سميل..بين الذكرى والألم
كل عام تمر بنا ذكرى مذبحة سميل..يستذكرها الآشوريون بألم. سميل التي قدمت ابنائها الآشوريين على مذبح الحرية مطالبين بحقوقهم المشروعة.. لم يتأخروا في الدفاع عن كافة حقوقهم القومية ببسالة.. لكل عراقي مأساة وويلات لحقت به ولم يسلم اي مواطن منها.. سواء الذي تنازل عن حقه ورمى بنفسه بين احضان السلطة الحاكمة ومنذ عقود من الزمن ونحن الآشوريين كان لنا الحصة الكبيرة من انتهاكات لحقوقنا القومية. بعد تأسيس الدولة العراقية والحكومات التي تعاقبت على حكم البلاد استعملت كافة العقوبات والانتهاكات لكسر الشوكة الآشورية وإجبارنا على التخلي عن حقوقنا ففي عام 1933 أرسل رئيس وزراء العراقي رشيد عالي الكيلاني. قوة عسكرية من الجيش العراقي بقيادة العميد بكر صدقي لأبادت الآشوريين والذين أعتبروا القوة المتمردة للحكومة والقانون. فكانت المذبحة التي جرت هناك في سميل وصمة عار. رغم ان القائمين بها اعتبروا أبطالا. ومنهم العشرات من الضباط الكبار الذين شاركوا في المذبحة منحوا باوسمة (البطولة) الممنوحة لهم من قبل الحكومة العراقية في قمع واضطهاد الآشوريين في العراق. الفريق الاول الركن صائب صالح الجبوري، كان رئيس أركان الجيش العراقي هو ايضا شارك في مذبحة سميل(1933) وكان بمنصب ضابط ركن رتل الحاج رمضان. وبنفس العام منح بوسام الخدمة الفعلية (الشجاعة) في قمع الحركة الاشورية . قتل الالاف من الشيوخ والنساء والرجال والاطفال بدون رحمة ولاشفقة ولم ينطفئ حقد السلطة الحاكمة انذاك فقامت بنفي مار شمعون ايشاي بطريرك كنيسة المشرق و ماليك ياقو ماليك إسماعيل زعيم عشيرة تياري العليا وجردا من الجنسية العراقية . كما أعتبر بكر صدقي ببطل ورجل وطني وحظى بمديح من قبل الشاعر العراقي المعروف محمد مهدي الجواهري أشبهه بموسوليني إعجابا بقوته. قبل أشهر بالتحديد 6 كانون الثاني أحتفا الجيش العراقي بذكرى تأسيسه وتمتع الشعب العراقي باستراحة ( عطلة ) بربوع العراق ناسين أن أسلاف هذا الجيش قام بمذبحة ضد ابناء بلده الآشوريين فبذكرى التأسيس الجيش العراقي يستذكر الآشوريون مذبحة سميل .. لقد دون التاريخ أبشع المجازر والمذابح على وجه الارض والتي قامت بها الحكومة ضد شعبها وابنائها فقتلت الأم الآشورية قبل أبنائها ، صرخت بوجه المعتدين لخلاص اعزائها.. فالمرأة الاشورية شربت الأمرين لما جرى لزوجها وأخوها ولأبنائها.. قُتلت هي ايضا وانتهكت .. واليوم التأريخ ها هو يعيد نفسه وتنتهك حقوق أبناء شعب العراق الأصليين وها هو قسيسهم يُقتل وابنهم يُذبح وابنتهم تُخطف شعب يُهجر. عاد القتل والتهجير الذي أصاب شعباً مسالماً من قبل جماعات إرهابية. ولكن ألم يحن الوقت للحكومة العراقية أن تنظر في شأن هذا الشعب الذي لا زال يُضطهد. فإلى متى يبقى يعاني الاضطهاد والتهجير؟أنها ذكرى مذبحة سميل نتذكر أسماء شهدائنا ونتمنى من كل القلب ان نعيش في وطننا بسلام وأمان وان تتفهم الحكومة قضيتنا كناس مسالمين نطالب بحقوقنا القومية لأمة آشورية وضعت اللبنة الأولى في صرح بناء الوطن العراق. ولتكن ذكرى مذبحة سميل فرصة لتوحيد صفوف شعبنا وتوحيد الخطاب الآشوري السياسي خدمة للعراق الوطن وأبناء شعبنا.
داني بلاطس |