كلدو وآشور
وسريان وقصّة
الرجُل والحيّة القصة مُوَجهّة
الى البعض من أبناء
شعبنا، هذه القصة
رمزية تعطينا
دلالات وأهداف
في غاية الأهمية
عن واقعنا المرير
الذي نعيشه وخاصة
عندما تحاول القلة
القليلة جداً
من الأخوة التلاعب
بمصير شعب أصيل
وعريق وقديم قِدَم
الأرض، لهذا رغبت
التنويه حتى لا
نُصاب بالغرور
والأبتعاد عن
البيت الواحد
والكنيسة الواحدة.
وضعت أبناء الملك
باسماء شعبنا
الكلداني السرياني
الآشوري الذين
يبتعدون عن الروح
الحقيقية للأخُوّة
الحقيقية. القصة
والعهدة على الراوي
قد حدثت في حوالي
السنة 300 بعد ميلاد
ربنا يسوع المسيح
له المجد. كان
الى أحد الملوك
ثلاثة أولاد (كلدو
وآشور وسريان)
وقبل وفاته بيوم
واحد استدعى أولاده
وتحدث معهم عن
الدنيا وأمرهم
بأختيار واحداً
منهم ليصبح خليفته
بعد وفاته مباشرة
بغض النظر عن العمر
لكي تستمر ملكوته
ووراثته لها. وبعد
أن انتقل هذا الملك
الى رحمة الله
اجتمع الأبناء
وناقشوا أمر أبيهم
وتوصيته في الخلافة
لأختيار واحداً
من بينهم، وبعد
المناقشات الطويلة
والمستمرة التي
أوصلتهم الى أن
يذبح أحدهما الآخر
لولا تدخل الخيرين
من الناس، لقد
فشلوا في الأختيار
وبقيت المشكلة
وبعد التشاور
للمرة الأخيرة
أتفقوا بأن يذهبوا
الى ستة أشخاص
من العقلاء ليحكموا
بينهم من أجل اختيار
الخليفة المناسب.
ذهبوا الى الأشخاص
الستة وبعد سرد
القصة وطلب المساعدة
منهم أصبح كل شخصين
مع ولد واحد أي
كل اثنين اختاروا
ملكاً واحداً
من بين الثلاثة
وللأسف لم يتم
الوصول الى الحل
الذي كان يرغب
بهِ والدهم الملك
وبعد قليل أخبرهم
أحد الأشخاص بوجود
شخصاً يعيش في
كهفٍ قريب وحيداً
فريداً وكان قد
جاء الى هذه المنطقة
كسائح واسمه أنطونس
وأقترح عليهم
بأن يذهبوا جميعاً
لأستشارة هذا
السائح الغريب،
اقتنع الجميع
وذهبوا الى الكهف
ونادوا بأعلى
الصوت على أنطونس،
وبعد دقيقة جاء
أنطونس وسألهم
عن ارادتهم منهُ،
عندها سرد القصة
أحد الأشخاص الستة
وبعد أن سمعها
أجاب موجهاً كلامه
وحديثه الى الأخوة
الثلاثة " لو كان
والدكم الملك
قد أحسن تربيتكم
لكُنتُم قد أنهيتم
الوصية والأختيار
بسهولة ، ولكن
والدكُم لم يُحسن
تربيتكم والآن
كل واحد منكم يرغب
بقتل أخيه بالسيف
أو بالسم ليبقى
هو فقط الملك الخليفة
طمعاً بالمال
والخدم والحشم
والجاه وأضاف
وقال " قصتكم تشبه
قصة الرجل والحية
" ، أذهبوا بسلام
إنكُم لا تستحقون
اللقب لأن كل واحد
منكم عقلهُ وتفكيره
ليس بحُب الخدمة
الصافية ولم شمل
العائلة والوحدة
والتكاتف وإنما
يرغب كل واحد منكم
أن يأخذ اللقب
لغايات ليست ايمانية
وليس لها أية صلة
بالأخلاق الحميدة
وخدمة الله وبهذا
لا يستطيع أي واحد
منكم بأن يكون
خادماً وقائداً
لأخوته كما قال
المسيح وإنما
كل واحد منجرف
بحسب رغبته في
الجلوس على الكرسي
لكي يأتي الناس
ويخدموه ويأمر
وينهي عليهم
". بعد برهة قصيرة
من الوقت طلب الجميع
من أنطونس أن يُحدثهم
عن قصة الرجل والحية. ما هي
قصة الحية؟ هذه
القصة رمزية وتربوية
خلاصتها وجود
حية في ثقب جدار
أحد البيوت الذي
كان يسكن في رجل
وزوجته وابنهم
وخادمهم وعنزة
حلوب واحدة وحمار
، في أحد الأيام
راقب الرجل هذه
الحية لكي يتخلّص
منها ويقتلها
وجاء ببطأ الى
جوار الجدار وشاهد
في الثقب بيضة
ناعمة صغيرة صفراء،
أخذها وإذا هي
عبارة عن ذهب خالص
غرام واحد، فرح
الرجل جداً وأخبر
زوجته وابنه بأن
الحية تبيض ذهب
وأوصاهم بكتمان
السر وعم اخبار
أحد بذلك وقرر
عدم قتلها وجاء
في اليوم التالي
وأخذ بيضة اخرى
ذهبية ، ازدادت
فرحته وبمرور
الأيام جاء الحية
وعظّت العنزة
التي كانت تعطيهم
الحليب اليومي
وماتت العنزة
، انقهر الرجل
وزوجته وقالوا
بما أن الحية ترزقنا
بأكثر من الحليب
الذي كانت تعطيه
العنزة فليس لنا
مشكلة وسوف لن
نقتل الحية وبعد
ايام جاءت الحية
الى الحمار الذي
كان يمتطيه يوميا
بالذهاب والأياب
وقتلته ، انزعج
الرجل كثيرا وبعد
أن أخذ راحته قال
لزوجته لن أقتل
الحية لأنها يوميا
تعطينا رزق جديد
وافضل من العنزة
والحمار وهكذا
أبقى على حياة
الحية ، دارت الأيام
والأب فرحان جدا
بالذهب والطمع
الدنيوي الى أن
أستطاعت الحية
سم الخادم وبعدها
الأبن وقتلتهما
، عندها قرر ان
يقتلها وسمعت
الحية بذلك وأختفت
ولم يرى الرجل
الذهب الذي كان
يجنيه يومياً
منها ، لأنه طمّاع
اشتاق للذهب وأقترب
الى أمام الثقب
الذي فيه الحية
وبدأ يترجاها
لكي تشتم الهواء
وتبيض كالسابق
، رضخت الحية وخرجت
وتحتها بيضة الذهب
التي اخذها الرجل
بفرح أشد من السابق
وهكذا استمرت
الأيام الى أن
جاءت الحية وسمّت
زوجته فأصبح كئيباً
جداً وقرر قتلها
والتخلص منها
وأخبر أقربائه
بكل ماحدث وجاء
الى مكان الحية
وشاهد بيضة أكبر
وزنها حوالي خمسة
غرامات وهي دُرّة
جميلة ، أخذها
وأرتاح جدا ونسى
همومه ومآسيه
وكل ماحدث له وبدأ
يوميا يُنظف مكان
الحية ويعتني
بهِ لأنها تبيض
بيضة أكبر من السابق
بغض النظر عن كل
ما عملتهُ بهِ
وفي أحد الأيام
جاءت الحية بهدوء
وسمّت الرجل ومات
غير مأسوفاً عليه
لأنه أحبّ المال
والملذات وكما
يقول المثل طَمَعهُ
قَتَلَهُ ، وعندما
سمع الجيران بالحادثة
قالوا هو الذي
قتل نفسهُ ويستاهل
الموت!!. مغزى
القصة: قال أنطونس
الى الأخوة أن
هذا الرجل كان
طماعاً يحب جمع
المال أكثر من
تربية ولده وعائلته
، لقد التهى بجمع
المال وكانت أفكاره
متجهة دائماً
نحو الشهوات المادية
بعيدا عن التفكير
بالتربية والأخلاق
، كان يفرح في ما
يجمعه من الذهب
ليضعه في القاصة
أكثر مما يفرح
بتعليم ابنه وأخوته
وأقربائه ، لقد
قتلهُ الطمع وسمّته
الحية التي التهى
بها، هكذا فان
الانسان الذي
يُقصّر في تربية
أبنائه وتعليمهم
وتهذيبهم سوف
يأتي يوم يكبرون
ويقومون بتسميمهِ
كما سمّت الحية
الرجل وكل من كان
يسكن معه في البيت.
وقال لهم لو كان
أبيكم مُهتماً
بكُم وبأخلاقكُم
ما كُنتم قد وصلتم
الى الحالة التي
أنتم فيها الآن
ولهذا أنتم لا
تستحقون لأن يكون
أي واحد منكم ملكاً. الأخوة
الأعزاء من أبناء
شعبنا الكلداني
الآشوري السرياني،
القلّة من أخوتنا
لا يتجاوز عددهم
أصابع اليد يرغبون
بالملوكية والسلطة
والمقرات والكيانات
التقسيمية على
حساب الوحدة والعمل
المشترك ويعملون
لخلق كيانات سادت
ثم بادت وبأسماء
الصنم التي مَزَّقتها
المسيحية ، انهم
يعملون ضد مجرى
التاريخ والكتب
والكنيسة المشرقية
الواحدة. أرجو
أن لا تأخذون على
الكاتب بأنه ضد
الآباء والأجداد
الذين لم يُحسنوا
تربية الأجيال
من بعدهم لأن الأولاد
المفترضين أعلاه
هُم أولاد اليوم
وليسوا مُخولين
من الأجداد لكي
يختاروا ملكاً
على الشعب!! ولم
يعطي أي ملك من
الملوك وصيتةُ
الى هؤلاء وأمثالهم
بتتويج الملك
عليهم، فيجب التحاور
والتباحث والأحكام
الى التاريخ وذوي
الأختصاصات من
أبناء شعبنا بدلاً
من التناحر والتصادم
وبدلاً من أن يهلكوا
جميعاً كما هلك
ومات صاحب الحية،
نرجو الله أن يحفظ
الجميع وشكراً
. مسعود
هرمز النوفلي 11/1/2010 |