قناة عشتار الفضائية
 

رسالة حزب "اتحاد بيث نهرين الوطني" الى قداسة البابا فرنسيس الكلي الطوبى بمناسبة زيارته الى العراق:

 

 عشتارتيفي كوم/

     

قداسة البابا فرنسيس الرئيس الديني الأعلى

للكنيسة الكاثوليكية في العالم الكُلي الطوبى

بمناسبة زيارة قداستكم الى العراق

تحية طيبة ملؤها المحبة والسلام   

 

وبعد:- 

 زيارتكم الرسولية الى العراق وشعبه المظلوم، ماهي إلا حدثُّ تأريخي بالغ الأهمية الروحانية، بما تحملهُ من معاني روح السلام والمحبة، وتآخي الشعوب على إختلاف أنواعها وسلالاتها في كل العالم، وهي ترجمهُّ للمحبة الحقيقية الفائضة لقداستكم، والنابعة من رسالة البشارة المقدسة التي تحملونَها الى العالم، وبما أن غايات الروح تتطابق في ماهيتها وجوهرها الإلاهي، نفهم من لقاء قداستكم وسماحة أية الله العظمى السيد علي محمد باقر السستاني (دام ظله)، وقبل وقوعه التأريخي على أرض السلام، الأرض التي وُلِدَ عليها النبي إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء أجمع،إن حواركما يكون حول الشعب العراقي المظلوم، الذي عانى ماعاناه من الآلام والمأسي، قلَّ ما عاناه شعبٌ في هذا الزمان،وتَحطمت عرى المحبة والسلام والأخوةِ بالله والوطن، لذا فالشعب يحتاج الى دعوة ٍ روحانيةٍ وتآلفَ محبةٍ لِتَفتَح طريق السلام، والعيش المشترك على أرض العراق.

هذا الذي نترجاه من زيارتكم المقدسة، ولكي تكون الغَلَبةُ لهذه المعادلة لابُدَ من تأنيب قوى الشر على مافعَلَتهُ تأنيباً واقعياً لانظرياً، وتغليب مقدرة قوى الخير من السياسيين الوطنيين والعلماء والمجتمعيين لشروع الشعب ببناء دولة العراق الفدرالي الديمقراطي، بمساعدة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بمفهومهِ العام، لغاية إيقاف وإبطال حالة الفوضى العارمة، التي أنتجتها الإيديولوجيات السياسية القومية والمذهبية المتعصبة، والتي تنأى كلياً عن بناء العدالةِ الإجتماعية، وبناء دولة سعادة الشعب.

 وكما هو معلوم، إذ عمَّت الفوضى أي بلد من بلدان الشرق الأوسط ، فالحلقات الضعيفة من الشعب هي الأقليات القومية والدينية، فينالها ماينالها من القتل والتهجير القسري والسبي والنهب، بغية محاولة قلع جذورها التأريخية من الوطن، وهذا ماجرى بحق المسيحين والإيزيديين، رغم إن المصائب طالت كل العراقيين الذين ليس بيدهم السُلطة أو السلاح.

ومن الطبيعي أن يناضل المظلومون، سياسياً و مجتمعياً، داخل الوطن وخارجه، وخاصةً في حالة عدم إستطاعة الحكومة حمايتهم، حيثُ يفتشون عن منقذٍ، لعلهم يلتقوه لدى مجتمعاتٍ ودولٍ أخرى، وهكذا كان نضالنا السياسي على مدى سبعة عشر عاماً، فإلتجئنا نحن سياسيو المسيحيين في العراق الى عقد عدة إجتماعات ومؤتمرات ولقاءات داخل العراق، وتصاعدت أصوات المسيحين (الكلدان السريان الاشورين وغيرهم) بالحق، للمطالبة بالحفاظ على هويتهم كشعب أصيل في العراق، ومساواتهم بأخوانهم من القوميات والديانات الأخرى، بعد ما طالهم من القتل تجاوزت نسبتهُ

15% وأدركهم الجوع بنسبة 70% وما هُجِّرَ منهم فاقت نسبتهُ 65% وأبيدت مناطقهم على يد (داعش)، حيث إعترفت عدة دول بأن ما أصابهم وأصاب الايزيديين هو تطهير عرقي، نتيجة الإرهاب والكره الديني والقومي وهكذا تم تحطيم كل بنى مجتمعهم التي سهرت الاجيال على بنائِها مدى مائة عام على الأقل ومنها (البناء الامني والسياسي، والإقتصادي، والإجتماعي، والسكني، والتربوي والتعليمي، والثقافي والإرثي والتأريخي إضافةً الى الإرهاب النفسي في الوظائف والجامعات والتعيين والإبتزاز الإداري وأصبح الإنسانُ مهددٌ بكرامتهِ)، مضافاً اليها فشل الحكومات في دمج الأقليات في المجتمع العراقي لابل أُزيدت ظلماً، في صياغة وإصدار بعض القوانين ذات المضمون والتطبيق العنصري، وإقصائهم عن الشراكة الحقيقية في السلطة لإعتبارات دينية وقومية.

ونحن كحزب سياسي مع مجموعة من أحزاب شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) طالبنا ونطالب بتطبيق مواد الدستور العراقي مثل (المادة 125، والمادة 119 ، والمادة 140، وغيرها) والمواد التي تخص بناء دولة العراق الفدرالي التعددي الديمقراطي الموحد، لإنهاء آلام ومصائب الشعب التي تأتت من جراء الحكم المركزي السلطوي العنصري، ومن ضمن أعمالنا إقامة مؤتمر تبناه البرلمان الأوربي في بروكسل للفترة 28-30 / 6/ 2017 شارك فيه ثمانية احزاب سياسية وعشرون منظمة مجتمع مدني ومجالس شعبية ونواب ورجال الدين من قداسات البطاركة وسيادة المطارين، وافرز المؤتمر مخرجات، وافق عليها البرلمان الأوربي بالتصويت في شباط 2018، وجميع تلك المخرجات كانت مبنية على مواد الدستور العراقي النافذ المفعول.

ونحن نرى بأن سعادة العراقيين وشراكتهم الشراكة الحقيقية في الحكم والسيادة الوطنية وإنقاذهم، لاتأتي إلا بتطبيق ماورد في الدستور العراقي، والبدء ببناء العراق الفدرالي الديمقراطي التعددي الموحد وإقامة أقاليم حسب رغبة الشعب أي (أقاليم المحافظات أو أكثر من محافظة)، وان يكون للأقليات إقليمهم في سهل نينوى، وسنجار.

ومن هنا ومن خلال زيارتكم المقدسة، نناشد قداسة البابا فرنسيس الكُلي الطوبى وسماحة آية الله العظمى السيد السستاني (دام ظله) لإنقاذ الشعب العراقي، وإنهاء مأساتهِ وخاصَةً الأقليات التي نختصر وضعها (بالموت البطيء).

وسوف يَكتبُ التأريخُ لقداستكم (قداسة البابا فرنسيس) وسماحة آية الله العظمى السيد علي السستاني (دام ظله) بأحرفٍ من ذَهبْ.

أخيراً نُعَظِّمْ زيارةِ قداستكم للعراق، في أور والنجف وبغداد والموصل وإقليم كوردستان وبغديدا (الحمدانية) في سهل نينوى آخر ماتبقى لشعبنا المسيحي أرضاً ووجوداً فهي فخرٌ عظيم لنا.

ادامكم الله ذخراً روحانياً ورمزاً للسلام والتأخي. 

 

         المكتب السياسي

لحزب إتحاد بيث نهرين الوطني

         1 أذار 2021