قناة عشتار الفضائية
 

البطريرك ساكو للشبيبة الكلدانية: الكنيسة متعاطفة معكم، ليس ثمة ما يدعو إلى اليأس

 

عشتار تيفي كوم – ابونا/

بالتزامن مع احتفال الكنيسة الكاثوليكية الجامعة باليوم العالميّ للشباب على صعيد الأبرشيات، افتتحت الكنيسة الكلدانيّة، أمس الخميس، لقاء الشبيبة الكلدانية، وذلك في كاتدرائية مار يوسف بالعاصمة بغداد، بمشاركة 450 شابًا وشابة من مختلف الأبرشيات الكلدانيّة في البلاد.

 ووجّه البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو للمشاركين كلمة جاء فيها: "أود أن أُعبّر لكل واحدة وواحد منكم عن تعاطفي معكم وتفهمي لما تعانوه من صعوبات وتحديات، لكن ليس هناك ما يدعو لليأس. الرب يدعوكم لتكونوا كنيسة حيّة وقوية، كنيسة حاملة لكلمته ومحبته وخلاصه".

 قال: "إننا ككنيسة محليّة حاولنا عدة مرات أن نُنضِّم لقاءات للشبيبة، لكننا لم نتمكن بسبب الظروف السياسيّة والأمنيّة وتهجير مؤمنينا من الموصل وبلدات سهل نينوى، وأعقب ذلك تفشي جائحة كورونا وتبعاتها، ومع ذلك فكنيستنا تفتخر باشتراك بعض شبابنا في الأيام العالمية للشبيبّة التي كان يُحتفل بها في السنوات الماضية وتوقفت بسبب جائحة كورونا. اليوم، وبالرغم من كل شيء تمكنّا من عقد هذا اللقاء، فشكرًا للمنظمين، وشكرا لكم على مشاركتكم. كلي رجاء بلقاءات أخرى أكثر عددًا وأطول مدة".

أنتم حاضر الكنيسة ومستقبلها

 وشدّد البطريرك ساكو على أنّ "الشبيبة هي حاضر الكنيسة ومستقبلها، هذه الكنيسة الحيّة كما قال البابا فرنسيس في القداس الذي احتفل به بتاريخ 7 آذار 2021، أنتم فيها كل من موقعه رسول يقدم شهادة مؤثِّرة عن ايمانه، ويساهم في حيوية الكنيسة وحضورها".

 ولفت إلى أنّ "الشباب في الكنيسة ليسو ديكورًا، بل هم أشخاص لهم كرامتهم ومواهبهم وفكرهم ودورهم في الكنيسة. لنتذكر كلام مار بولس: ’فاعتبروا ايُّها الاخوة دعوتكم‘ (1 قورنثوس 1/ 26). والبعض من زملائكم استشهدوا وفاءً لإيمانهم، وهم موضوع اعتزازنا".

هدف اللقاء

 وأشار البطريرك الكلداني إلى أنّ اللقاء يهدف إلى "أن تبلور الشبيبة الكلدانية دورها المسيحي والكنسي لإبراز هويتها المسيحيّة وتمسّكها بجذورها وإرثها الكلداني الأصيل، ولغتها، إلى جانب هويتها الوطنيّة العراقيّة، ولعب دور إيجابي لنهضة البلد".

 أضاف: "أعرف أن هناك صعوبات ومعانات وتحديات، لكن علينا أن نتقدّم بحكمة لأن المشاكل تحمل معنى مهما وأن الالام تولِد الآمال. أمام تناقص عددنا علينا التكاتف والوحدة فالحضور المؤثّر غير مرتبط بالعدد بل بالكفاءة والنوعية. وهنا أُشير إلى أهميّة اكتشاف دعوات رهبانية وكهنوتية من بينكم".

 تابع: "أعرف مشكلة الخريجين والعاطلين عن العمل بالرغم من صدور قرار حكومي يقضي بتعويض وظائف المسيحيين المتقاعدين أو التاركين وظائفهم بمسيحيين آخرين حصرًا، لكن من المحزن أن القرار بقي حبرًا على ورق بسبب المحاصصة واستحواذ الأحزاب والميليشيات على هذه الوظائف. لكن لا ينبغي أن نيأس ونتراجع. سوف نحاول أن نسترجع حقوقنا وندافع عن وطنيتنا كاملة".

ما تطلبه الكنيسة

 وحول ما تطلبه الكنيسة الكلدانيّة من الشباب، شدّد البطريرك ساكو على ضرورة "أن يكتسبوا تنشئة مسيحيّة سليمة ومستدامة، وأن يثقفوا أنفسهم بمعرفة لاهوتيّة رصينة تدعم شراكتهم في حياة الكنيسة". كما دعاهم غبطته إلى التفكير بماهيّة الكنيسة التي يصبون إليها، وما هي الأدوار التي يستطيعون أن يلعبوها للمساهمة في حيويّة الكنيسة وحضورها، خاصة ونحن في المسيرة السينودسيّة وعلى أعتاب سينودس الأساقفة عام 2023.

 كذلك شدّد غبطته على "ضرورة الإلمام بالثقافة العامة والمجتمعيّة التي تساعدهم للعمل مع الشباب الآخرين، خصوصًا المسلمين عبر الحوار، من أجل ترسيخ مبادئ الأخوّة والتنوع والعيش المشترك وتعزيز السلام والاستقرار وبناء مجتمع مدني سليم يعيش فيه كل إنسان بحرية وكرامة، كما أكد البابا فرنسيس أثناء زيارته التاريخية إلى العراق من 5 وحتى 8 آذار الماضي".

 وخلص البطريرك ساكو في كلمته إلى القول: "في الواقع، يبدو أنّ السّير معًا شرط ضروريّ لمساندة بعضنا بعضًا، ولتخطي الصعوبات. نحن مسيحيون نكوِّن كنيسة واحدة في الجوهر، والمتنوعة في البُنى والتعبير، ونحن إخوة في العائلة البشريّة، ومواطنون في بلدنا الذي هو بيتنا المشترك".