قناة عشتار الفضائية
 

رسالة البابا إلى المشاركين في الأسابيع الاجتماعية في فرنسا

 

عشتار تيفي كوم – اذاعة الفاتيكان/

حملت الرسالة البابوية توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين  ووُجهت إلى السيدة دومينيك كوينيو التي ترأس الأعمال.  وعبر فيها البابا عن رغبته في الانضمام إلى المشاركين بواسطة الصلاة، معربا عن قربه أيضا من جميع الأشخاص الذين يشاركون في التأملات والنقاشات التي ستستمر على مدى ثلاثة أيام. 

بعدها توقف الحبر الأعظم عند العنوان الذي تم اختياره للأسابيع الاجتماعية في فرنسا لهذا العام، ألا وهو "لنجرؤ على الحلم في المستقبل، الاعتناء بأناس الأرض"، وقال إنه غالبا ما يؤخذ على الحالمين أنهم يتفادون مواجهة الواقع، ويرون في الحلم خطراً لا بد من التنبه منه. لكن ينبغي ألا نخشى من الحلم، خصوصا إذا كان هذا الحلم متقاسماً ومشروعاً مشتركا. وأكد أنه عندما يكون الحلم فردياً يبقى حلما، لكن عندما يصير جماعياً يشكل بداية لواقع جديد. 

هذا ثم توقفت الرسالة عند الإرشاد الرسولي ما بعد السينودس Querida Amazonia، والذي تطرق فيه البابا إلى أحلام تتماشى مع سياق تلك الاجتماعات السنوية التي تُعقد في فرنسا. وكتب الكاردينال بارولين أن البابا برغوليو دعا إلى الحلم في مجتمع، يناضل من أجل حقوق الأشخاص الضعفاء والمهمشين، وحيث يُسمع صوت هؤلاء الأشخاص وحيث تُصان كرامتهم. وشدد الحبر الأعظم أيضا على ضرورة الحلم في مجتمع يحافظ على الغنى الثقافي الذي يميّزه، وحيث يتألق الجمال البشري بأشكال مختلفة؛ الحلم في مجتمع يحفظ بغيرةٍ الجمال الطبيعي الذي لا يمكن أن يُقاوم، والحياة الوافرة التي تملأ الأنهار والغابات؛ الحلم في مجتمع يتقبّل الرسالة الإنجيلية، أي الإعلان عن الله الذي يحب كل كائن بشري حباً لا متناهياً، وقد عبّر عن هذه المحبة من خلال المسيح المصلوب من أجلنا، والقائم من الموت كي يهبنا الحياة. ويؤكد البابا أن هذه الأحلام يمكن أن تتحقق إذا ما كانت متقاسمة. ومن هذا المنطلق إنه يُسر جداً بالنقاشات التي سيُجريها الشبان خلال الأسابيع الاجتماعية في فرنسا، خصوصا وأنهم يشاركون في ثقافة التلاقي. 

لم تخلُ رسالة البابا فرنسيس من التطرق إلى الأزمة الصحية التي نمر بها اليوم، وقال إن الجائحة سرّعت الوعي حيال ضرورة تغيير أنماط حياتنا. ومن الأهمية بمكان أن نفكر بمستقبل يساعد الناس على عيش الأمل. ونحن كمسيحيين مدعوون إلى حمل فضيلة الرجاء إلى العالم، خلال هذه المرحل المقررة التي نعيشها اليوم. وأكد البابا أن هذا الرجاء هو عطش وتطلّعٌ ورغبة في بلوغ ما هو أسمى، ما يملء القلب ويرتقي بالروح نحو الأمور العظيمة، كالحقيقة والطيبة والجمال والعدالة والمحبة. وهذا ما جاء في رسالة البابا العامة Fratelli Tutti، التي تحدثت عن رجاء شجاع يعرف كيف ينظر أبعد من الرخاء الشخصي، والشعور بالأمان وما يضيّق الأفق، بغية الانفتاح على مثل كبيرة تجعل الحياة لائقة وأكثر جمالا. 

وكتب أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان في الرسالة أن البابا فرنسيس يطلب من الرب أن يفتح قلوب المشاركين في اللقاءات، وأن ينير نفوسهم ويُلهم نقاشاتهم، كي يتمكنوا من بناء دروب للرجاء الذي يحتاج إليه عالمنا. وأمل الحبر الأعظم أيضا أن تعزز الأعمالُ الاعتناء بالخليقة وبالأشخاص الأكثر هشاشة، وأن تحقق التنمية المتكاملة لكل كائن بشري، بما في ذلك البُعد الروحي. وسأل البابا للجميع شفاعة العذراء مريم، ومنح الكل فيض بركاته الرسولية. 

يقول القيمون على هذه المبادرة إن الأسابيع الاجتماعية في فرنسا انطلقت في العام ١٩٠٤، وهي تشكل منذ أكثر من قرن فسحة للتلاقي والتنشئة والنقاش بالنسبة لجميع الأشخاص الذين، ومن خلال عملهم وتأملاتهم، يسعون إلى تقديم إسهامهم لصالح الخير العام استنادا إلى الفكر الاجتماعي المسيحي.