قناة عشتار الفضائية
 

قرار البابا فرنسيس بمنح النساء بشكل قانونيٍّ رتبة القارئ والشدياق في خدمة المذبح لقى ارتياحاً وفرحاً لدى النساء في الكنيسة

 

 عشتارتيفي كوم- اعلام البطريركية الكلدانية/

الكاردينال لويس روفائيل ساكو

 

صدرت يوم الاثنين 11 كانون الثاني 2021 إرادة رسولية جديدة للبابا فرنسيس   Motu Proprio  تمنح النساء بشكل قانونيٍّ رتبة القارئ والشدياق في خدمة المذبح.

كما هو معلوم ان المرأة اخذت مكانَها في المجتمع الحاليّ في مجال الادارة والقيادة والسياسة والاقتصاد والتعليم، هناك رئيسة للجمهورية ورئيسة للوزراء، ووزيرات الخ.. لذلك لا يمكن اقصاؤها في المجال الكنسي. وقد أولى االبابا فرنسيس منذ بداية حبريته اهتماماً خاصاً بدور المرأة في الكنيسة، وعيَّن عدداً من النساء في الدوائر الرومانية وفي مناصب سياديّة. انه يطمح ان يكون لهنَّ تأثيرٌ حقيقيٌّ وفعّال في التنظيم، واتخاذ القرار وقيادة الجماعة، بأسلوبهنَّ الخاص وببصمتهنَّ الأنثوية.

 الارادة الرسولية الحالية تُعدُّ انجازاً مهماً وذات مغزى كبير. و قد استقبلت النساء قرار البابا هذا بارتياحٍ وفرح.

في الإرادة الرسوليّة هذه يُعلن البابا فرنسيس قانونياً انه بإمكان النساء الحصول على هاتين الخدمتين الشدياق والقاريء اللتين تُمنحان من خلال رتبة ليتورجيّة تشرّعها. ويستند  قرار البابا  الى الطابع العقائدي للمعمَّد والمثبَّت بالميرون باشتراكه في الكهنوت الملوكي العام. كما يذكر انه استمع الى اراء الاساقفة في السينودسات التي عقدت بروما، لكن هذه الخدمة لا تنسحب على كهنوت المرأة وتبقى مختلفة جوهرياً عن خدمة الاشخاص الذين نالوا سرّ الكهنوت بالرسامة. لا طابع اسراري sacramental  لهذه الخدمة.

إن مشاركة النساء في خدمة المذبح ليس أمراً جديداً في الكنيسة، وخصوصاً في الكنائس الشرقية التي حافظت مدى تاريخها الطويل على وجود الشماسات فيها. لكن الجديد في الكنيسة الرومانية هو الاعتراف القانوني بهنَّ والتفويض المؤسساتي، اذ كانت هذه الخدم مقتصرة على الذكور وحدهم.

 نجد جذور هذه الخدمة في العهد الجديد وفي تقليد الكنيسة الاولى. يذكر مار بولس فيبي شماسة كنخرية (رومية 16/ 1-2). ونجد ذكر الشماسات عند اوريجانس وفي كتاب الديدسكاليه، ويخصص لها كتاب الرسامات في الكنيسة الكلدانية رتبة خاصة، لكن دورهن ومكانتهن يختلفان عن دور الشماس الانجيلي  الذي لرسامته طابع الأسرار. أما الشماسات فكن يعلّمن السيدات في البيوت، ويساعدن في تعميد الاناث، وفي خدمات وأعمال المحبة. ومنذ سنوات لنا شماسات في كنيستنا الكلدانية. جاء في الصلاة الثانية الاساسية لرسامة الاساقفة ما يلي: “وشحه يا رب قوةً من السماء ليرسم بفضل موهبتك كهنة وشمامسة انجيليين ورسائليين وقارئين وشماسات لخدمة الكنيسة المقدسة” (كتاب الرسامات طبعة روما 1957 ص 217).

اني ارى ان تشريع البابا فرنسيس الجديد للكنيسة الجامعة، اعترافٌ بكاريزما المرأة المسيحية، ويُعطيها قوة روحيَّة واسهاماً متنوعاً في مجال حياة الرعية وتعزيز الوحدة والشركة بين المؤمنين من كلا الجنسين.