قناة عشتار الفضائية
 

كنائس الشرق تشارك في أعمال المؤتمر الإفخارستي في العاصمة المجرية بودابست

 

عشتار تيفي كوم – ابونا/

تشارك كنائس الشرق في أعمال المؤتمر الإفخارستي العالمي في العاصمة المجريّة بودابست، من 5 وحتى 12 أيلول الحالي، بمشاركة كل من البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، والبطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، وبطريرك الروم الملكيين الكاثوليك البطريرك يوسف العبسي، وممثّل بطريركيّة القدس للاتين المطران وليم شوملي، ورئيس أبرشية الموصل وكوردستان للسريان الأرثوذكس المطران نيقوديموس داود شرف، ومطران أبرشية طهران الكلدانيّة المطران رمزي كرمو.

 وإلى جانب العديد من الوقفات الروحيّة والندوات التي يحملها المؤتمر، اشترك البطاركة والأساقفة في "صلاة مشتركة من أجل مسيحيي الشرق"، والتي نظمتها جمعية فرسان مالطا في كنيسته العريقة، بحضور ممثلين عن حكومة الهنغاريا وسفير الكرسي الرسولي (الفاتيكان) وعدد من الأساقفة وجمهور من الناس. هذا وتلى كل من البطاركة صلاة خاصة ثم كانت تراتيل وكلمة  لرئيس الجمعية. ثم تحوّل الحضور إلى قاعة الجمعية حيث عرض البطاركة الثلاثة والمطران الشوملي الأوضاع في بلدانهم.

 هذا ومن المقرر أن يختتم البابا فرنسيس أعمال المؤتمر بالذبيحة الإلهية التي يترأسها صباح يوم الأحد القادم.

البطريرك الراعي

 على هامش المؤتمر، التقى البطريرك الراعي رئيس الجمهورية الهنغارية يانوش آدير، حيث شكره على كل الدعم الذي تقدمه المجر للبنان، كما بحث معه سبل توسيع هذا الدعم. من جهته أبدى الرئيس آدير قلقه بشأن التدهور الحاصل في لبنان آملًا ان يتم التوصل الى تشكيل حكومة باسرع وقت لتقوم بدورها بشكل فاعل في عملية انقاذ البلد وفي مخاطبة المجتمع الدولي مؤكدا لغبطته استمرار وقوف هنغاريا الى جانب لبنان وشعبه.

 وزار البطريرك الراعي، يرافقه المطران بولس صياح، حديقة القديس شربل في بودابست. ثم توجه إلى كابيلا القديس شربل في رعية سيدة الملائكة، وهناك القى غبطته كلمة قال فيها: "سر شربل القديس، من جوهر سر القربان الأقدس، سر الإفخارستيّا، لأنه عندما كان يرفع القربان بين يديه، كان يستمد منه كل القوى الروحية والجسدية وحتى المعنوية حتى بات الجسد الأقدس قوته اليومي شبه الوحيد. فأضحى به في حالة هيام وانخطاف حتى النفس الأخير الذي لفظه وهو يرفع جسد ودم الرب إبّان احتفاله بالذبيحة الإلهية حسب الليتورجية المارونية وكان يردد شربل إقبل يا رب قرباننا... وسقط أرضًا ميتًا".

 أضاف: "ها نحن اليوم نلتمس شفاعة شربل قديس لبنان في وطنه الأم كما في العالم، في الشرق والغرب، وهذه هي مفاعيل سر الإفخارستيّا العظيم الذي نكرّمه في المؤتمر القرباني العالمي في بودابست وفيه دعوة لكل مؤمن أن يجدد إكرامه لسر القربان الأقدس القوت الأرضي والزاد السماوي". ورفع البطريرك الراعي الصلاة "كيما يحفظ الرب وطننا في هويته الرسالة، ويحفظ عيشه المشترك وهويته الديمقراطية وسط كل الأزمات التي يعيشها اليوم، وكلنا ثقة أن الرب يسمع".

البطريرك ساكو

 في اليوم الثاني من أعمال المؤتمر القرباني، قدّم البطريرك الكلداني محاضرة تكلم فيها عن الوضع العام في العراق مهد الحضارات العريقة، وعن المسيحيين العراقيين، جذورهم، الروحانية المشرقية وطقوسهم المشرقية وعن القربان، وعن ظروفهم وصعوباتهم والروح المعنوية التي بثها البابا فرنسيس فيهم، خلال زيارته التاريخية، وفي مواطنيهم، ومستقبلهم، ودور المجتمع الدولي في دعم الاستقرار في العراق وبلدان الشرق الأوسط.

 وفي المحاضرة التي حضرها عدد كبير من الكرادلة والأساقفة حول العالم، طالب البطريرك ساكو بتوجيه نداءً، انطلاقًا من هذا المؤتمر، إلى العالم من أجل تحقيق السلام والاستقرار والكرامة لكل إنسان على وجه الأرض ولاسيما في بلدان المشرق العربي التي تعيش صراعات.

 من سياق متصل، قال البطريرك ساكو في الندوة التي تبعت "الصلاة المشتركة من أجل مسيحيي الشرق": إنّ "العراق مهد الحضارات وكنائسنا هي جذور المسيحية. كنا الغالبية الساحقة قبل مجيء الإسلام، لكن  مع مر الزمن بسبب الاضطهاد والضغوطات أصبحنا أقلية ومواطنين من الدرجة الثانية. اليوم وجودنا مهدد، وإذا فرغ الشرق من المسيحيين، المسيحية تبقى بلا جذور".

 ولفت البطريرك الكلداني إلى أنّ الحلّ في بلداننا يتمثّل "بإقامة دول مدنية تبنى على المواطنة والمساواة واحترام حقوق الإنسان. وعلى الدولة أن تفصل الدين، وهو علاقة خاصة بين الشخص وربه، عن السياسة التي هي تنظيم حياة المجتمع، وهذا يتطلب تغيير العقلية والثقافة وتجديد الدستور والقوانين". كم تكلم غبطته عن زيارة البابا فرنسيس التي حملت دعمًا ورجاءً بمستقبل أفضل للعراقيين. وفي الختام شكر منظمي اللقاء والحكومة الهنغارية على دعمها للنازحين وإعادة إعمار بيوتهم.

البطريرك العبسي

 كما يشارك بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك في أعمال المؤتمر الإفخارستي العالمي. وعلى هامشه عقد لقاء لأساقفة الروم الكاثوليك في القارة الأوروبيّة. بهذه المناسبة، ترأس البطريرك يوسف العبسي قداسًا إلهيًا حاشدًا في بازيليك القديس استفانوس عاونه فيه لفيف من مطارنة أوروبا وكهنة كنيسة الروم الكاثوليك في هنغاريا بمشاركة أعضاء المؤتمر الإفخارستي.