قناة عشتار الفضائية
 

المرصد الآشوري لحقوق الإنسان: إهمال محلي ودولي حيال قضية المطرانين المختطفين منذ 8 سنوات

 

عشتار تيفي كوم – رووداو/

اتهم المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان، جميل دياربكرلي، المجتمع الدولي بـ"عدم الاكتراث" بما يتعرض له المسيحيون في سوريا وخاصة قضية المطرانين المختطفين منذ 8 سنوات. 

وقال دياربكرلي لشبكة رووداو الإعلامية، يوم الجمعة (23 نيسان 2021): "قبل ثمانية أعوام كان هناك حديث حول اختطاف المطرانين يوحنا إبراهيم وبولص يازجي، هاتين الشخصيتين المسيحيتين المهمتين، خلال باقي السنوات حتى اليوم هناك نوع من التعتيم وعملية تغييب تلف هذا الملف، حتى هذه اللحظة لم نجد أي جهة تعلن مسؤليتها عن القضية، ولم نجد أي جهة تبدي اهتمامها بهذه القضية، وهناك صمت مطبق على هذه قضية اختطاف المطرانين".

وأضاف: "من ناحية المجتمع الدولي الذي من المفترض أن يكون أكثر تفاعلاً وأكثر اهتماماً بهذه القضية، دائما يقول: نحن نستنفد كل السبل ولا نستطيع الوصول إليهما، هذا موضع استغراب بالنسبة لنا، يبدو أنهم لا يهتمون بهذه القضية أو هناك شيء يحاولون التستر عليه في هذه القضية، القضية مهملة داخليا وأقليميا ودوليا، وهذا هو حال مسيحيي دول الشرق الأوسط  ومسيحيي المشرق بشكل عام".

وأشار دياربكرلي إلى أن قضية اختطاف المطرانين هي قضية مرتبطة بكل مسيحيي الشرق الأوسط وتمسهم، وهناك "إهمال محلي" و"عدم أكتراث إقليمي ودولي" بشأنهم.

المطران يوحنا إبراهيم هو مطران السريان الأرثذوكس، تعود أصوله إلى مدينة قامشلو، ويدير شؤون السريان الأرثدوكس في محافظات حلب، والرقة، وإدلب، واللاذقية.

ويعد المطران إبراهيم "الشخصية الاقوى مسيحيا في سوريا، والأقوى سريانيا على صعيد العالم، له حضوره على المستويين المحلي والدولي، ويتمتع بعلاقات دولية من الطراز الرفيع جدا" على حد قول دياربكرلي. 

وكان للمطران إبراهيم موقفه من مسألة الصراع في سوريا عبر عنه في تصريحات عبر الوسائل الإعلامية، وكان رافضا لمسألة تسليح المسيحيين في سوريا، وحمّل مسؤولية إراقة الدماء في سوريا إلى طرفي النزاع فيها.

 أما المطران بولص يازجي، فيعود لمنطقة مرمريتا في ريف حمص في الداخل السوري، وهو مطران الروم الأرثدوكس في حلب ومناطق من تركيا في الاسكندرون وأنطاكيا، ويعد بولص شخصية مهمة في كنيسته، وكان من الأصوات الداعية إلى الحوار وتغليب لغة العقل على السلاح.

وبيّن دياربكرلي أن اختطاف هاتين الشخصيتين "أثر بشكل سلبي جداً على حضور المسيحيين في مدينة حلب وفي سوريا بشكل عام".

وفيما يتعلق بعملية اختطاف المطرانين، كشف المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان أن الراهبين كانا في زيارة عمل للتفاوض على تحرير كاهنين مختطفين لدى فصائل مسلحة في ريف حلب، لم تصل المفاوضات إلى شيء، وفي طريق عودتهما إلى مدينة حلب، تمت عملية اختطافهما في (منطقة رمادية) بين حاجز تابع لفصائل الجيش الحر وحاجز تابع لقوات الحكومة السورية.

وعن الجهات المشتبه بها في عملية الأختطاف، أكد دياربكرلي أنه "لا نستطيع أن نعطي اتهامات خصوصا كجهة حقوقية، لكن كل أطراف النزاع وكل القوى الموجودة في سوريا هي موضع شك، وكل من له يد في القضية السورية هو موضع شك، هذا اللغز هو لغز سوري والحل في سوريا، وكل أطراف النزاع مسؤولة عنه سواء باعتبارها الجهة الخاطفة أم أنها متستّرة أو أنها لا تعمل لكشف الحقيقة".