قناة عشتار الفضائية
 

الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د. ميشال عبس: "لا عدالة في لبنان من دون سلام"

 

عشتار تيفي كوم – موقع المجلس/

بنى نظرته من خلال مراقبته للحياة اليومية. وقال إنّ لبنان أصبح لعدد مقلق من الناس دولة البؤس: "أولئك الذين حكموا البلاد بعد انتهاء الحرب في عام 1990، استطاعوا أن يضيفوا قاعدة فساد جديدة. يبدو أنّ الهدف هو أن تخف كل منطقة أو جماعة عرقية تخشى من الآخر أو أن تتنافس معه."

وبحسب عبس، إنّ الفساد أصبح ينتشر حتى أنه سيطر على المؤسسات الموثوق بها في البلاد.

وقال: "تسرق تسعين بالمائة من أموال الناس من جيوبهم من خلال الضرائب غير القانونية وغير الإنسانية. نعم، الضرائب في لبنان وسيلة نهب."

"إنّ الكثير من الناس يعانون من الجوع، بينما الكثير من الناس يهربون المنتجات - سواء كانت وقودًا أو أدوية- إلى جميع أنحاء العالم، ونحن نفتقر إلى الكثير من المنتجات الحياتية الأساسيّة."

وأضاف عبس عن هذه المرحلة أنّ كثير من المواطنين يحصلون على الكهرباء لمدة ساعة واحدة أو أقل في اليوم. وقال: "إنّها حقًا حياة غير طبيعيّة ولا تصدّق. ينتظر أصحاب السيارات ساعات أمام المحطّات للحصول على الوقود."

لقد تأزّمت الحياة اليوميّة إلى درجة أنّ عبس يعتبر أنّ اللبنانيّين واقعون اليوم ضحيّة مشروع إبادة جماعيّة ممنهجَة.

وفي السياق يشرح عبس: "تحاول الكنائس مساعدة الناس على قدر إمكاناتها. وقد بدأنا بسّد الحاجات الأساسّية عبر توزيع الحصص الغذائية، لأنّ 25٪ من اللبنانيّين ليسوا قادرين على تأمين الطعام لهم ولعائلاتهم، وترى بعضهم في حاويات القمامة في الشوارع يبحثون عمّا يأكلونه."

كما ولفت عبس إلى أنّ الكنائس تحاول تقديم المساعدات على المستوى النفسي حتى، وتنظّم دورات للشفاء من الصدمات. وأضاف "يركّز مجلس كنائس الشرق الأوسط أيضًا على دعم الأعمال الصغيرة التي تؤمن دخلا للفرد عبر تنظيم برامج تدريب وتطوير مهني. نحن نطلق الآن برنامجًا جديدًا يركز على نظام المحافظة على القيَم الإجتماعيّة والعمل على استعادة كرامة الإنسان."

وتحدّث عبس عن الهيكليّة الإجتماعيّة التي تنهار في لبنان، فقال: "عندما يصبح الناس فقراء أو محتاجين أو عاطلين عن العمل، فإنهم يفقدون كرامتهم. والجميع يعلم أنّ متى انهارت الهيكليّة الإجتماعيّة والإقتصاديّة، يضطر المرء لتغيير قيمه والقبول بسلوك رفضه في السابق من أجل البقاء."

كما قدّر عبس دعم الحركة المسكونيّة العالميّة، لأنه يعتبر أنّ "السلام ينتج عن العدالة، ولا عدالة من دون سلام."

وختم قائلًا: "عندما يُحرَم الناس من حقوقهم، فإنهم سيخرجون الى الشوارع. القانون مفتاح العدالة، والعدالة مفتاح السلام. في لبنان، نحن نفتقر للقانون، لكننا دولة مستعدة للعدالة."