لاهوت القداس ج10

فلاشات من محاضرات الاب ابراهيم حداد

 

يعيد الكاهن هاهنا مافعله الرب يسوع بالعشاء الاخير مع تلاميذه  حيث اعطاهم الفصح  الجديد اي جسده  ودمه تحت اشكال الخبز والخمر وامرهم ان يصنعوا هذا  لذكرى تخليد لحضوره في البشريه في سر محبته اي في الأفخارستيا ، الذكرى او قال لهم اصنعوا هذا لذكري  وهذه عليها كثير من  الاختلافات ، انه الكثير من الكنائس التي تدعي انها مسيحيه  التي تؤمن بان هذا خبز وخمر وليس جسد ودم يسوع المسيح  وفقط  للذكرى مثل مايقول اخوتنا البروتستانت

 وربما احدا يحاول ان يحاججنا  بهذه الذكرى ؟

ان ذكرى الميت هي ذكرى ميته ولكن ذكرى الحي  هل هي ذكرى ميته بل هي ذكرى حيه  كيف اذكر الحَي بأشياء ميته  واذا اذكر الحي بشيء ميت اذن الحي المذكور  في الشيء الميت محدود فيه  ولما اذكر الله  الحي  لابد ان اذكره بطريقه انه  يظهر حضور  الله الحي حياً بيننا هذه هو معناها  لجملة اصنعوا هذا لذكري  وليس معناه  نتذكره  عندما عمل العشاء السري فقط لاجل الذكرى  وهذا مايعمله البعض ممن انشقوا عن الكنيسه الأم  وهم يتذكروه ويقولون هذا خبز  نحن نذكر المسيح  صحيح ايها المسيح  لقد صنعت العشاء السري  ويعيد هذا مرات  انها روحانية افلام كارتون متحركه ، لانه  كال ما  يتكلمه الآزلي إلا وان يكون كلامه آزلي  يتعدى الوجود  من زمان ومكان اي القضايا الزمنيه  مثلا  على سبيل الفرض اذا جاء يسوع وتكلمه مع احد منا  هل انه يتكلم فقط بشؤون تخص هذا الشخص فقط   هو الآزلي عندما جاء للبشر  لم ياتي لهذا الشخص فقط  بل لكل البشر ولكن عندما يتكلم  مع هذا الشخص  فانه يحكي مع كل البشر من خلال هذا الشخص  ويتكلم ايضا مع كل الذين سوف يأتون بعد هذا الشخص اي الاجيال القادمه من خلال الحاضرين في زمانه  لانه هو الكلمه الآزلي  التي

 لا تنحصر بزمان  او مكان  فكيف يمكن ان ينحصر  ذكر الله في قطعة خبز  وقليل من الخمر  كيف يمكن ان ينحصر ذكر الله بأشياء احيانا ندوس عليها  تحت اقدامنا  او نرميها في مكان النفايات  كيف الله يمكن ان ينذكر  بهذه الاشياء  هل الله محدود ، فاذاً الله يذكر في هذه الاشياء لانه تحويل الخبز والخمر يعني تحويل الحاضرين في القداس الى مسيح .

الخبز هو صورة عني وعن الاخرين في الكنيسه ، مثلا انا وشخصا اخر  في الكنيسه  نحن بشر  والخبز  هو خبز عندما يتحول الخبز الى جسد المسيح  تحول الخبز والخمر الى جسد ودم يسوع المسيح  يعني تحولنا الى مسحاء  وعندما ننكر تحويل الخبز والخمر معناه انكرنا تحويل الانسان الى مسيح  واذا لم نتحول الى مسحاء فاننا لن نقبل في ملكوت السماوات  ، فالذكرى هنا  التي يريدها يسوع هي ذكرى من  صنع الروح القدس  روح الله الآزلي  فهل الروح القدس  ينزل  ليقول اذكرونا ، انه روح الهي عندما ينزل  انه روح الخلق لان الله خلق العالم كله بالمحبه  والكل موجودين لان الله احبنا  ولذا فأن الروح القدس هو الحب الالهي المتبادل بين  الاب والابن  وهو نفس الروح الذي سوف يتمم الخلق  ومعناه هذا انه جزء من الخلق  هوتأليه الانسان او تحويل الانسان  وهذا ياتي من عربون تحويل الخبز والخمر الى جسد ودم المسيح  وهذا ماحققته الافخارستيا  وإلا كانت صورة كاريكتريه  اذا فقط نجلب خبز وخمر  ونجلس  ونتذكر المسيح،  ولماذا عندما نتذكر الآم المسيح نلطم على صدورنا اهذا هو التذكار ! والسؤال كيف اتذكر الآم المسيح ؟ الجواب  هو عندما احمل الآمَهُ   وليس فقط اتذكر كيف ضربوه  وسمروه على الصليب  هذا تذكار ميت   وعندما اتذكر ألآم يسوع هو ان احمل ألآمه ، واتذكر قيامة يسوع اقوم معه ، اتذكر موت يسوع اموت معه  لانه هو حيُ    يريد ان يصبح الانجيل حي فينا  يعيش فينا وليس انجيل يقراء بعيوننا   والانجيل لابد ان يعيش فينا وهذا هو المقصود  لانه هو حي لايريد اي شيء مكتوب  بأيادي البشر  وانه لايكتب مثل البشر  بحبر على الورق   وكلاهما جماد  بل انه يكتب بالدم على اللحم  والدم واللحم على صفحات التاريخ  هذه مادة الكتابه  بطريقته مثل مابدء اصبع النار يحفر في الحجر الوصايا العشر على لوحي الحجر  وهنا اصبع النار يرمز للروح القد س  الذي يكتب شريعة الروح على قلوبنا  ولماذا قلوبنا حجر  لانها جسديه  وكل شيء جسدي هو متحجر مادي قاسي محتاج الى حفر  هكذا يكتب فينا بالروح القدس  وانه يكتب الانجيل بطريقه  انه الانجيل يعاش بألهام الروح القدس  نعيشه ونعمل ونتكلم به للاخرين   وهنا الكثير من القديسين بشروا بيسوع بنواحي عديده احيانما بالفرح الدائم  على وجوهم ...الخ. وهذه الذكرى  ذكرى يسوع المسيح تبدء الذكرى بان الخبز والخمر يتحولان الى جسد ودم يسوع المسيح  ثم نحن نتحول معهما الى المسيح الحي  عندما نسمع الانجيل نتناول نفس يسوع  بالكلمه وعندما نأكل الجسد نتناول جسد يسوع في جسدنا  ونشرب الخمر المحول نتناول دم يسوع في دمنا  وهذا هو الرد على كل من يسأل حول هذه جملة الذكرى .

ان الشيء المائت لايحد الله  لانه لايستطيع ان يحمل الله ، مثلا الانجيل يحمل الكلمه  لكن هو حِبَر وَورق مائت  هلى الكلمه في الانجيل هي هي الكلمه  لا  والكلمه في الانجيل هي  رموز  (والمقصود ليس مثل رموز بمعناها الحرفي للكلمه المكتوبه  مثلا اذا جاء شخص انكليزي الجنسيه وقراء العربي  هل سوف يفهم شيء اكيد لا  اذا لماذا الذي يتكلم العربيه يفهم العربيه  لانه متعود على رموز الكلمه  والكلمه مركبه من حروف  وهي رموز تدخل الدماغ يحلها الدماغ ويفهمها معنويا وروحيا  ، ولكن الكلمه  هل تقدس الانجيل ام تعمل اعمال الله في الورق  اكيد لا ولكن عندما  تنزل الكلمه فينا  وقتها تعمل اعمال الله  فينا  لانه الله حي يعمل في الحي  الله الحي لايعمل في الميت  هذا هو المقصود بالرموز  وهنا ليس قصدي نذهب الى اللاهوت الكتابي  ونقول انه موجوده رموز تعني كذا ولاتعني كذا  ليس هو هذا المقصود ،   ) اقراءها لتصبح الكلمه روح فِيً أنا  والكلمه التي فِيً انا التي تعيش فِيً هي كلمة الله لذا عندما جاء يسوع  لم يقل  للرسل اكتبوا  ولا الرسل فكروا  يكتبوا( واول كتابة انجيل كانت بين 55-60م)  لانه المقصود عمل الروح القدس في الكنيسه هو الذي يكتب حياة يسوع  في الكنيسه وفي كل فرد  وهو الذي يكتب الانجيل على اللحم والدم هذا هو الذي يعمله الروح القدس فينا  ويحولنا الى مسحاء هو هو الذي يعمله بالخبزوالخمر من اجلنا نحن عندما نتجتمع على الافخارستيا  إلآ وهو يكون بيننا بالافخارستيا ، وبالعشاء  الاخير توزع الخبز وانكسربأيدي يسوع  معناه عندما نكون مجمعين حول الافخارستيا   مستحيل ان تكون افخارستيا إلآ  بوجود يسوع فكيف  يكون موجود  يسوع ؟  موجود يسوع بالروح القدس النازل والجسد والدم أكتمل يسوع حي روح وجسد ودم يسوع المسيح الحي موجود في الافخارستيا وإلآ الافخارستيا الغير موجود فيها يسوع ليست افخارستيا .

 الكاهن هنا يقول لما حان الزمان الذي كان مزمعا ان يتالم ويدنو من الموت في تلك الليله التي أسلم فيها اخذ خبز بيديه المقدستين ورفع عينه اليك انت الله اباه ضابط الكل وشكر وبارك وكسر وأعطى تلاميذهُ قائلا خذوا فكلوا كلكم هذا هو جسدي ..الخ.

ماذا يقصد هنا عندما قال لما حان الزمان الذي كان مزمعا ان يتألم، سؤال هنا مطروح هل توقف يسوع عن التألم ؟ فأذن اي زمان هو يتكلم  عن زمن الصلب المستمر  وان ذبيحه الافخارستيا الخبز والخمر وتحولهما  مازالت قائمه ومستمره   وهنا  المقصود بلما حان الزمان هنا الزمان  يعني في كل جيل  لانه يسوع لحد الان  ينصلب مثلا  اي شخص ما  قال كنت مسيحي ولكن الان  انا غير مؤمن بالمسيح  وانني انغشيت بتعاليمه هنا هذا الشخص ماذا عمل  بيسوع  اليس  انه صلبه وطعنه بجنبه وسمروه على الصليب  ووضع  الشوك على راسه ..الخ هنا ماذا يحصل  ان ليتورجية  الذبيحه لم تنتهي  بَعد بدءت بيسوع وهي مستمره  لحد الان  ويسوع المسيح بَعدهُ  يذبح ويتألم  والذبيحه مازالت تقدم والذبيحه مازالت تتحول ، اذا الخبز والخمر اللذان بدءوا بالعشاء السري  ليسري مفعول سر الافخارستيا  في الاجيال القادمه ، كيف  تسري ؟  ان عملية التجسد أول تجسد  على الميلاد حدث  وبعدها الخبز والخمر  وهنا الخبز والخمر هو تجسد  دائم وان عملية تجسد واحده  عملها  من اجل يسوع الناصري  من بعد ما قدم جسده ودمه  وروحه بدءت عملية التجسد عمليه دائمه  كيف ؟

 ان عملية تجسد الخبز والخمر  اصبحى لحما ودما  يعني اصبح لحما ودما فينا  عندمانتناول جسد ودم المسيح تحت اعراض الخبز والخمر  وايضا نعترف باننا نتحول بذبيحة يسوع الى يسوع  المسيح نفسه  ومن انا لاكمل  مانقص من ذبيحة المسيح  فإذن ذبيحة يسوع لم تكتمل

بعد  بدءت بيسوع الناصري  وستنتهي بالمسيح الكوني ( يعني الكنائس الثلاثه المنتصره شركة القديسين والمجاهده يعني نحن والمتالمه الانفس المطهريه )  وعندما الافخارستيا  تخلص يكون المسيح الكوني  يكون اكتمل  بعدها ياتي الصعود الى السماء  في منتهى الايام ، طالما الذبيحه قائمه الرحمه الالهيه موجوده( لان الذبيحه موجود لاجل الرجمه الالهيه)  وطالما لاتوجد ذبيحه لاتوجد رحمه الهيه  فقط  توجد العداله الالهيه . هنا عملية تجسد دائم  وعندما  انكر انا على سبيل المثال تجسد يسوع المسيح الحي  في الخبز والخمر واللذا ن لن يعودا خبز وخمر بل جسد ودم المسيح  اي انا سوف  اعمل على صلب يسوع ولكن الاصح ان اؤمن وهنا   يعني انا لم أعًد أدم بعد اصبحت ادم الجديد القائم من بين الاموات  لم أعد البشر المائت اصبحت ابن الله  الذي لايموت  هذا هو التحويل  لان المسيح تجسد فينا  حتى يحولنا الى مسحاء  قائمين من بين الاموات  واننا سوف لن نموت اي لن نخطىء  لايقدر   الموت ان يعمل معي اي شيء  حتى اذا شخصا ما قتلني فانه يقتل ادم فيً  لان ادم المائت موجود في لحمي ودمي  والذي يموت فيً هو ادم المائت  لانه  هو اعتيادي ميت  لكن ادم الذي قام مع يسوع المسيح  ادم الحي الحقيقي  يسوع المسيح  هذا لايوجد احدا ان يصله  لان كل الذي عملوه اليهود  عندما كان يسوع الناصري  قدروا ان يصلبوه  لكن  عندما اصبح يسوع القائم من بين الاموات  هل قدروا ان يصلوه  ومن الذي يقدر ان يصله  ومن الذي يقدر أن يلمسه  او يقتله او يصلبه  وهذا ماقاله الرب يسوع لاتخافوا من الذي يقتل الجسد بل خافوا من الذي اذا قتل  يقتل الجسد  والنفس معا .

 وهنا عندما قال الكاهن لما حان الزمان  ويعني زمان يسوع الناصري المعد للصلب  من  اي  عندما جاء يسوع الناصري حان الزمان  ومستمر  هذا عبر الاجيال  اي مازلنا في الزمان ولو على سبيل الفرض الزمان انتهى كان ليس هناك افخارستيا  وايضا انتهى الصلب  وايضا كانت انتهت الذبيحه .  ونرجع  للعباره الذي كان فيه  مزمعا ان يتالم  ويدنوَ من الموت في تلك الليله التي أسلم فيها اخذ خبزا بيديه المقدستين  هنا ماذا كان يعمل  بأخذه خبزا  بيديه يعني قدم ذاته ذبيحةً  قدم ذاته بأرادته الحره من ذاته من حبه ُ قدم ذاته بيديه  من عمل يديه  يعني انت صانع الذبيحه  عندما تقدم نفسك ذبيحة  انت هو صانع الذبيحه  على مثال يسوع  ولكي تكون صانع الذبيحه  على مثاله  يعني انك حملت كهنوت يسوع الذي يقدم الذبيحه  لفرد منا على يديه  هو  اي شخص يخدم المذبح او من الحاضرين في القداس  ويدي هذا الشخص تعني  بملىء ارادته ، في تلك الليله  التي اسلم فيها  ، لماذا لم يُسلم بالنهار وأسلم بالليل؟  عندما الكاهن يقول هذا الكلام  قبل الكلام الجوهري الناس الذين في الكنيسه  يجدون انفسهم  في ظلام هذا العالم  الليله يعني زمان ابليس  هذه هي ساعة ابليس  المزمع فيها ان يُسَلم  إبن الانسان الى الموت  معناه  عندما نسمع الكلام بالقداس  نحس على انه نحن  نصبح قربان في هذا العالم  لذا يسوع قال للرسل سأرسلكم  كخراف بين ذئاب  بعدنا  في جَو الذبيحه  والذبيحه هنا تُعَد ، اين تذبح الذبيحه  خارج المحله  ، اين ذبح يسوع  خارج الهيكل  وخارج اورشليم المدينه المقدسه لانه كانوا يعتبروها مدينة الله  فكيف يريدون ان يذبحوا  في مدينة الله  مدينة السلام  اي سلام  انه السلام العالمي  سلام الجسد  وليس سلام الروح   وعلينا ان ننتبه ان سلام الجسد وسلام الروح متناقضان  ومتحاربان لذا قال يسوع للتلاميذ  عندما جاء اليهم في العُليه سلامي اعطيكم وليس  اعطيكم اياه كما يعطيكم العالم ، وهنا عندما نسمع الكلام الجوهري  نتحضر لنقدم انفسنا  بيدنا مع يسوع  المسيح عندما الكاهن  يرفع الصينه والكأس  ويقدم  ذاته مع كل الحاضرين  ونحن نرتفع مع القربان الى فوق  واقصدها انه انا موجود  في قلب هذا البرشانه الكبيره المرسوم عليها صورة الحمل  على شكل دائره  يعني  انه حَمَلَ كل الموجودين بذبيحة يسوع  وتحضروا انفسكم   لتقدموها ذبيحةَ  ليسوع .

 في تلك الليه يعني  في ظلام هذا العالم لانه في الليل  اذا لم  نكن خرفان  فلابد ان نكون ذئاب  ولايمكن ان نكون خروفا وذئبا في ان واحد  ، وعندما نكون في قبر يسوع  اي في الكنيسه مائتين عن العالم  نكون نحن  الخروف المُعَد للذبح  ، ان الاشياء التي تحول كلام الجوهر ي  الذي انا افهمهُ  ويبدء يحولني  الى ذبيحه لكن عن طريق ارادتي الحره  اي بان اقدم ذاتي بيدي يسوع ذبيحه   وايضا تلك الليله تعني  وليس تلك الليله المقصود فيها فقط   وكما نعرف ان يسوع ازلي  والليله هذه  آزليه لاتعني  ليله واحده  اثنى عشره ساعه  بل تعني زماننا كله  او بالاحرى تاريخنا البشري كله  وهي ظلمة الموت  وظلمة الخطيئه الغارقين فيها  متى ينتهي الليل  عندما تبدء تشرق الشمس ويشرق  النهار الابدي  هنا يمثل الزمان هو الليل  والأبد هو النهار المزمع ان يشرق .