قناة عشتار الفضائية
 

"أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين"، وقفة تاريخيّة سنويّة تجمع المسيحيّين في كلّ أنحاء العالم

 

عشتار تيفي كوم – مجلس كنائس الشرق الاوسط/

المسيحيّون في العالم أجمع ودول الشرق الأوسط على موعد سنويّ "للصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين" حيث جرت العادة بالاحتفال بهذا التقليد طيلة أيام الأسبوع بين 18 و25 كانون الثاني/ يناير من كل سنة، في كلّ أنحاء العالم؛ علّ هذه الخطوة تُعزّز الحوار بين الكنائس محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا وتُعمّق روح الشّركة والوعي المسكوني من خلال بناء الجسور بين جميع المسيحيّين.

تتجلّى هذه الإحتفالات بنشر كتيّب سنويّ خاصّ بها بلغّات عدّة يتضمّن تأمّلات وصلوات من مختلف العائلات الكنسيّة، تتولّى تحضيرها كلّ سنة جهّة عالميّة معيّنة، جماعة أو منظّمة...، ليتمّ توزيعها بالتّالي على المؤمنين في كلّ أنحاء العالم.

محطّات من تاريخ أسبوع الصّلاة

بدايةً لا بدّ من الإشارة إلى أنّه تمّ للمرّة الأولى الإحتفال بأسبوع الصّلاة عام 1968، وذلك عقب التعاون الرسميّ بين لجنة "إيمان ونظام" في مجلس الكنائس العالميّ والمجلس الحبريّ لتعزيز وحدة المسيحيّين من أجل إعداد نصوص هذا الإحتفال الّذي حمل عنوان "مدحًا لمجدِه " أفس 1/14: .

من هنا بدأ هذا التقليد السنويّ يترسّخ في رزنامة المسيحيّين عالميًّا، حيث أُعدّت النصوص في مختلف البلدان واتّخذت الإحتفالات عناوين متنوّعة كـ "دُعيتُم إِلى الحُريّة" غلا: 13/5 (عام  1969 - إجتماع تحضيريّ في روما، إيطاليا )، "نحنُ معاونانِ لله " قور: 9/3 (عام 1970 - إِجتماع تحضيريّ في دير Niederaltach في جمهوريّة ألمانيا الاتحاديّة)، "...وشركةُ الروحِ القدُس" قور : 2: 13/ 13 (عام 1971 - إجتماع تحضيريّ في  Bari، إيطاليا)، "أعطيكم وصيّةً جديدة" يو 13:34 (عام 1972 - إجتماع تحضيريّ في جنيف، سويسرا)...، "تبارَكَ اللهُ... الذي بارَكَنا في المسيح" أفس 14: 3/1 (عام 2000 - مشروعُ نصٍّ أَعدَّهُ مجلسُ كنائس الشرق الأَوسط - إِجتماع تحضيري في معبد  Verna، إيطاليا)، "أنا الطريق والحقّ والحياة " يو: 6-1/14 -  مشروعُ نَصٍّ أُعدَّ في رومانيا، إِجتماع تحضيري في la Casa de Odishna ، رومانيا)...

أمّا عام  1975 فتمّ الاحتفال بأسبوع الصّلاة تحت عنوان "إرادة الآب: أن يجمعَ كلَّ شيءٍ في المسيح تحتَ رأسٍ واحدٍ" أف: 10-3/1 إنطلاقًا من نصوص وُضعت للمرّة الأولى على أساس مشروع اقترحه فريقٌ مسكونيّ محليّ، حيث دشَّن هذه الطريقة الجديدة لتحضير النصوص فريقٌ مسكونيٌّ أستراليّ.

إضافةً إلى ذلك، سجّل تاريخ "أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين" بعض المحطّات المهمّة كعام 1988 حيث استخدم الاتّحاد الفدراليّ المسيحيّ في ماليزيا نصوص أسبوع الصّلاة في الاحتفال الافتتاحيّ بحضور الفرقاء المسيحيِّين الأساسيِّين في هذا البلد. وعام 1994 حيث تمّ اختيار فريقًا دوليًّا لإعداد النصوص لسنة 1996، ضمّ عدد من المشاركين، مندوبين من المنظّمتين الدوليّتين YMCA و YWCA . كما أنّ عام 2004 جرى اتّفاقًا بين "إيمان ونظام" في المجلس المسكونيِّ للكنائس و"المجلس البابويِّ لتنمية وحدة المسيحيِّين" في الكنيسة الكاثوليكيَّة، لنشر كتيّب أسبوع الصّلاة رسميًّا بالتعاون بينهما، وبحجمٍ واحد. بينما عام 2008 احتفل المسيحيّون بمئويّة "أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين".

 أسبوع الصّلاة سنة 2021 في مواجهة فيروس كورونا

أمّا بالنّسبة لسنة 2021، فحمل "أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين" عنوان "الثبات في حب الله في المصالحة مع الذات" يوحنّا:15، 1-17. اختارت جماعة غرانشان الرهبانيّة المسكونيّة في سويسرا الموضوع وكتبت مسودّة نصوص الكتيّب العالميّة، الّتي أُعدّت بالتّالي تحت إشراف المجلس الحبريّ لتعزيز وحدة المسيحييّن في الفاتيكان ولجنة "إيمان ونظام" في مجلس الكنائس العالمي. كما أشرفت على تعريب الكتيّب وتوليفه دائرة الشؤون اللّاهوتيّة والعلاقات المسكونيّة في مجلس كنائس الشرق الأوسط، حيث قام بالتعريب الأب ريمون جرجورة والسيد أنطوان واكيم. وقامت دائرة التواصل والعلاقات العامة في المجلس بإعداده ونشره وتوزيعه الكترونيًا.

لكن بسبب الظّروف الإستثنائيّة الّتي فرضها فيروس كورونا جرّاء تفشّيه في كلّ أنحاء العالم ونتيجة تداعياته الخطرة، تمّ تأجيل الإحتفالات العامّة إلى موعد يحدّد لاحقًا. قرار التأجيل هذا جاء عقب التعاون والتنسيق بين اللّجان الأسقفيّة المسكونيّة ومجلس كنائس الشرق الأوسط ممثّلًا بأمينه العام د.ميشال عبس.

 وتجدر الإشارة أنّ مجلس كنائس الشرق الأوسط يتولّى تحضير نصوص وصلوات كتيّب "أسبوع الصّلاة من أجل وحدة المسيحيّين" لسنة 2022. علمًا أنّ مرحلة تجهيز الكتيّب قد انتهت وهو يمرّ في الوقت الحاضر بمرحلة التنقيح والتدقيق؛ وذلك لإنهاء كلّ الإجراءات الضروريّة قبل نشره، وترجمته إلى مختلف اللّغات كالإنكليزيّة والفرنسيّة والإسبانيّة... كي يتمّ توزيعه بالتّالي على المسيحيّين في كلّ أنحاء العالم.