قناة عشتار الفضائية
 

البابا فرنسيس يلتقي عددا من نزلاء سجن ريبيبيا في الفاتيكان

 

عشتارتيفي كوم- أخبار الفاتيكان/

 

التقى البابا فرنسيس صباح الاثنين في بيت القديسة مارتا بدولة حاضرة الفاتيكان عددا من نزلاء سجن ريبيبيا بروما، رافقتهم مديرة السجن، وقاضيتان وعدد من الموظفين، قبل أن يقوم ضيوف البابا الاثنا عشر بجولة على المتاحف الفاتيكانية، رافقتهم خلالها مديرة المتاحف السيدة باربارا جاتا، في وقت عبر فيه مرشد السجن عن امتنان الجميع للبابا على قربه وصلاته ودعمه لكرامة السجناء.

 

حمل ضيوف البابا معهم سلةً من الخبز الطازج أعدوه بأنفسهم خصيصا للبابا، ليقولوا له شكراً على هبة الرجاء التي يقدمها لهم. وتم اللقاء في أجواء عائلية، وشاء فرنسيس أن يعبر عن اهتمامه وقربه من الأشخاص الذين يعانون من الوحدة والاعتقال، مذكراً بالزيارات العديدة التي قام بها إلى السجون، عندما كان ما يزال في الأرجنتين، وأكد للحاضرين أنه يصلي من أجلهم ومن أجل عائلاتهم. مرشد السجن، وهو الأب مورينو فيرسولاتو، كاهن من خدّام مريم، أكد أن جميع هؤلاء السجناء عاشوا مع البابا خبرة بالغة الأهمية، لافتا إلى أن المساجين يعيشون كجماعة، وقد قدموا إلى الفاتيكان معاً برفقة مديرة السجن أنا ماريا تراباتسو وثلاث مربيات وعدد من عناصر شرطة السجون وامرأتين قاضيتين. ولفت إلى أن هاتين الأخيرتين وقعتا على إذن الخروج من السجن لإتمام هذه الزيارة، وهذا الأمر يندرج في إطار عملية إعادة الاندماج من خلال إجراءات بديلة لإطلاق السراح المشروط، وهذه الزيارة إلى الفاتيكان – مضى يقول – شكلت خبرة رائعة للجميع وهي بمثابة "مدرسة حياة". وقال إن هؤلاء الأشخاص وُلدوا وترعرعوا في ضواحي المدن التي تعاني من الانحطاط، وبينهم أشخاص قدموا من بلدان بعيدة.

أما مديرة المتاحف الفاتيكانية السيدة باربارا جاتا فلفتت من جهتها إلى أن المتاحف مفتوحة للجميع وهي تقدّم لكل شخص شيئاً يعني له في حياته ويساعده على عيش حياة أفضل، موضحة أن المتاحف تريد أن تكون مصدر وحي للسجناء الاثني عشر وللأشخاص الذين يرافقونهم، هذا الوحي الذي يغوص في عمق الإنسان ويلامس نفسه. وفي سياق حديثه عن الزيارة إلى المتاحف الفاتيكانية أكد الأب مورينو أنها تكتسب أهمية كبرى في هذا الظرف الصعب الذي نمر به، لافتا إلى أن السجناء عانوا كثيرا من العزلة والتهميش خلال الأشهر الماضية لأنهم لم يتمكنوا من معانقة أحبائهم وأهلهم. ومن السهل في هذه الظروف – تابع يقول – أن يترك الإنسان في داخله فسحة للغضب والصدام. وهذا الأمر لا ينطبق على نزلاء السجن وحسب إنما أيضا على جميع الأشخاص العاملين فيه.

هذا ثم لفت مرشد سجن ريبيبيا إلى أن جميع السجناء يكنّون عطفاً صادقاً وكبيرا حيال البابا فرنسيس، وأوضح أن الضيوف الاثني عشر توجهوا بالشكر إلى الحبر الأعظم على قربه منهم، هذا القرب الذي عبر عنه في أكثر من مناسبة. وأشار إلى أن قوالب الحلوى التي أرسلها البابا إلى المساجين في عيد الفصح فاجأت الجميع! بيد أن الامتنان الأكبر هو على الصلوات التي يرفعها فرنسيس من أجل هؤلاء الأشخاص، وعلى دعوته المستمرة السلطات المدنية كي توفّر ظروفاً إنسانية لائقة لهؤلاء الرجال والنساء، تأخذ في عين الاعتبار احترام كرامة الشخص البشري التي غالبا ما تُداس.

في ختام لقاء السجناء مع البابا تحدثت مديرة سجن ريبيبيا الروماني عن خبرة الضيافة والرجاء التي عاشها هؤلاء الرجال وقالت إن هدية الخبز التي قُدمت إلى البابا تكتسب رمزية كبيرةً، لأنهم أرادوا أن يقولوا له شكراً، لافتة إلى أنه في خضم الإقفال العام بسبب الجائحة، تم إنشاء فرنٍ لصناعة الخبز داخل السجن، وقامت إحدى الشركات بتوظيف سبعة من السجناء العاملين على صناعة الخبز.