قناة عشتار الفضائية
 

البطريرك ساكو يترأس صلاة الجمعة العظيمة في حدائق البطريركية

 

عشتار تيفي كوم – اعلام البطريركية الكلدانية/

تراس صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو صلاة الجمعة العظيمة مساء 2 نيسان 2021 في حدائق البطريركية، بسبب التعليمات الجديدة للحجر الصحي وتفشي وباء كورونا، وقد تم بثه مباشرة على فيسبوك البطريركية، لكي يصلي معنا كل من تعذّر عليهم الحضور أو الذهاب الى كنائسهم بسبب منع التجوال.  شارك في الصلاة المطرانان المعاونان مار باسيليوس يلدو ومار روبرت سعيد جرجيس والأب مدين شامل، راعي كنيسة الانتقال المجاورة للبطريركية مع بعض المؤمنين من رعيته، إضافة الى الجوقة بقيادة الراهبة حنان. كما حضر الصلاة عدد من الراهبات الكلدانيات والفرنسيسكانيات. 

 فيما يلي نص كلمة غبطته بعنوان: المسيح ليس شخصية مجردة أو فكرة فلسفية، بل انه شخص حيّ يحمل قضية

  علينا ان نتجنب تقديم الله عن طريق اختزاله في مفاهيمنا وتصوراتنا…

 المسيح ليس فكرةً مجردة أو شخصيةٍ تاريخية، بل انه شخص حي، لا يَزالُ حاضراً بيننا باشكل متنوعة. حمل المسيح قضية الناس – رسالة “لتكون لهم الحياة وبوفرة” (يوحنا 10/10). عاش ومات من اجلهم…

هذا الاحتفال هو تأمل واستذكار لصلب المسيح وموته ودفنه التزاماً بمن أحبهم للغاية، لكنه لم يبق أسير القبر، بل أقامه الله الآب لأمانته الى النهاية، ورفعه اليه مُمجداً، لذلك ترتبط الجمعة العظيمة باحتفالات عيد القيامة.

حكمت السلطة البشرية الدينية والمدنية على يسوع بالموت لأنه قال الحق وسعى لجعل حياة الناس أكثر جمالاً وفرحاً وكرامةً. هذا ما لم يرق لها فحكمت عليه بالصلب. من المؤسف ان عناوين الناس العلنية شيء وسلوكهم شيء آخر، لايوجد ضمير حي ولا تناغم حقيقي في داخلهم، فيصيرون صدى لصوت الاقوياء – الفاسدين ويختفي صوتهم.

بحسب الأناجيل، حكم على المسيح بالموت مصلوباً، وخرج حاملاً صليبه من دار الولاية الرومانية (الوالي بيلاطس البنطي) الى تلةِ الجلجة. لم يستطع استكمال الطريق بسبب الجلد بالسوط والاهانات وتاج الشوك على رأسه، فسُخِّر سمعان القيرواني لمساعدته على حمل الصليب. وروَت الأناجيل صلبه مع لصين وحواره معهما ثم مع اُمه وتلميذه الحبيب، واستهزاء المارة ثم موته واقتسام ثيابه. يا للعار!

بالرغم من كل التصريحات الرسمية باحترام حقوق الانسان وكرامته كاملة وسيادة الشعوب، نشاهد البشرية اليوم مسحوقةً بثِقل الشر والظلم والفساد: عنف وارهاب وحروب، وفقر وبؤس، وتشرد، وهجرة، وجائحة كورونا الفتاكة.

موت يسوع دعوة لنا للعودة الى الذات، و صوته يبقى ينادي كل ذوي الارادة الصالحة لعمل شيء من أجل إنهاض الناس “لتكون لهم الحياة وبوفرة”. أليست خطيئة جسيمة عندما نحكم على الناس الابرياء زوراً أو عندما نتهرب مثل بيلاطس من مسؤولياتنا تجاه الحق والعدالة والمساواة؟

لنسأل: اين صار التزامُنا بقيم ايماننا وثوابت أخلاقنا المسيحية.أين التزامنا الايماني اليومي في اتِّباع يسوع في طريق خدمة المصالحة والمحبة والعدالة والسلام؟

ما من طريق يقود الى الحياة إلا طريق المسيح. فهو وحده يقود من يسلكه الى عيد الحياة والسعادة. فحبة الحنطة التي ألقيت في الأرض تعطي الحياة بوفرة (يوحنا12/ 24-26). يسوع هو حي لان الله المحبة هو الحياة: فكما انه لم يترك إبنه خاضعاً لسلطان الموت، كذلك لن يتركنا نحن بناته وابناءه في وادي ظلال الموت. علينا ان نتعزّى بان الله يجتذبنا الى الحياة الكاملة بيسوع ومعه وعلى دربه.

لنصلِّ هذه الأيام من أجل السلام والاستقرار في بلدنا والمنطقة والعالم، ومن أجل أن تنهض الانسانية من كابوس جائحة كورونا متعافية، ويغدو عالمنا أسلم وأنظف.