قناة عشتار الفضائية
 

المطران بشّار متي وردة يفصح عن "رسالة للمستقبل" ويؤكد: تحويل عنكاوا إلى قضاء قرار استراتيجي

 

عشتار تيفي كوم – كوردستان24/

قال رئيس أساقفة إيبارشية أربيل الكلدانية المطران بشّار متّي وردة مساء الاثنين إن تحويل عنكاوا من ناحية إلى قضاء هو قرار استراتيجي، داعياً المسيحيين ليس إلى البقاء في إقليم كوردستان فحسب، بل الانخراط في الأنشطة الاستثمارية.

يأتي هذا بعدما أعلن رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني اتخاذ قرار يقضي بتحويل عنكاوا من ناحية إلى قضاء لتقديم أفضل الخدمات إلى المواطنين.

وفي معرض ردّه على سؤال بشأن خطوة الحكومة، وصف وردة في مقابلة مع كوردستان 24، ما تم اتخاذه بأنه "قرار استراتيجي ومهم جداً لبلدة عنكاوا" التي ترتبط بـ"مكانة مميزة" مع المسلمين الكورد ولها "قصة خاصة" بالتعايش السائد في أربيل.

وأشار المطران وردة إلى أن المسيحيين لاذوا ببلدة عنكاوا بعد 2003 عندما تعرضوا إلى القتل والتهجير القسري وتفجير كنائسهم في بغداد والبصرة وكركوك ونينوى.

وتابع "لقد وجد المسيحيون فرصة للتعايش والازدهار الاقتصادي والاجتماعي في عنكاوا" التي استقبلت 13 ألف عائلة عندما اجتاح داعش ثلثي مساحة العراق عام 2014.

وقال إن الحقائق تثبت اليوم أن عنكاوا غدت "أكبر تجمع مسيحي في الشرق الأوسط" في حالة فريدة تختلف عما موجود في مصر ولبنان.

ووجّه المطران وردة شكره لرئيس حكومة إقليم كوردستان على القرار الذي أكد أنه سيكون له "نتائج إيجابية على واقع الخدمات".

ومضى يقول "والأهم أن حكومة الإقليم تعطي أهمية لهذا التجمع المسيحي وهو صورة للتعايش بين الأغلبية مسيحية والمكونات الأخرى".

ولفت إلى أن المسيحيين، كانوا بمثابة "الأضرار الجانبية" لكل الصراعات الطائفية والحزبية التي عصفت بالعراق بعد عام 2003، وحتى قبل ذلك ولا سيما إبان ثورة أيلول، حيث تعرضت الكثير من قراهم في زاخو ودهوك وأربيل إلى التهجير والمضايقات.

وقال إن الأمور ازدادت سوءاً بعد عام 2003 وباتت المضايقات مباشرة في العراق، غير أن إقليم كوردستان لم يستقبل المسيحيين فحسب، بل منحهم فرصة للعودة إلى وظائفهم في جميع القطاعات، معتبراً التعايش في كوردستان "حضارة وفكراً" تجلى في شواهد كثيرة.

وأوضح أن للعمق التاريخي "تأثيراً كبيراً ولا سيما أن المجتمع الكوردستاني لديه انفتاح وتواصل تاريخي وتعايش لعقود طويلة مع المسيحيين"، مبيناً أن ذلك لا يقتصر على الجيل الأول من المناضلين بل يشمل أيضاً الجيل والثاني والثالث، وما تواصل طلبة الجامعات إلا "أمل للمستقبل".

وحث المطران وردة المسيحيين على البقاء في العراق وفي كوردستان خصوصاً، وقال "نحاول أن ننفذ الكثير من المشاريع مثل المدارس والجامعات والمستشفيات، لكي نوجّه من خلالها رسالة للمستقبل... بتشجيع المستثمرين واستثمار أموالهم في مشاريع توفر فرص عمل".

واختتم حديثه بالقول "إن ثقتنا بالمستقبل في كوردستان تجعلنا نشجع المسيحيين ليس على البقاء فقط، بل الاستثمار في هذا الإقليم".