قناة عشتار الفضائية
 

البابا فرنسيس يزور مقرّ الأكاديمية الحبرية الكنسية بروما ويتحدث عن صفات الدبلوماسي البارع

 

عشتارتيفي كوم- أخبار الفاتيكان/

 

التقى البابا فرنسيس مساء الخميس بجماعة الأكاديمية الحبرية الكنسية، حيث أجرى حوارا مع الكهنة دام لأكثر من ساعة، ووُصف بالبسيط والمنفتح. كما حيا الحبر الأعظم راهبات الجماعة الرسولية للقديسة مريم الدائمة البتولية، واللواتي يقدمن خدمتهن في هذه الأكاديمية البابوية التي تقدم التنشئة منذ ثلاثمائة وعشرين سنة لرجال الدين الذين يخدمون في البعثات الدبلوماسية البابوية حول العالم.

 

غداة هذا اللقاء نشرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقالا سلطت فيه الضوء على هذا الحدث مؤكدة أنه تميز بالتشديد على أهمية تنشق الروح القدس، الذي يحرر الإنسان من أنانيته وانغلاقه ضمن ظاهر ديني خال من الله. ولفتت إلى أن اللقاء تميّز بالمشاعر العائلية، وطُبع بالأخوة وبقرب البابا فرنسيس من الكهنة الشبان الذين يستعدون لتأدية خدمتهم من أجل الكنيسة الكاثوليكية والحبر الأعظم، في مختلف السفارات البابوية.

وكان في استقبال البابا لدى وصوله إلى مقر الأكاديمية في روما رئيسها المطران جوزيف مارينو، وأمين سر قسم البعثات البابوية المطران يان روميرو بافلوفسكي، فضلا عن أمين الصندوق والمسؤول عن قسم الدراسات المطران غابريال مارسيلو فيولا كازالونغيه، وطلاب الأكاديمية. وهكذا تم اللقاء المنتظر منذ عامين تقريباً، وقد أُرجئ العام الماضي بسبب جائحة كوفيد 19، وأتى بمثابة تعبير ملموس عن قرب البابا الأبوي واهتمامه بهذه الأكاديمية الحبرية.

وقد أجرى البابا فرنسيس لقاء مع الكهنة استغرق ساعة من الوقت تميّزت بالحوار البسيط والمنفتح. وقد وجه رئيس الأكاديمية كلمة ترحيبية إلى البابا نيابة عن جميع الحاضرين، وشكره على قبوله الدعوة لزيارة هذا الصرح. وقدم المطران مارينو جماعة الأكاديمية التي تتألف من أربعين كاهناً وثمانية وثلاثين طالباً قدموا من خمسة وعشرين بلدا حول العالم، وأكد أنه على الرغم من الأزمة الصحية الراهنة والتدابير المتخذة لاحتوائها، لم تتوقف نشاطات الأكاديمية، خلال العام الدراسي المنصرم، كانت مرفقة بالصلوات والدراسة ومختلف لقاءات التنشئة.

وأوضحت الصحيفة الفاتيكانية أن طلاب الأكاديمية طرحوا على البابا فرنسيس بعض الأسئلة، وسط جو عائلي، وقدم الحبر الأعظم أجوبة ملموسة وواضحة وأبوية على هذه التساؤلات، التي تطرقت إلى مواضيع عدة، من بينها التحديات التي تواجهها الكنيسة في العالم المعاصر، فضلا عن الخدمة الإرسالية والمسيرة السينودسية، مع تسليط الضوء على أهمية دور الدبلوماسية البابوية، الثنائية والمتعددة الأطراف.

وفي إطار حديثه إلى الطلاب توقف الحبر الأعظم عند بعض الميزات التي ينبغي أن يتمتع بها الدبلوماسي البارع، لافتا إلى أن هذا الأخير مدعو لأن يكون رجل صلاة، منفتحا على الإصغاء إلى الإنجيل والحداثة ولكن في الوقت نفسه يجب أن يكون متجذرا في التقاليد ومستعداً للحوار. وتناول البابا أيضا التنشئة التي يحصل عليها طلاب الأكاديمية البابوية الكنسية والتي ستغني رصيدهم الشخصي والبشري والثقافي واللغوي.

وبعد لقائه مع الطلاب والكهنة، حلّ البابا ضيفاً على مائدة العشاء مع جماعة الأكاديمية ووجه كلمة تشجيع للحاضرين خاصا بالذكر ثلاثة عشر طالباً يستعدون لبدء خدمتهم لدى مختلف البعثات البابوية. وفي ختام الأمسية منح البابا فرنسيس الجميع بركاته الرسولية، وقبل أن يعود إلى الفاتيكان التقى براهبات الجماعة الرسولية للقديسة مريم الدائمة البتولية اللواتي يقدّمن خدمتهن لدى الأكاديمية الحبرية الكنسية.