مر10: 45).

كلام يسوع واضح، وما زاد على ذلك فهو صناعة الإنسان وتأليهه لذاته.

رسالة رعاة الكنيسة إلى مسيحيي لبنان هي: تواضعوا، اخدموا بعضكم بعضاً، تعلّموا التخلّي عن المراكز من أجل الانسان، من أجل الفقراء، والتشبّث بالكراسي والأمور الدنيويّة ليس مسيحياً.

رسالة لم يوجّهها الباباوان مباشرة، إنما يوجهونها كلّ يوم بتواضعهما وخدمتهما الكنيسة بتواضع وإيماناً منهما بعمل الروح القدس.

علّنا نتّعظ من خبرة القديسين، الأموات، والأحياء. القديس شربل أكبر مثال عن التواضع والابتعاد عن المناصب والمراكز، وثق بسيّده على الرغم من الصليب الكبير الذي حمله طيلة حياته على هذه الأرض.