المثقفون العراقيون في استراليا يودعون بحزن بليغ شهيد الثقافة العراقية الاستاذ كامل شـــــياع

 سدني، العراقية : لبرون سيمون

 نظم المثقفون العراقيون في سدني /استراليا وعلى قاعة الاحتفالات الكبرى في النادي الثقافي الرياضي الآشوري مساء يوم الأحد الموافق 31/8/ 2008م حفلاً تأبينياً ودعوا فيه وبحزن بليغ شهيد الثقافة العراقية الأستاذ كامل شياع الذي اغتالته يد الغدر والظلام أعداء الإنسانية والتقدم بتأريخ 23/8/2008م وفي الساعة الثالثة والظهر ليضاف إلى قائمة الشهداء.

وفي بداية الحفل التأبيني هذا عزف النشيد الوطني العراقي (موطني ) وسط وقوف الحضور بإجلال واحترام ثم استأذنت عريفة الحفل السيدة ماركو هاول الحضور بالوقوف دقيقة صمت استذكارا لأرواح الشهداء العراقيين جميعا ً الذين سقطوا برصاص الغدر والخيانة، ثم قدمت فعالية (( طائر المنفى )) من تأليف وإخراج الفنان عباس الحربي وتقديم كل من الفنانين منير ألعبيدي،وفارس دانيال ورغد أغا ثم والقى السيد ليث العبودي كلمة نيابة عن السيد غانم طه ألشبلي سفير العراق لدى استراليا معزياً فيها أسرة الشهيد وأقاربه في العراق واستراليا، ثم ألقى الشاعر المبدع غيلان كلمته التي صفق لها الحضور بحرارة بالغة، ثم كانت برقية من حزب الدعوة، والمجلس الآشوري الكلداني السرياني التي ألقاها السيد صباح ميخائيل، وأعقبتها كلمة المؤسسة العراقية للثقافة والفنون ألقاها السيد عبد الحسين السماوي، ثم قدم الفنان إسماعيل فاضل بعضا من المقامات والموشحات الدينية، وفضحت كلمة السيد حسن ناصر الأيدي المجرمة التي اغتالت كلمة الحق في وسط الفوضى العارمة في العراق، ثم تلتها كلمة الاستاذ موفق ساوا رئيس تحرير جريدة العراقية القاها الاستاذ احمد الياسري مدير التحرير بالنيابة بعدها القى الشاعر أحمد الياسري قصيدة شعبية بالمناسبة، وكانت قصيدة الشاعر الشعبي المعروف حيدر كريم من الروعة والحبكة بحيث هزّت مشاعر الحضور ثم قدّم السيد كريم جبّار عن المنتدى الثقافي المندائي الاسترالي، أما كلمة جمعية الثقافة الكلدانية الاسترالية القاها الدكتور هرمز شابا اعقبها بقصيدة شعرية رثا فيها الشهيد كامل شياع وكل الذين سقطوا شهداء الكلمة الحرة في العراق.. فقد"إسـتهدفه الطائفيون لأنه لم يكن طائفيا .. ولأنه آمن بالشعب والغد والنور ،  وكـفـَرَ بالأباطرة  والعتمة وبأمس ِالجهالة  ، فقد كانت ريح الظلاميين ومسدسات أعـداء الطفولة، وعاشقو الظلام، تبحث عن قنديله لإطفائه .. خطيئته أنَّ يده أنصع من مَـراياهم ... وسـريـرته أطهـرُ مـن صلواتهم ... وأنه يعجـن طحينه بعَـرَق جبينه في زمن الرزق السَّـحْت ِ والنضال المسـتأجر والجهاد المفخخ ...عرَفـَهُ محرابُ الحرية ِ سـادنا ً ... وخـَبَـرَهُ حـقـلُ المحبة ِ فلاحا نبيلا ً ، يحرث ُ ويزرع ُ من أجل أنْ تمتليء مائدة ُ الفقراء بخبز ٍ يليق بكرامة الإنسـان ـ فلا عجبَ أنْ يسـتهدفه أعداء الإنسانية وجلادو العصافير ـ أولئك الذين يكرهون رائحة البرتقال ويعشقون دخان الحرائق .."

 ثم جاء دور السيد سعدي شياع شقيق الراحل كامل شياع فقد تطرق إلى سيرة الراحل وبعضا من أقواله التي حفظها، وشكر كل الذين حضروا هذا الحفل التأبيني وأيضا الذين ساهموا وبجهد متميز في تنظيمه بهذا الشكل الذي يليق بمكانة الراحل الأدبية والفكرية والعلمية.

 

الراحل الشهيد في سطور

·        ولد الشهيد كامل شياع عام 1954م في محلة الشوّاكة ببغداد

·        أكمل دراسته الابتدائية في  بغداد

·        تخرج من معهد إعداد المعلمين 1973م

·        مارس مهنة التعليم من 1973م ـ 1978م

·        غادر العراق شتاء 1978م  إلى الجزائر حيث عمل في حقل التدريس

·        رحل إلى عدة دول أوربية ، ثم استقر في ليتفرغ إلى مشروعه الأكاديمي والأدبي 1983م

·   تزوج من امرأة بلجيكية كي يلد غصنا يافعا أسماه" ألياس" الذي يُدرّس العلوم السياسية في جامعة بروكسل ،وعاد إلى الوطن سنة 2003محامل معه مشاريع أدبية وعمرانية وثقافية ،اغتالته يد الظلام يوم 23/8/2008م، ليكون ضوءاً ًوهّاجاً في عمق العتمة .

كلمة الأستاذ موفق ساوا رئيس تحرير جريدة العراقية .. ألقاها الاستاذ احمد الياسري مدير التحرير بالنيابـــة

الإخوة والأخوات السادة المحتفلون بأسم اسرة تحرير جريدة العراقية وبأسم رئيس تحريرها الاستاذ موفق ساوا وجميع كتابها وكوادرها وباسمي شخصيا نتقدم بأحرالتعازي والمواساة  للشعب العراقي جميعا وللأسرة الثقافية العراقية واسرة الشهيد  كامل شياع بشكل خاص ، الذي نعد عملية اغتياله عملية اغتيال شوهاء للعقل العراقي المثقف الذي ناضل ويناضل من اجل تحرر العراق من كل انماط الدكتاتورية والارهاب الفكري .. ولقد كان الشهيد مثالا عمليا صادقا لهذا الهدف الوطني السامي .. منذ ان قاد عملية نضاله الثقافي مغتربا مهجرا معارضا للنظام الدكتاتوري السابق  الى ان ختم  هذه الرحلة النضالية المقدسة وهذه المرة من ارض الوطن ضد اذيال الظلام وقادة مليشيات التغييب الفكري فكان مسك ختام رحلته معطرا بمسك الشهادة .. فهنيأ له بها وهنيئا للعراق بابنائه الشهداء المضحين .

اننا اذ نستذكر هذا المثال الوطني الانساني الحي نستنكر ايضا كل عمليات الاغتيال والتغييب الجسدي والفكري التي تستهدف مثقفي العراق ونعد ما يحصل على ارض الوطن الان  مسلسلا محبوكا لأفراغ العراق من ثرواته الثقافية وطاقاته الابداعية ابتداءا من اغتيال اساتذة الجامعات والعلماء العراقيين وتهجيرهم وانتهاءً باغتيال كتابه ومناضليه .. لذا نطالب المجتمع الدولي بكل مؤسساته السياسية والثقافية ونطالب الحكومة العراقية بشكل خاص بتحمل المسئوليات الاخلاقية تجاه ما يحصل في العراق من جرائم ابادة فكرية .. وفتح ابواب تحقيق دولي تشرف عليه الامم المتحدة لكشف خفايا هذا المسلسل الإرهابي الخطير الذي لا يستهدف الا العقول العراقية وفضح الدول الداعمة للإرهاب الثقافي  في  العراق وتقديم المسئولين  عن هذه الجرائم الى محاكم دولية .. فالابادات الجماعية التي حوكم المسؤلون عنها في العراق وبعض دول العالم يجب ان يرادفها محاكمات للمسئولين عن الابادة الفكرية الجماعية في العراق ..فنفط العراق الذي لا ينضب هو عقول مثقفيه ومبدعيه ..واستهدافهم هو استهداف لثروة الوطن الفكرية .. في الختام سلام عليك يا شهيد العراق يا كامل شياع .. سلام على روحك الطاهرة وجسدك الذي ابى الا ان يمتزج عبقه بعبق التراب العراقي ... فاصعد الى السماء الى حيث ملاذك الملكوتي الخالد .. واترك ملثمي الوجـوه من اصحاب الرصاصات الكاتمة تحت قدميك فانت الرصاصة العراقية الناطقة .

جريدة العراقية

  سدني

31-08-2008