قناة عشتار الفضائية
 

تاريخ السجادة الحمراء.. من جريمة قتل إلى ساحة لاستعراض أزياء النجوم

 

عشتار تيفي كوم – اخبار الأن/

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية بتعليقات المتابعين حول إطلالات النجوم والنجمات على السجادة الحمراء في مهرجان الجونة السينمائي.

وكالعادة في جميع المهرجانات السينمائية، تتباين ردود أفعال الجماهير حول إطلالات نجوم الفن على السجادة الحمراء، حتى أنها تسحب البساط في بعض الأحيان من الأفلام التي يتم عرضها خلال المهرجان.

وفي ظل التساؤل الدائر بين المتابعين عن أصل بداية تقليد ”السجادة الحمراء“ في المهرجانات السينمائية، نستعرض لكم تاريخ هذا التقليد وسبب تواجد ”الريد كاربت“ في المواعيد الفنية الكبرى.

وتعود جذور ”السجادة الحمراء“ إلى الأدب اليوناني القديم، وتحديدًا مسرحية ”أجاممنون“ التي تم عرضها سنة 458 قبل الميلاد. حيث استقبلت الملكة ”كليتمنسترا“ زوجها الملك ”أجاممنون“ بسجادة حمراء احتفاءً به بعد عودته منتصرًا من ”حرب طروادة“.

ورفض ”أجاممنون“، وفقًا للأسطورة الإغريقية، المشي على البساط الأحمر في بداية الأمر خوفًا من اللعنة، نظرًا لقدسية هذا اللون، ولكنه وافق على السير تحت إلحاح الملكة. ثم كانت المفاجأة أن قتلته الملكة ضربًا بالفأس لتختلط الدماء بلون السجادة الأحمر.

ومنذ ذك الحين، ارتبط السجاد الأحمر بطبقة الملوك والأمراء، وهو ما وضح بشكل كبير في اللوحات التي تنتمي لعصر النهضة في أوروبا، خاصة وأن الصبغة الحمراء التي كانت تستخدم في صناعة هذا السجاد كانت من أعلى الأصباغ تكلفة في ذلك الوقت.

وفي عام 1821، تم استقبال الرئيس الأمريكي جيمس مونرو في ساوث كارولينا بسجادة حمراء للترحيب به واحتفاءً بوصوله، ليبدأ الارتباط بين ”الريد كاربت“ ومراسم استقبال الشخصيات السياسية البارزة.

تاريخ السجادة الحمراء في عالم السينما

وفي القرن العشرين، استخدمت هيئة السكك الحديدية في نيويورك سجادة حمراء للترحيب بركاب قطار خاص، وتم فرش السجادة داخل المحطة ليسير عليها ركاب هذا القطار باهظ التكلفة.

أما في عالم السينما، فقد كان الظهور الأول للسجادة الحمراء في عام 1922 خلال العرض الأول لفيلم ”روبن هود“ في صالة عرض تاريخية في هوليوود تحمل اسم ”المسرح المصري“، ليبدأ البساط الأحمر الشهير رحلته مع الأحداث الفنية.

ويعود الظهور الأول للبساط الأحمر في حفلات الأوسكار إلى نسخة عام 1961، حيث تم استخدامه للترحيب بالنجوم القادمين للحفل. وفي عام 1964، قرر الإعلاميون الخروج بكاميراتهم إلى خارج القاعة لتصوير وصول النجوم على البوابة ولحظات مرورهم على ”الريد كاربت“.

وتطور الأمر مع مرور السنوات، ولم يعد ”الريد كاربت“ مجرد وسيلة للترحيب بالنجوم، بل أصبح مسرحًا خاصًا لاستعراض الأزياء والموضة، إذ تتسابق بيوت الأزياء العالمية للتعاقد مع النجوم والنجمات من أجل ارتداء أحدث الصيحات الخاصة بها أثناء المرور على السجادة الحمراء في المحافل الكبرى.