عيني على بلدتي
صلاح سركيس
استلمت بطاقة دعوة زواج من احد اقربائي الاعزاء خلال شهر اب 2008 معنونة باسمي وعائلتي المحترمة واطلعت على مضمونها الروحي الجميل ابتدأت بسم الاب والابن نبدأ دعوتنا وبالروح القدس تكتمل فرحتنا واختتمت البطاقة باقامة الحفل على احدى القاعات ولمدة يومين. وعلى ضوئها اكتب مقالتي عن اعراسنا هذه الايام التي بدت متعبة ومرهقة بل مملة لانها طغت عليها مظاهر البذخ والترف والرفاهية الغير منصفة وبدت عليها معالم تجارية ومادية بحتة اكثر مما تكون ذات قدسية وروحية وهكذا يدور الحديث عن الاعراس من اصحاب الاعراس انفسهم حيث يلومون هؤلاء ويصفونها بحفلات ودعوات (غرامة او ضريبة) ونحن نعرف بان الغرامة هي غرامة مالية يدفعها المخالف بامر قانوني مرغماً والمدعو للحفلة ليس بمخالف! بل ضيف كريم لبى الدعوة بمحبة وفرح. جميل ومقدس ان تقام مراسيم الزواج بالتبريكات وحسب الطقس الكنسي المتعارف عليه بانه زواج مقدس وسر من اسرار الكنيسة. حفلات تطلق فيها عبارات لا تليق بنا وحفلات مادية بعيدة عن روحية الكنيسة. جميل ورائع عندما نرى الفرح مشترك بين الجميع ومتساوياً، انه فضيلة وسعادة ضرورية لكنه ما ان خرج عن مضمونه الروحي وعنوانه الجميل او شكله الرائع اصبح بلا معنى بل بذخاً وهدراً للمال النافع بل هراءً وكذباً على بعضنا البعض. هل اصبحت اعراسنا موضة تقليدية او سباق نحو دفع الغرامات؟ بل إلحاح في حضورك الالزامي واما الزعل فدعنا عنه! هل وصلت اعراسنا حد التخمة والثمالة في بطاقات الدعوة لكل من هب ودب، حيث الفتات المتبقي يُلقى ويتلف وهذا صاحب الحفلة يخرج متعباً ومنهمكاً ومسرفاً في ما تم تقديمه للمدعوين
يا اصحاب الاعراس الاعزاء
اعراسنا ليست بكثرة توزيع بطاقات الدعوات. اعراسنا ليست للتباهي وليست للرقص او للشرب والاكل والتسكع والبذخ اعراسنا ليست لتجاهل بعضنا البعض بقصد الكراهية وعدم الاحترام. اعراسنا يجب ان تتناسب مع عرس قانا في الجليل وكما بارك الله سارة وطوبيا، اعراسنا للالفة والمصالحة والتقاسم العادل بين هذا وذاك، اعراسنا للابتسامات القلبية وليست المصطنعة، اعراسنا ليست حفلات لها قيمة فنية او قضاء سهرة ممتعة بقدر ما لها قيمة اجتماعية وانسانية وعائلية روحية لنرى امامنا اثنان واقفان امامنا يتوحدان اليوم امام الجميع. وعليه اتفق اصحاب الاعراس ايجاد صيغة نموذجية لاعراسنا الموحدة والملائمة والمقبولة لدى الجميع باختصار بكل ما لذ وطاب في تكاليف الحفل ومن مشاهداتي اثناء حضوري حفل الزواج. قال احدهم (ان عرسي كان افضل واجمل واكبر واحسن وابهى من عرس (فلان) فقد أضفتُ اصنافاً جديدة ومتنوعة من المقبلات والكرزات مثل رقائق البطاطا واللبلبي والباقلاء مع مأدبة عشاء فاخرة للرجال بالطبع للرجال فقط مع سندويجات للنساء والاطفال. ومشهداً اخر في حفل اخر اعجبني بل فرحت جداً بان اهل العريس اعلنوا من منصة المسرح بالامتناع عن نثر النقود (شاباش) فوق رأس العروسين كان ذلك على حدائق جار القمر في قره قوش يوم 8/8/2008 وتباً للتباهي بظاهرة نثر المال. |