قناة عشتار الفضائية
 

نشر موازنة الكرسي الرسولي للمرة الأولى

 

عشتارتيفي كوم- أخبار الفاتيكان/

 

للمرة الأولى منذ تأسيسها سنة ١٩٦٧ تنشر إدارة خيور الكرسي الرسولي وثيقة الموازنة، حيث نُشرت اليوم السبت ٢٤ تموز يوليو موازنة سنة ٢٠٢٠ التي توضح بالتفصيل نشاط وعمل الإدارة خلال العام الماضي. وتشير الوثيقة إلى كون صافي الدخل أقل من ٥١ مليون يورو وإلى بلوغ قيمة الاستثمارات المالية ١٧٧٨ مليون يورو. وقد تراجع خلال العام الماضي الإسهام في احتياجات الكوريا الرومانية من ٤١ إلى ٢٠ مليون يورو. وتُعتبر هذه نتائج إيجابية مع أخذ بعين الاعتبار التبعات الخطيرة للجائحة حسب ما ذكر رئيس إدارة خيور الكرسي الرسولي المطران نونسيو غالانتينو في حديث إلى وسائل الإعلام الفاتيكانية. وأضاف أن قرار نشر الموازنة قد انطلق من الرغبة في تقوية الثقة في عمل الكنيسة وأيضا في تحويل الهيئة التي أسسها البابا بولس السادس من تركيبة تقدم خدمات حسب الطلب إلى هيئة استباقية في أسلوب إدارة الخيور الموكلة إليها. وأشار المطران غالانتينو إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تعرض فيها الإدارة الموازنة على أجهزة الرقابة لإقرارها، إلا أنها المرة الأولى التي تُنشر فيها الموازنة ما يُعتبر خطوة إلى الأمام على درب الشفافية.  

وذكَّر رئيس الإدارة في حديثه بقرار البابا فرنسيس في إرادة رسولية صدرت في ٢٨ كانون الأول ديسمبر ٢٠٢٠ نقل إدارة أموال والأصول الثابتة لأمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان إلى هيئة إدارة خيور الكرسي الرسولي، وأضاف المطران غالانتينو أن هذا لم يكن مجرد تحويل على الصعيد المادي وللصلاحيات بل كان ثقافة جديدة لا فقط إدارية يجب تبَنيها تدريجيا.

هذا وتوضح الوثيقة نشاط إدارة خيور الكرسي الرسولي خلال الأشهر التي تلت حالة الطوارئ الصحية، كما وتقدم معلومات مفيدة وتنفي السرد الزائف حول حجم وقيمة استخدام خيور الكرسي الرسولي. تشرح الموازنة على سبيل المثال كيف مكن تأجير عقارات في باريس ولندن من استخدام بناية تاريخية في روما لاستقبال المشردين من قِبل جماعة سانتيجيديو. كما وأشار المطران غالانتينو في حديثه إلى مثال على عملية شراء ساهمت في بناء كنيسة تعمل على تنشئة الشباب في إحدى ضواحي باريس. توضح الوثيقة من جهة أخرى العمل في مجالات العقارات والاستثمارات والاستشارات وما يوصف في الميزانية بنشاطات أخرى، أي الخدمات التي تتضمن على سبيل المثال الموارد المخصصة للتنظيم اللوجستي للزيارات إلى الكرسي الرسولي.  

وتخصص الموازنة جزءً كبيرا لتسليط الضوء على التبعات الاجتماعية الاقتصادية للجائحة والتي أثرت بشكل سلبي على نتائج إدارة الخيور حسب ما ذكر المطران نونسيو غالانتينو مضيفا أن كل ما تُعد الإدارة من نشاطات يتجاوز التبعات الخطيرة للأزمة الناتجة عن الجائحة. وقال في هذه السياق إن طاقاتنا موجهة نحو إدارة تتمتع بالمصداقية والثقة إلى جانب الكفاءة والفعالية وذلك على أساس مسيرات ترشيد وشفافية وحرفية، وهو ما يطلبه أيضا البابا فرنسيس حسب ما ذكر. وتابع رئيس الإدارة إنه وإن كانت النتائج غير إيجابية من وجهة النظر التقنية إلا أنها تظل نتائج إيجابية بالنسبة لنا، وذلك لأنها أبرزت الرغبة في أن نكون وأن نتصرف ككنيسة وذلك أيضا خلال لحظة أزمة كبيرة للجميع.

أشارت الموازنة أيضا إلى ما تم تسديده من ضرائب في إيطاليا سنة ٢٠٢٠، حيث سددت الإدارة ٥،٩٥ مليون يورو كضريبة عقارية و٢،٨٨ مليون كضريبة دخل. كما وأوضحت ما تم استخدامه من أموال في إطار الالتزام المتواصل بالاستثمار في المجال الاجتماعي. هذا وتحدث رئيس إدارة خيور الكرسي الرسولي المطران نونسيو غالانتينو عن إعداد خطة للسنوات الثلاث القادمة ستسمح ببلوغ أهداف الكفاءة والفعالية، وذلك أيضا بفضل كلٍّ من موظفيها في أجواء شفافية وتعاون حسب ما ذكر.