قناة عشتار الفضائية
 

تصاعد التمييز الديني ضد الأقليات في تركيا

 

عشتارتيفي كوم- العرب/

 

كشفت صحيفة كريستيان بوست السبت أن تركيا تزيد من ممارساتها في التمييز في معاملتها للأقليات الدينية.

وأضافت الصحيفة أن دعاة الحرية الدينية يصدرون تحذيرات بشأن معاملة البلاد للأقليات بينما يحثون وزارة الخارجية الأميركية على تصنيف تركيا كدولة تثير القلق بشكل خاص في هذا المجال.

ونقلت الصحيفة عن أيكان إردمير، المدير الأول لبرنامج تركيا في مؤسسة الدفاع “من المتوقع الآن أن تكون القيادة، سواء القيادة الدينية والعلمية للجاليات غير المسلمة في تركيا، لاعبين راغبين وقادرين في تمييز اضطهاد النظام وجرائمه” حسبما ذكره في القمة الوطنية للدفاع عن المسيحيين في واشنطن العاصمة.

وتم تصوير المسيحيين واليهود في تركيا من قبل الحكومة التركية على أنهم كتاب الطابور الخامس، لاسيما بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016. ومنذ الانقلاب الفاشل، اكتسبت عملية ترحيل قادة الديانات البروتستانتية زخمًا.

ومنذ عام 2016، كثفت أنقرة استخدامها لرمز N-82 – الذي يعتبر الرعايا الأجانب تهديدًا للأمن القومي – لرفض تصاريح الدخول أو الإقامة لقادة الديانات البروتستانتية. وطردت السلطات التركية 30 بروتستانتيًا في عام 2020 و35 في العام السابق، وفقًا لصحيفة التايمز.

وفقًا لإردمير، تُجبر الأقليات الدينية في البلاد على “حضور الاحتفالات أو التوقيع على البيانات أو لعب دور الداعم في محاولات مختلفة لتزيين النوافذ لإظهار أن حكومة أردوغان متسامحة وخيرة وتحتضن الأقليات”.

واستشهدت إيمي أوستن هولمز، عضو مجلس العلاقات الخارجية، في حملة دعائية بمثال مسيحي بقي في الخلف لحماية أرض عائلته بينما هرب باقي أفراد الأسرة من مدينة رأس العين السورية التي تحتلها تركيا.

وتسيطر تركيا على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال سوريا، حيث تتهم القوات المدعومة من تركيا بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان تستهدف الأقليات.

ودعت هولمز واشنطن إلى “ضمان إمكانية عودة كل من فر من هذه المناطق، واستعادة ممتلكاتهم، والحصول على تعويض عن الممتلكات التي سُرقت أو تضررت”.

وتشهد تركيا تناميا للكراهية الدينية التي تستهدف عددا من الديانات والطوائف في ظل تجاهل الحكومة لدعوات مكافحة التطرف والتشدد الديني والتمييز.

وتدعي الحكومة التركية دائما مكافحتها للتطرف والكراهية الدينية والإساءة إلى الطوائف لكن سياساتها مغايرة لتصريحات قادتها. وأثار أردوغان غضب العالم المسيحي والأقليات المسيحية بعد أن قرر تحويل آيا صوفيا إلى مسجد قبل أكثر من عام.

وكان أردوغان شارك الآلاف من المسلمين في أوّل صلاة تُقام في آيا صوفيا، عقب تحويلها المثير للجدل إلى مسجد وهو ما أغضب المجتمعات المسيحية وأثار انتقادات دول مثل الولايات المتحدة.

لكن تركيا واصلت انتهاكاتها بحق التاريخي المسيحي حيث قررت في ديسمبر الماضي تحويل كنيسة الثالوث الأرمني المقدسة التي تم تجديدها في مقاطعة قونية جنوب وسط البلاد إلى مركز ثقافي.

وتركيا التي تعثرت إمكانية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي طوال السنوات الماضية، اقتنعت منذ فترة بالبحث عن عمق ثقافي سياسي جديد لها، وباتت تبحث عن تزعم العالم الإسلامي وتريد أن يكون لها دور أوسع في منطقة الشرق الأوسط.

ويسعى أردوغان لاستغلال التيارات الإسلامية المحافظة لتوطيد حكمه وذلك باستهداف الطوائف والأديان كما يسعى لكسب تعاطف القوميين بمعاداة الأكراد. لكن مراقبين يحذرون أن مثل هذه السياسات ستضرب وحدة وتجانس المجتمع التركي وتزيد من التشدد بين شبابه.

واعتبرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية في مايو الماضي، أنّه من البديهي الربط بين الاستهداف التركي الممنهج لمناطق الأقليات المسيحية والإيزيدية والكردية، والسعي إلى تطهير عرقي وتهجير الأقليات من العراق وسوريا، وكل ذلك بحجة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني الذين لم يقوموا بشنّ أيّ هجوم على الأراضي التركية منذ سنوات طويلة.

وأكدت الصحيفة أنّ كل مكان تسيطر عليه المجموعات الموالية لتركيا في شمال سوريا مثل عفرين وإدلب وأماكن أخرى، لا يمكن للأقليات أن تعيش فيه بحرية.

وحول ذلك، قال سيث ج. فرانتزمان، إن أنقرة تواصل حملة قصف على قرى في منطقة كردستان العراق ذات الحكم الذاتي، لتدمر منازل وكنيسة للأقلية المسيحية المحلية. وهو يرى أنّه رغم بقاء القرى الأشورية القديمة صامدة ومتمسكة بهويتها وتاريخها – مثل القوش الواقعة بين دهوك والموصل – فإن القصف التركي زرع عدم الأمان لدى الكثير من أبناء الأقليات في العراق وسوريا والشرق الأوسط.

بدوره، وثّق المعهد الأشوري للسياسات “تمّ تدمير كنيسة مار يوسف الآشورية الشرقية في قرية مسقعة في باروار بشمال العراق في حملة جوية كانت تستهدف ما يشتبه في أنه مواقع لحزب العمال الكردستاني بالمنطقة”.