قناة عشتار الفضائية
 

في خطوة جديدة لتعليم السلام، منظمة UPP تعزّز السلام في المدارس مع الطلبة

 

عشتارتيفي كوم/

متابعة - أيهم بويا

 

نفّذت منظمة (جسر إلى - UPP) الإيطالية، من خلال مشروعها معًا للسلام، أنشطة ترفيهية وتعليمية لطلبة المدارس في مراكز شباب (سيد حمد، تلكيف، نمرود، طوبزاوة) للفئة العمرية من ٧-١٤ سنة، وأنشطة دعم نفسي وتدريبات عن قيم السلام وحل النزاعات وقبول الاخر، بإشراف عدد من المعلمين تم اعدادهم وتأهيلهم من قبل وزارة التربية في محافظة نينوى.

 

لاشك أن التعليم يلعب دوراً هاما في تعزيز ونشر ثقافة السلام، ونشر الاحترام تجاه الآخرين، وتمكين الطلبة من اكتساب قيم المواطنة والتسامح والحوار بين الثقافات، وتعميق الفهم المتبادل لنشر ثقافة السلام وحوار التعايش السلمي. وأن هذه الدورات تساعد الأطفال والشباب في التغلب على الصور السلبية والصور النمطية التي تشكلت عن أولئك الذين لديهم قدرات وأديان وخلفيات مختلفة لتحقيق القبول والتسامح والسلام.

 

قال علي حازم معلّم السلام: إنّ "الهدف من هذه الانشطة هو  بناء السلام وبناء الثقة وتقبّل الاخر، وتطوير الاحترام، وضمان الاندماج المجتمعي، وتشجيع المزيد من التعاون بين الطلاب الذي يكسر الحواجز بين الجماعات واستبدالها بمد جسور التواصل والمحبة".

وأضاف حازم أن "التربية على التسامح ينبغي اعتبارها واجباً أولياً ، لذلك من الضروري تطوير مناهج نظامية عقلانية لتعليم التسامح على أساس التركيز على المصادر الثقافية، والاجتماعية والاقتصادية، والسياسية والدينية للتعصب، والتي تشكل الأسباب العميقة للعنف والإقصاء".

 

وأكّدت وئام احمد حسن معلّمة سلام: "لقد أصبح التعليم من أجل نشر ثقافة السلام والتسامح ومنع العنف ضرورة حتمية في الوقت الراهن، فالعالم يموج بمتغيرات كبيرة ومتسارعة، وأصبح في حاجة لتحقيق السلام والقضاء على الصراعات، كما أن بلدنا يمر في المرحلة الحالية بتغيرات نوعية وكبيرة تستلزم دعم ثقافة السلام وبناء السلام والتعايش داخل المجتمع لتحقيق التنمية المستدامة، وهذا يستلزم تضمين مفاهيم السلام والتسامح ونبذ العنف والتعايش المجتمعي في البرامج التعليمية بالمراحل المختلفة ".

 

وأوضح سيروان سلمان معلّم سلام : "إنّ التعليم من أجل بناء السلام في هذه المراكز التابعة لمنظمة (UPP) الإيطالية وضمن مشروعها معًا للسلام، هي عبارة عن دورات للطلاب للتعليم والدعوة لتطوير التماسك الاجتماعي والقدرة على الصمود والأمن من خلال تقوية الممارسات والسياسات التعليمية للمجتمعات المتضررة من النزاعات. فالتعليم يعمل علي تطوير القيم والمهارات المطلوبة للتعايش السلمي مع الآخرين، وكل أشكال التعليم تزكى المحبة والإحترام بين الناس، كما يمكن الأفراد من تشكيل بيئتهم والقيام بتأثير إيجابي في العالم من حولهم".

 

ومن جانبها معلّمة السلام مروه محمد يحيى أشارت: " أن ثقافة السلام تجعل من تحقيق السلام أمراً ممكناً، وتكون دافعاً للجوء الى اللاعنف والحوار والتفاهم والتفاعل فيما يخص المشتركات وتنميتها، عندما تكون هذه الثقافة مترسخة في بنية المجتمع وهذه البنية تبدأ بالمدارس والجامعات لتنتشر في المجتمع ككل. فالتنشئة على ثقافة السلام تعلم الطلاب كيفية إدارة المواقف الصراعية بشكل مبدع وأقل عنفاً، وتمدهم بالوسائل اللازمة لتحقيق ذلك وتطبيقه في الواقع".

 

ومن الجدير بالذكر إن مشروع معًا للسلام هو مشروع صممته (جسر إلى - UPP) الإيطالية، بشراكة مع منظمة مالتيزر الدولية وبدعم وتمويل من BMZ الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية (ألمانيا). تم إطلاق المشروع في أوائل عام 2019 وهو مشروع لبناء السلام. ويهدف المشروع إلى تعزيز دور الشباب والثقافة وتعزيز التماسك الاجتماعي في محافظة نينوى.

 

يتضمن المشروع محتويين: فعاليات وأنشطة البناء في المجتمع. بالنسبة لعنصر البناء، قامت UPP  ببناء ثلاثة مراكز شبابية، كل منها به ملعب رياضي، وأعاد تأهيل مركز رابع. علاوة على ذلك، يشمل المشروع بناء أو إعادة تأهيل ستة مساحات مجتمعية: إعادة تأهيل نادي قرقوش الرياضي، إنشاء حديقة في برطلة، تأهيل المكتبة العامة وحديقة في تلكيف، إنشاء ملعب في بحزاني ، وإعادة تأهيل الحديقة في نمرود.

 

تستخدم UPP مراكز الشباب الأربعة التي تم إنشاؤها أو إعادة تأهيلها لتنظيم الأنشطة والفعاليات المجتمعية. وهم موجودون في سيد حمد ونمرود وتلكيف وطوبزاوة. تشمل الأنشطة الرياضية، مثل كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة والتزلج وتنس الريشة. يتم أيضًا تنظيم الأنشطة الفنية، مثل الرسم والرسم والحرف اليدوية ودروس الموسيقى. يتضمن المشروع أيضًا تدريبات تعليمية: محو الأمية، ودروس أساسية في الكمبيوتر، وتدريب على الإسعافات الأولية، ودروس في مواضيع مدرسية مختلفة. النوع الأخير من الأنشطة في مراكز الشباب يركز على التراث الثقافي للعراق ونينوى وسيشمل ورش عمل وزيارات ميدانية لمختلف المواقع الدينية والتراثية.

 

باستثناء الأنشطة في مراكز الشباب، يعمل المشروع أيضًا في قطاع التعليم لدعم التماسك الاجتماعي في المدارس. يتم تنظيم الدورات التدريبية على تعليم السلام و الدعم النفسي للمعلمين وسيتم دعم الأنشطة المتعلقة بهذه الموضوعات للأطفال.

 

وعلى الرغم من إنه تم تعليق الأنشطة منذ إعلان حظر التجول بسبب جائحة فيروس كورونا. لكن مشروع "معًا للسلام" يتواصل بوصفه مشروعا رائداً في إطلاق حملة التوعية والرسائل الوقائية حول فيروس كورونا من خلال فرق من المراكز التي تجولت في مناطق وقرى سهل نينوى حاملاً كتيبات وملصقات لتثقيف السكان ومنع فيروس كورونا. وأنّ النشاطات استأنفت تدريجيًا الى المراكز المذكورة أعلاه، مع الاخذ بالتوصيات الصحية اللازمة وعلى ان يكون عدد المستفيدين في كل مركز لا يتعدى 10 اشخاص للوقاية والحذر من انتشار فايروس كورونا.