قناة عشتار الفضائية
 

بلينكن يكشف ملامح السياسة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط: لن نسعى للإطاحة بالأنظمة المستبدة باسم الديمقراطية

 

عشتارتيفي كوم- عربي بوست/

 

أكد أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، الأربعاء 3 مارس/آذار 2021، أن الولايات المتحدة الأمريكية بصدد القيام بتغيير محوري في سياستها الخارجية، خاصةً تلك المتعلقة بالشرق الأوسط، إذ شدد على أن الإدارة الجديدة سوف "تفعل الأشياء بشكل مختلف"، في إشارة إلى طريقة تعامل الإدارتين السابقتين لكل من دونالد ترامب وباراك أوباما.

وتسعى إدارة الرئيس الأمريكي الجديد إلى "إعادة أمريكا إلى مكانتها الطبيعية" وهي ريادة العالم، كما صرح بذلك بايدن بعد توليه السلطة مباشرة، وذلك عبر "القطيعة" مع عدد من القرارات التي اتخذها ترامب، خاصةً تلك التي تهم الشرق الأوسط، وروسيا والصين، إضافة إلى العلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي.

 

 أضرت كثيراً بسمعة واشنطن 

المسؤول الأول عن الخارجية الأمريكية صرح في خطاب مطول، هو الأول من نوعه منذ أن تم تعيينه في هذا المنصب، بأن واشنطن لن تتدخل بعد الآن في شؤون دول "باسم الديمقراطية"، وأقر بأن هذا الأمر "أعطى لأمريكا سمعة سيئة"، كما أنه ساهم في تردي ثقة الأمريكيين ببلادهم، على حد تعبيره.

المتحدث نفسه أقر بأن سياسات الإدارات الأمريكية السابقة بالتدخل في العديد من القضايا والبلدان لم تنجح، موضحاً أن واشنطن "لن تشجع الديمقراطية من خلال التدخلات العسكرية المكلفة أو بمحاولة الإطاحة بالأنظمة الاستبدادية بالقوة، لقد جربنا هذه التكتيكات في وقت سابق وبحسن النية، لكنها لم تنجح".

وزير الخارجية الأمريكي أقر في المناسبة نفسها، بأن النظام الديمقراطي الأمريكي ليس مثالياً، بعد أن صرح بأنه "تشوبه كثير من العيوب والقصور"، لكنه أكد أن بلاده تتوفر على قدرة فريدة من أجل "حل المشكلات التي لا يمكن لأي دولة أن تحلها بمفردها"، عكس بقية دول العالم، على حد تعبيره.

كما أنه لم يفوّت المناسبة دون توجيه سهام النقد إلى إدارة الرئيس السابق، معتبراً أن تغييب بلاده عن الساحة الدولية تسبب في فوضى، كما أنه أفسح المجال أمام قوى جديدة ضيّقت على المصالح الأمريكية، في إشارة إلى الصين وروسيا.

بخصوص بكين، اعتبر بلينكن أيضاً أنها القوة الوحيدة التي تستطيع تحدي أمريكا، وقد فعلت ذلك فعلاً في مواجهة ما وصفه بـ"النظام الدولي المستقر والمفتوح"، معتبراً أن الصين ملأت الأماكن التي انسحبت منها واشنطن.

 

ملفات حقوق الإنسان في آسيا وقضية خاشقجي

في السياق نفسه، علقت صحيفة Financial Times الأمريكية، الأربعاء، على تصريحات بلينكن، قائلةً إن سياسة جون بايدن الخارجية ترتكز على توجهين رئييسين: الأول يتمثل في إخراج أمريكا من "الانعزالية" التي فرضها سلفه دونالد ترامب، الذي رفع شعار "أمريكا أولاً"، والثاني يتجسد في تجنب التدخل بشؤون الدول باسم الديمقراطية، وهو الأمر الذي عرّض واشنطن للعديد من الانتقادات.

في السياق نفسه، حسب ما نقلته الصحيفة الأمريكية، فإن بلينكن تعهد بالدفاع عن حقوق الإنسان في شينجيانغ وهونغ كونغ، محذراً: "إذا لم نفعل ذلك، فستتصرف الصين بإفلاتٍ أكبر من العقاب".

كما تبنّى بلينكن تقييماً يعود إلى عهد ترامب، بأن وضعية مسلمي الإيغور في منطقة شينجيانغ الصينية يشكل "إبادة جماعية"، كما دعا إلى بدل مزيد من الضغوطات، من أجل فرض عقوبات على قادة الانقلاب في ميانمار.

لكن إدارة بايدن تعرضت لانتقادات بشأن فشلها في اتخاذ إجراءات عقابية كافية بغض النظر عن تعهداتها بإعطاء الأولوية لحقوق الإنسان.

كما رفض بايدن فرض عقوبات على ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الأسبوع الماضي، بعد نشر تقرير استخباراتي أمريكي يكشف أن ولي العهد أذن بعملية اعتقال أو قتل صحفيٍّ سعودي في الخارج.

إضافة إلى ذلك، توقَّف بايدن عن رغبته في معاقبة الأوليغارشية الروسية في أعقاب تسميم وسجن زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني.